أعلن وزارة الدفاع الأمريكية عن نشر نظام مراقبة جوية جديد يعتمد على الذكاء الاصطناعي، والذي تم تصميمه لمواجهة التهديدات الجوية المحتملة في منطقة العاصمة الوطنية (NCR). هذا النظام المتقدم، الذي يهدف إلى حماية المواقع الاستراتيجية مثل البيت الأبيض، والكابيتول، والمحكمة العليا، يمثل خطوة كبيرة نحو تعزيز الأمن الجوي. وهو جزء من جهد أوسع لمنع تكرار الأحداث التي وقعت في 11 سبتمبر 2001، عندما استهدفت الطائرات المختطفة مواقع استراتيجية ورمزية عالية القيمة، بما في ذلك البنتاغون.
نظام ERSA: تكامل تقنيات الرصد البصري والليزري المدعومة بالذكاء الاصطناعي
النظام الجديد، الذي يُعرف باسم "الوعي الإقليمي المعزز" (ERSA)، يدمج كاميرات متقدمة للتعرف البصري وأجهزة ليزر. يتم نشره تدريجيًا عبر منطقة العاصمة الوطنية ويشمل قدرات التعرف والتتبع المدعومة بالذكاء الاصطناعي، مما يوفر تحسينات كبيرة مقارنةً بالأنظمة القديمة. تم تصنيع هذا النظام بواسطة شركة Teleidoscope التقنية، ويحل محل المعدات التي تم تركيبها في عام 2002، والتي كانت بدورها بديلاً للتكنولوجيا التي تم استخدامها بعد أحداث 11 سبتمبر.
المزايا التكنولوجية للكاميرات: القدرة على الكشف الدقيق والتتبع الآلي للأهداف
تتمتع كاميرات ERSA بقدرة على التصوير باستخدام التقنيات البصرية والحرارية (الإنفرا-أوبتيكال) بدقة عالية، بالإضافة إلى ميزات مثل التلوين الحراري الذي يعزز اكتشاف الأهداف من خلال توقيعات الحرارة. تدعم هذه الإمكانيات جهاز قياس المسافة باستخدام الليزر، الذي يقيس بدقة المسافة والارتفاع للأجسام المستهدفة. وفقا لرئيس العمليات في مركز عمليات الدفاع الجوي المشترك (JADOC)، الرقيب الأول في سلاح الجو كيندريك ويلبورن، يمكن للنظام أن يتتبع الأهداف المتحركة بشكل آلي باستخدام خوارزميات التعلم الآلي. مع تزايد استخدام النظام، يتحسن أداؤه بشكل تدريجي، مما يزيد من فعاليته العامة.
آلية التحذير البصري: إشارات ليزرية لضمان الامتثال للمجال الجوي المحدد
يشمل النظام أيضا جهاز تحذير بصري باستخدام ليزر أحمر-أخضر لتنبيه الطائرات غير المتوافقة بمغادرة منطقة القواعد الجوية الخاصة (SFRA) على الفور. تساعد هذه الأشعة الليزرية الآمنة على العين في تجنب الحاجة إلى نشر الطائرات العسكرية المكلفة للتحقيق في الانتهاكات المحتملة. ويوضح ويلبورن أن هذه الإشارات البصرية، التي يُطلق عليها "الشرارات" من قبل المشغلين، تحفز الطيارين عادةً على تعديل مسارهم والتواصل مع إدارة الطيران الفيدرالية (FAA) كما هو مطلوب.
تطوير النظام: تقنيات متقدمة لتحسين أداء الدفاع الجوي في المناطق الحضرية
تم تطوير هذا النظام المتقدم لمعالجة التحديات المعقدة لحماية المجال الجوي في المناطق الحضرية. أظهرت الاختبارات التي أُجريت في عام 2022 مقارنةً بين عدة نماذج كاميرات، وتم اختيار Teleidoscope باعتبارها الخيار المفضل نظرا لتحسينات البرمجيات الكبيرة التي قدمتها. حاليًا، يعمل كاميرتان في النظام، وفي المراحل القادمة، هناك خطط لنشر سبع كاميرات إضافية سنويا.
الذكاء الاصطناعي في تعزيز القدرة على التعرف على الطائرات: توسعات مستقبلية
قد يستفيد نظام ERSA في المستقبل من التقدم الذي تحقق في تطبيق MEGA-Army الذي طورته شركة IDDEA البلجيكية. كان هذا التطبيق في الأصل مخصصًا للتعرف على المعدات العسكرية الأرضية من خلال تقنية التعرف على الصور المتقدمة، ولكن من الممكن تكييفه للتعرف على الطائرات. قد يتيح هذا التكيف ليس فقط التعرف على الطائرات ولكن أيضًا توفير معلومات تفصيلية حول قدراتها وأنظمتها الدفاعية. من شأن هذا الدمج أن يعزز قدرة ERSA على تقديم بيانات حاسمة في الوقت الفعلي لتحديد وتوثيق التهديدات الجوية.
التحولات في استراتيجيات الدفاع: من الوقاية إلى الاستجابة الفعّالة للتهديدات الجوية
لقد حولت التحسينات التي جلبها نظام ERSA بالفعل الطريقة التي يتم بها اكتشاف وإدارة التهديدات الجوية. يشير ويلبورن إلى أن الكاميرات قادرة على اكتشاف وتتبع الأهداف الصغيرة مثل الطيور أثناء الطيران، وهي قدرات لم تكن متاحة مع الأنظمة السابقة. بالإضافة إلى ذلك، يسمح النظام شبه الآلي للمشغلين بالتركيز على المهام التحليلية الأكثر تعقيدا، مثل تقييم نية الطائرات المشبوهة.
مواجهة التهديدات الجوية المستقبلية: حماية البنية التحتية الحيوية
يُظهر هذا التحديث التكنولوجي نهجًا استباقيًا لمنع الحوادث المماثلة لتلك التي وقعت في 11 سبتمبر 2001. من خلال دمج التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي والخبرة البشرية، يوفر نظام ERSA استجابة قوية وقابلة للتكيف مع التهديدات الجوية المعاصرة. ويسهم هذا المشروع، الذي تم تنفيذه بالتعاون بين وزارة الدفاع وسلاح الجو وبرنامج تسريع شراء وتوزيع التقنيات المبتكرة، في تعزيز التزام الولايات المتحدة بحماية بنيتها التحتية الحيوية.