المبادرة الوطنية الأردنية
جورج حدادين
عبر التاريخ صراعات تنفجر بشكل دوري في المنطقة العربية
السؤال لماذا؟
لماذا لا تستقر المنطقة ؟
الأسباب:
• ثروات طبيعية هائلة تتموضع تحت وفوق سطح الأرض العربية، نفط غاز صخر زيتي ذهب نحاس حديد رمل زجاجي بوتاس فوسفات يورانيوم ثوريوم الخ
• موقع جغرافي يتحكم بالتجارة العالمية: البرية والبحرية بين القارات، ويتحكم بخطوط نقل الطاقة، عصب الصناعة.
• حضارة عميقة في التاريخ، حيث أول تحول في تاريخ البشرية الإنتقال من عصر الصيادين اللمامين الى العصر الزراعي ( دخول عصر الحضارة مع الزراعة ) قبل ثلاث وعشرين ألف عاماً، شرق الأردن بالقرب من قصر الحرانه، وأول رغيف خبز عمره حوالي 14 ألف وخمسمائة عاماً، وجد في منطقة الضاحكية شمال شرق الآردن، وأول تماثيل في تاريخ البشرية تماثيل عين غزال ، وصهر النحاس وتشكيله أدوات عسكرية ومدنية قبل سبعة ألاف عاماً في وادي عربة، وأول سد في منطقة جاوا جنوب عمان.
لكل هذه الأسباب مجتمعة، يسيل لعاب القوى الإستعمارية للسيطرة على هذه المنطقة، حال حصول أي ضعف يدب في مفاصل الدولة القائمة والمجتمع، وبالتتابع من عصر الإمبراطوريات القديمة: اليونانية والرومانية والبيزنطية ، الى عصور الرأسماليات القومية الأوروبية ، بريطانيا وفرنسا بشكل رئيسي، ثم الهيمنة الأمريكية مقرونة بالحركة الصهيونية.
الغزوة الثانية على سوريا تأتي في هذا السياق، حيث الوضع الاقتصادي المأزوم والوضع الإجتماعي المحتقن وفساد ينخر مؤسسات الدولة والقطاع الخاص، ووتائر الفقر والجوع تتنام بشكل مضطرد،
وفي السياق ذاته تعتقد الطغمة المالية العالمية، أن محور المقاومة قد ضعف، وأن روسيا غير قادرة على تقديم الدعم العسكري والمادي اللازم لمواجهة الغزوة، وفي الوقت ذاته لمست التردد وعدم الحسم عند القيادة الروسية في أوكرانيا، وقبول القيادة السورية، باتفاق استنا الذي يعني السكوت عن الغزو التركي لشمال سوريا والسكوت عن عملية التترك الجارية هناك، والقبول برهن أدلب لدى الارهابيين، الممولين من الغرب، وقسد الممولة من ثلاث أطراف: الأمريكي والأوروبي والتركي،
التردد من جانب وعدم الحسم من جانب أخر، عوامل ملائمة تماماً لشن الغزوة الثانية، بأمر الناتو وتنفيذ عضو الناتو تركيا.
من وضع سوريا والمنطقة على هذا المسار؟
القيادة التي لم تمتلك الوعي الحقيقي الكافي، للتمييز بين مفهوم التناقض التناحري والتناقض الثانوي ، وفوق ذلك غض النظر، عن تشخيص الحالة القائمة مع الطغمة المالية العالمية واتباعها في المنطقة على أنها تناقض تناحري، بين مشروع الهيمنة ومشروع التحرر الوطني، تناقض يفضي الى نفي أحد المشروعين، الهيمنة أم التحرر، بالفعل وفي الواقع، ويبدو عدم الاستعداد الكافئ لمواجهة هكذا غزوة، قد تبدى بسرعة استيلاء قوى التبعية الإرهابية على هذه المساحة الواسعة.
العودة ثانية الى نغمة استانا وإعادة تشكيل الدولة والسلطة السورية بالتوافق مع قوى التبعية الإرهابية واللبرالية، تقاسم السلطة والدستور الجديد القديم الذي طرح سابقاً من قبل القيادة الروسية، لا يبشر بالخير.
الحسم وعدم التردد، ممر إجباري لتحقيق النصر غير المرتد.
استنهاض قوى التحرر الوطني عبر مشروع يقوم عل إنجاز مهمات مرحلة التحرر الوطني بالفعل وفي الواقع، ركيزة رئيس لمواجهة مشروع الهيمنة.
تفعيل دور النقابات العمالية والمهنية والجمعيات في أرجاء الوطن العربي لمواجهة مشروع الهيمنة وكل في موقعه.
إنجاز مشروع الوحدة الوطنية وفسح المجال أمام القوى الشعبية في سوريا لمواجهة الغزوة.
" كلكم للوطن والوطن لكم "
يتبع