كتب الأستاذ حليم خاتون:
مسكين هنيبعل!
خسر الحرب ضد روما، فكتب المنتصرون التاريخ على النحو الذي يريدون...
في كتب "التاريخ" يجري تشويه صورة هنيبعل...
تارة هو ذو شكل مخيف، وتارة أخرى يتم تصويره يرتعد من الخوف...
هكذا هي البروباغاندا...
حتى الاسرائيليون حين استخدموا إسم هنيبعل، قاموا بتشويه عقيدته...
هنيبعل لم يقم بقتل اسراه لدى العدو كما فعلت إسرائيل...
عقيدة هنيبعل هي باختصار شديد، رفضه هو أن يقع هو نفسه بالأسر؛ لذلك، تجرع السم وفضل الموت على حياة الذل...
بعد هنيبعل، حذت كليوباترا نفس الطريق...
فضلت كليوباترا لدغ الافاعي والموت على الوقوع في أسر جنود روما...
مصطفى، حفيد صدام حسين لم يكن كما جده أو عمه...
حمل السلاح وظل يقاتل إلى أن مزق جسده الرصاص...
هكذا يكون الأبطال..
بغض النظر عما يحملون من مبادئ...
المهم رفض الموت الرخيص كما حصل مع صدام حسين؛ او الهرب كما حصل مع بشار الأسد...
خرج بيان يدعي فيه بشار إنه لم يغادر الا بعد سقوط دمشق...
أين العذر يا ابن حافظ؟
عذرك اقبح من الذنب!
هل تصلك صور قصف إسرائيل للصواريخ التي رفضت انت استخدامها دفاعا عن سوريا؟
هل وصلتك صور الطائرات وقد دمرت دون قتال؟
إذا كنت أنت من كتب ذلك البيان الذي يدعو إلى الإشمئزاز؛ فأنت تستحق الرجم بالحجارة حتى الموت...
اخرس ولا تتكلم على الإطلاق...
أنت عار على عار...
يصور اعداؤك سجن صيدنايا...
يلهي الاعلام العربي الناس بصور موجودة في كل بلاد العالم...
بماذا تختلف صيدنايا عن غوانتانامو؟
بماذا تختلف عن ابو غريب؟
بل بماذا تختلف عن قنصلية بني سعود في تركيا حيث تم تقطيع جمال خاشقجي قبل تذويب القطع بالأسيد؟
هل كان الفرنسيون اكثر تحضرا حين شاركوا جنود ملك المغرب في القضاء على بن بركة واخفاء الجسد؟
هل كان البلحيكيون اكثر تحضرا حين ساهموا بتمزيق جسد باتريس لومومبا؟
نحن لسنا هنا كي نقارن بين وحشيتك ووحشية امثالك من المستبدين في هذا العالم...
نحن نسألك فقط،
لماذا لم تطلق صاروخا واحدا على تل أبيب؟
لماذا لم تدافع عن سوريا بعد الهجوم الذي كان يتلو هجوما أفظع منه؟
حتى متى كنت تخبئ تلك الصواريخ وتلك الطائرات؟
انت أحقر حتى من محمود عباس لأنك كنت تملك القوة ولم تستعملها...
أنت درس لباقي محور الممانعة الذي امتنع عن استعمال السلاح حتى دمر هذا السلاح في المخازن...
حتى لو فرضنا أن يحي السنوار أخطأ وهو والله لم يخطئ لأنه فضل الموت وهو يقاتل على انتظار الزمان والمكان المناسبين...
يحي السنوار تعلم من أخطاء عبد الناصر في حزيران ٦٧...
يحي السنوار تعلم حيث رفضت أنت وبقية المحور أن تتعلموا...
حين كان الاميركيون يجمعون القوات لمهاجمة صدام حسين نصحه الفريق الشاذلي بالمبادرة إلى مهاجمة أميركا قبل استكمال التحضيرات... لكن صدام حسين جبان مثلك... كان يعول على وساطة ما...
على الأقل، كان بإمكان صدام تأجيل الهزيمة بدل الانتظار كما الفأر في حفرة...
اليوم، بفضلك؛ وفضل حلفائك من محور التردد وانتظار الزمان والمكان المناسبين، وسياسة الصبر الاستراتيجي وحياكة السجاد الإيراني؛
بفضلكم، يضع الأميركي نقطة على السطر بعد أن كتب نهاية التاريخ مرة أخرى...
كان على كل المحور أن يهاجم إسرائيل بكل ما أوتي من قوة في الثامن من أكتوبر...
ماذا كان سوف يحصل؟
هل كان هناك خوف ان الغرب سيدخل الحرب ضد المحور؟
هو فعل ذلك منذ اليوم التالي، بينما نغمة عدم توسيع الحرب كانت كل ما استطاع المحور ترداده...
هل كانوا سوف يدمرون لبنان على رؤوس من فيه؟
هم فعلوها...
هل كانوا سوف يدمرون سوريا على رؤوس الناس؟
هم يفعلون ذلك كل يوم، كل دقيقة، كل ثانية!
هل كانو سوف يدمرون إيران؟
هم بصدد فعل ذلك في الوقت الذي لا يزال الايرانيون يبحثون كيف يتنازلون مرة أخرى وأخرى إلى أن لا يبقى ستر على عورة...
عبدالناصر خسر حرب حزيران؛ لكنه قام وحاول تصحيح الخلل...
أما أنت يا بشار؛
فقد تسببت بوقوع لا قيامة بعده...
هنيئا لك صقيع موسكو...
ليس عليك خوف من الصقيع لأنك ببساطة لا يجري في عروقك دم لكي يتجمد...
أنت جسد بلا دم...
أنت جيفة بلا كرامة...
أنت عار على الأمة التي أنجبت يحي السنوار...