كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة إسيكس عن روابط مثيرة بين الوعي الداخلي للجسم ومتعة النشوة الجنسية لدى النساء. الدراسة أكدت على وجود علاقة بين قدرة النساء على إدراك الإحساسات الداخلية لجسمهن وتكرار ورضا النشوة الجنسية.
الوعي الداخلي والنشوة الجنسية
الوعي الداخلي يشير إلى قدرة الفرد على إدراك الإشارات الداخلية للجسم مثل ضربات القلب، أنماط التنفس، والإحساسات الجسدية،ووجدت الدراسة أن النساء اللاتي أظهرن وعياً داخلياً مرتفعاً كنّ أكثر عرضة لتجربة النشوة الجنسية بشكل متكرر ومرضٍ.
التوجه نحو دراسة النشوة الطبيعية بدلاً من الاضطرابات تشير الدراسة إلى أن معظم الأبحاث السابقة ركزت على اضطرابات النشوة الجنسية لدى النساء، مما شكل نقصاً في الدراسات التي تركز على عملية النشوة الطبيعية لدى النساء في هذا السياق تؤكد الباحثة ميغان كلابوند، المؤلفة الرئيسية للدراسة، أن الدراسة تفتح آفاقاً لفهم عملية النشوة الطبيعية وكيفية تعزيز المتعة الجنسية لدى النساء من خلال تحسين الوعي الداخلي.
الفرق بين الأنشطة الفردية والجماعية
وجد الباحثون أن النساء تحققن النشوة الجنسية بنسبة تزيد بحوالي 20% أثناء الأنشطة الفردية مقارنة بالأنشطة الجماعية المفارقة في الرضا الجنسي كانت متوازية مع هذه النسبة، مما يعزز ما يُعرف بـ "فجوة النشوة"، وهي ظاهرة موثقة حيث تُبلغ النساء عن معدلات أقل من النشوة أثناء النشاط الجنسي مع شركاء مقارنةً بالأنشطة المنفردة.
التواصل الداخلي والانتباه الجسدي
تعتبر الدراسة أن القدرة على ملاحظة الإحساسات الداخلية والتفاعل معها قد تكون مفتاحاً لزيادة تكرار ورضا النشوة، حيث أظهر الباحثون أن قدرة النساء على تنظيم الانتباه والتركيز على الإحساسات الجسدية كانت مرتبطة بزيادة التكرار والرضا في الأنشطة الفردية. كما أن "الثقة بالجسم"، وهي القدرة على الثقة بإحساسات الجسد، كانت مرتبطة بشكل قوي بالرضا الجنسي في كلا السياقين.
أهمية الوعي الذهني والتواصل لتحقيق تجارب جنسية مرضية
تشير الدراسة إلى أهمية ممارسة الوعي الذهني (Mindfulness) كوسيلة لتحسين الوعي بالجسم وبالتالي تحسين التجربة الجنسية. أكدت كلابوند أن تعزيز هذه المهارات لدى النساء قد يساهم في تحسين تجاربهن الجنسية. كما شددت على أهمية التواصل المفتوح بين الشريكين لتمكين المرأة من التركيز على إحساساتها الداخلية خلال اللحظات الحميمة.
تساهم هذه الدراسة في النقاش الأوسع حول فجوة النشوة الجنسية، مشيرة إلى أن هذه الفجوة لا تعود فقط إلى عجز النساء عن تحقيق النشوة، بل قد تكون ناتجة عن التحديات التي تواجههن في بعض السياقات الجماعية لتحقيق النشوة المرضية.