ملصقات الموز الحزين تقليل هدر الطعام وزيادة المبيعات
منوعات
ملصقات الموز الحزين تقليل هدر الطعام وزيادة المبيعات
5 كانون الأول 2024 , 13:24 م

يعد هدر الطعام أحد التحديات العالمية الكبرى التي تواجه البشرية في العصر الحديث، حيث يُلقى أكثر من مليار وجبة في سلة المهملات يوميا، مما يهدد الأمن الغذائي والبيئة على حد سواء، في هذا السياق توصل فريق من العلماء إلى فكرة مبتكرة تهدف إلى تقليل هدر الطعام من خلال استغلال العاطفة الإنسانية.

ملصقات "حزينة" لتحفيز التعاطف مع المنتجات الغذائية

ابتكر الباحثون طريقة تعتمد على ملصقات تُظهر المنتجات الغذائية بحالة "حزينة" بهدف استثارة مشاعر التعاطف لدى المتسوقين، مما يدفعهم إلى شرائها بدلاً من تجاهلها. وقد أجريت التجربة الأولى في ألمانيا داخل أحد المتاجر الكبرى، حيث تم وضع لافتات ورسومات كرتونية على الموز، إما بحالة "سعيدة" أو "حزينة".

زيادة ملحوظة في المبيعات

كشفت نتائج التجربة أن الموز الذي تم عرضه خارج مجموعات التعبئة العادية، وحمل ملصقًا يُظهره بحالة "حزينة"، حقق زيادة في المبيعات بنسبة 58% مقارنة بالموز الذي لم يحمل أي ملصق. ويُعزى ذلك إلى استجابة المستهلكين العاطفية تجاه المنتجات التي بدت وكأنها "معزولة" أو "غير مرغوب فيها".

التعاطف البشري ودوره في تقليل الهدر

أوضحت الدكتورة ليزا إيكمان، الباحثة الرئيسية في الدراسة، أن البشر يمتلكون حاجة فطرية للتعاطف والانتماء، حتى مع الأشياء غير الحية. وقالت:

"وضع الملصق الحزين على الموز الفردي يثير استجابة عاطفية من المتسوقين، ما يجعلهم أكثر ميلا لشرائه وإنقاذه من الإهمال."

وأشارت إلى أن هذه الفكرة يمكن تطبيقها على منتجات أخرى مثل الطماطم، التي أظهرت تجارب مشابهة فعالية الفكرة نفسها.

الموز المفرد.. من أكبر المساهمين في هدر الطعام

تُظهر الدراسات أن الموز المفرد يُهمل بشكل كبير مقارنة بالموز المعبأ في مجموعات، حيث يفضل المستهلكون شراء المجموعات ذات المظهر الأكثر جاذبية. وغالبا ما يُترك الموز المفرد حتى يصبح داكن اللون ويتم التخلص منه، رغم أنه لا يزال صالحا للاستهلاك.

دور الخصومات في تعزيز المبيعات

إلى جانب الملصقات الحزينة، وجدت الدراسة أن تقديم الخصومات على المنتجات الفردية كان أكثر فعالية في زيادة المبيعات. ومع ذلك، تعتبر الملصقات العاطفية أداة مكملة يمكنها تعزيز الاستجابة العاطفية للمستهلكين.

أثبتت التجارب أن استخدام الملصقات العاطفية يمكن أن يُطبّق على مجموعة متنوعة من المنتجات الغذائية المعرضة للهدر، ما يوفر حلاً بسيطا وبتكلفة منخفضة يمكن أن تتبناه متاجر السوبر ماركت بسهولة.

الآثار البيئية والاقتصادية لهدر الطعام

تعتبر مشكلة هدر الطعام من أكبر التحديات البيئية التي تواجه العالم. وفقًا لتقارير الأمم المتحدة، يتم إهدار أكثر من 1.05 مليار طن من الطعام سنويًا، مما يؤدي إلى إطلاق كميات كبيرة من غاز الميثان الناتج عن تحلل الطعام في مدافن النفايات، وهو غاز يساهم بشكل كبير في تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري.

نحو مستقبل أكثر استدامة

تشكل هذه الدراسة خطوة مهمة نحو تحقيق الاستدامة البيئية من خلال تقليل هدر الطعام وزيادة الوعي لدى المستهلكين بأهمية شراء المنتجات المفردة التي قد يتم إهمالها. كما تسلط الضوء على أهمية التفكير الإبداعي في مواجهة المشكلات البيئية والاجتماعية الكبرى، ما يفتح الباب أمام ابتكارات جديدة تساعد في حماية مواردنا الطبيعية وتحقيق مستقبل أكثر استدامة للجميع.