في الثامن من شهر تشرين الاول/ اوكتوبر ٢٠٢٣ اليوم التالي لطوفان الاقصى العظيم، وُضِعَ قِدْرُ الاقليم على ثلاثة اثافي وهي حماس راس حربة المقاومة الفلسطينية في غزة، ونتنياهو رئيس وزراء القاعدة/ الكيان، وحزب الله في لبنان.اشتركت عدة اطراف في جمع الحطب للابقاء على نار الموقد مشتعلة ومستعرة ، وبعد مضي اكثر من عام ادركت امريكا التي تحاربنا بالكيان ان استمرار الوضع على ما هو عليه سيحرمها حتى من المرق، بعد ان تبين لها ان أُثْفِيَةَ الكيان ستتفتت من حمأة النيران، فتدخلت الدولة العميقة في امريكا مباشرة وقررت التخلص من الاثافي الثلاث.
الاثفية الاولى:- ممثلة باسماعيل هنية الذي اغتالته امريكا والكيان في العاصمة الايرانية طهران.رمز حماس للقضاء المبرم عليها عبر المجازر الجماعية وحرب الابادة والتطهير العرقي وتدمير الشجر والحجر.
الاثفية الثانية :- تمثلت في اغتيال امريكا للسيد حسن نصر الله للقضاء على حزب الله في لبنان وخلق ظروف لبنانية شبيهة بتلك الظروف التي وقع فيها لبنان على اتفاق ١٧ ايار / مايو ١٩٨٣م.
الاثفية الثالثة :- بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الكيان الذي صار يشكل خطرا على سلامة ووحدة الكيان فقررت الدولة العميقة في امريكا ازاحته واستبداله بقيادة مؤتمنة على سلامة القاعدة / الكيان او اعادة تأهيله للحرب المفصلية القادمة حتما.وما التسريبات التي تسرببت من مكتب نتنياهو الا دليل على ذلك.
بعد ان تبين لامريكا عدم جدوى اغتيال السيد حسن نصر الله، وما سبقه من اغتيال القادة وعمليات اجهزة البيجر والاتصال على تماسك حزب الله سياسيا وعسكريا، تولت امريكا بنفسها الاشراف على العملية البرية في جنوب لبنان التي حشدت لها خمسة فرق عسكرية اي ما يعادل سبعين الف مقاتل مدعومة بسلاح الجو الصهيوني .بعد فشل المرحلة الاولى والثانية من العملية البرية التي استمرت قرابة الشهرين، والصمود الاسطوري العجائبي لمقاتلي حزب الله من جهة ومئات الصواريخ التي طالت عمق الكيان وقواعده العسكرية وابقاء ملايين المستوطنين في الملاجئ وتدمير مغتصبات الشمال.هذا بالاضافة الى الخسائر الجسيمة التي تكبدها جيش الكيان في العديد والعتادوالانهاك الذي بدأ ياكل بنية وتماسك جيشه، تقدمت راعيته امريكا عبر الدبلوماسية المكثفة وارغمت نتنياهو ارغاما على الهرولة نحو الموافة على وقف اطلاق النار على الجبهة اللبنانية وبشروط حزب الله المنتصر.لم يكن في ادبيات حزب الله سوى التصدي لجيش الكيان وحرمانه من تحقيق اهدافه المعلنة لحملته البرية وقد حقق ذلك بامتياز ونصر مبين. واستنفذ الكيان كل الخطط البديلة بعد ان استخدم كل اسلحته الا سلاح واحد هو سلاح البحرية الذي لم يدخل المعركة.
اما لماذا لم يستخدم الكيان سلاح البحرية الذي لديه احدث الغواصات الالمانبة والمدمرات والبوارج والزوارق الحربية؟فالجواب على ذلك يعود الى الايام الاولى لطوفان الاقصى عندما حشدت امريكا الاسطول السادس الامريكي قبالة السواحل اللبنانية وجاء الرئيس الامريكي جو بايدن الى الكيان وربت على كتف نتنياهو مؤكدا له وقوف امريكا والناتو معه. يومها قال سيد القاومة متحديا: (( لن ترهبنا اساطيلكم فقد اعددنا لها عدتها )).ما هي هذه العدة يا ترى التي اعدها حزب الله؟.انها صواريخ اليوخون الروسيةارض - بحر المتطورة والبعيدة المدى وذات القدرة التدميرية الهائلة، بالاضافة الى الصواريخ الفرط صوتية.
نعود الى اتفاق وقف اطلاق النار ( وليس وقف الحرب وانتهائها) لان الظروف الموضوعية والذاتية لم تنضج بعد حتى نقول ان الحرب قد وضعت اوزارها،لان امريكا والناتو والكيان يعرفون ان الكيان قد فشل في تحقيق اي من اهدافها المعلنة .فعلى مستوى الكيان هي (( حرب وجودية وحرب القيامة )) وعلى مستوى امريكا والناتو لم تتقرر بعد الاجابة على السؤال المطروح منذ اكثر من اربعة عقود من يملأ الفراغ السياسي في قلب غرب اسيا؟.امريكا والناتو والكيان ام ايران وروسيا والصين؟.
لقد عبر نتنياهو بصريح العبارة حين برر قبوله بوقف اطلاق النار على الجبهة اللبنانية بالقول: (( نريد ان نعيد هيكلة وبناء جيشنا للتفرغ لمجابهة ايران ولقضاء على حماس في غزة وتحرير الرهائن ))
وبناء على النتائج التي افرزها الصراع الدائر منذ طوفان الاقصى وحتى الساعة لمن اليد العليا ومن يملأ الفراغ السياسي في الاقليم.وعليه فان التحضير والذهاب الى حرب اقليمية فاصلة ينخرط فيها اطراف محور المقاومة-- المقاومة الفلسطينية وحزب الله في لبنان وانصار الله في اليمن وفصائل المقاومة والحشد الشعبي في العراق، وسورية وايران وفي العمق روسيا والصين مقابل مقابل الكيان وامريكا والناتو والمتصهينين من العرب.
ان اتفاق وقف اطلاق النار الهش هو بمثابة استراحة المتحاربين، ومن اهم حسناته انه عرى وكشف الوجه الحقيقي للذين تزلفوا لمحور المقاومة وركبوا موجة الوطنية والوطنيين، وخاصة العاملين في منظمات المجتمع المدني ال N.G.O.التي تمولها امريكا والصهيونية.هؤلاء الذين غلب الطبع عليهم وعادوا يرقصون على انغام امريكا والكيان الطائفية والمذهبية بعد ان تطبعوا ولبسوا لباس الوطنية والدين والوطنية والدين منهم براء.
ان اطراف محور المقاومة لا يمكن ان تساوم او تهادن او تفرط باسس بقائها وهي وحدة الساحات.فيا امراء الغزو ويا عملاء صهيون ويا مرتزقة ال N.G.O. موتوا بغيظكم فلن يسرج الحصان الذي ورث الجبهة من معركة اليرموك.
ان الحرب الفاصلة قادمة لا محالة ولا يمكن تجنبها لان الحرب الصغيرة ستولد حربا كبرى، مثل مستصغر الشرر الذي يؤدي الى اعظم الحرائق، او كما قالت العرب : (( وقد تاتي التوافه بنتائج لا تاتي من عظائم الامور )) او في لغة السياسة المعاصرة(( الشيطان يكمن في التفاصيل )).
لا بد من اتخاذ الحذر والحيطة وتقدير كل امر حق قدره مهما صغر وتفه.
اننا لمنتصرون
م/ زياد ابو الرجا