اكتشاف شبكة غامضة من الكهوف تحت سطح القمر بواسطة ناسا
علوم و تكنولوجيا
اكتشاف شبكة غامضة من الكهوف تحت سطح القمر بواسطة ناسا
2 كانون الأول 2024 , 16:35 م

كشفت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" عن اكتشاف مذهل لشبكة من الكهوف تحت سطح القمر، قد تشكل مواقع ملائمة لحماية رواد الفضاء وإجراء أبحاث علمية متقدمة. جاء هذا الاكتشاف استناداً إلى بيانات من المسبار القمري "Lunar Reconnaissance Orbiter" (LRO)، حيث أظهرت النتائج أن هذه الكهوف تشبه أنابيب الحمم البركانية على الأرض.

اكتشاف الكهوف تحت سطح القمر

استناداً إلى البيانات التي جمعها جهاز "Mini-RF" (الرادار المصغر) التابع لمسبار LRO، تمكن فريق دولي من العلماء من العثور على دليل لوجود كهف يمتد أكثر من 60 متراً تحت قاعدة حفرة قمرية، تقع هذه الحفرة على بعد 370 كيلومتراً شمال شرق موقع الهبوط الأول للبشر على القمر في منطقة "بحر الهدوء" (Mare Tranquillitatis).

موقع بحر الهدوء

يُعد "بحر الهدوء" أحد أبرز المعالم القمرية، حيث شهد أول هبوط بشري في 20 يوليو 1969 عندما وطأ نيل أرمسترونغ وباز ألدرين سطح القمر، يمتد بحر الهدوء على مساحة 873 كيلومتراً، ويُعتقد أنه تشكل نتيجة اصطدام ضخم منذ أكثر من 3.9 مليون سنة. لاحقاً، غمرته الحمم البركانية، مما جعله يبدو داكناً وناعماً عند النظر إليه من الأرض.

أهمية الكهوف القمرية

منذ عقود، اشتبه العلماء في وجود كهوف تحت سطح القمر. وقد أكدت الصور الملتقطة من قبل مركبات فضائية تابعة لناسا ووكالة الفضاء اليابانية "جاكسا" (JAXA) وجود فتحات قد تؤدي إلى هذه الكهوف. تُظهر التحليلات الحديثة أن هذه الكهوف قد توفر حماية طبيعية من الإشعاعات الشمسية والظروف القاسية على سطح القمر.

آلية تشكل الكهوف القمرية

تشير الدراسات إلى أن الكهوف القمرية تشبه "أنابيب الحمم" الأرضية التي تتشكل عندما يتدفق الحمم البركانية تحت قشرة متصلبة، ما يترك خلفه نفقاً مجوفاً. وإذا انهار سقف هذا النفق، يتشكل ما يشبه نافذة تؤدي إلى الكهف.

إمكانيات استكشاف الكهوف القمرية

يُعتبر جهاز "Mini-RF" أداةً أساسية في جمع البيانات وتحليلها، حيث يُشغّل من قبل مختبر الفيزياء التطبيقية في جامعة "جونز هوبكنز". يلعب هذا الجهاز دوراً حيوياً في دراسة التكوينات الجيولوجية للقمر.

مسبار LRO: رؤية مستقبلية

يُدير مركز "غودارد" لرحلات الفضاء التابع لناسا مسبار LRO، الذي أُطلق في 18 يونيو 2009 بهدف استكشاف القمر بتفصيل غير مسبوق. وقد ساهم المسبار بشكل كبير في إعداد الخرائط الطبوغرافية للقمر، مما يساعد في تحديد مواقع محتملة لإقامة قواعد بشرية مستقبلية.

آفاق استكشاف المستقبل

تخطط ناسا لاستغلال البيانات المستخلصة من مسبار LRO وشركائها التجاريين والدوليين لتعزيز الوجود البشري في الفضاء. يتضمن هذا الجهد إقامة بنى تحتية مستدامة على القمر تمهيداً لاستكشاف أعمق للنظام الشمسي، ما يفتح آفاقاً جديدة أمام استكشاف الفضاء واستخدام الموارد القمرية.