سقطَ نظامُ بشارِ الأسدِ غيرَ مأسوفٍ عليه، بعد أن انطلت عليه خديعةُ ابنِ زايد وابنِ سلمان،والعودةللحضن والعمق العربي، وهكذا هم الطغاةُ الحمقى يَحلُمونَ بِالتَّمَسُّكِ بالسَّلطةِ، وبالحياة حتى آخرِ رمقٍ منها، وآثر الذُّلَّ والهوانَ على العِزِّ والكرامة،ولم يستخدمْ صواريخَهُ وطيرانَهُ ودبّاباتِهِ، وكلَّ مايملِكُ من مخازنِ الأسلحةِ ضِدَّ العدوِّ الصهيونيِّ، حين طلبت مِنْهُ إيرانُ وحلفاؤها ذلك، وكانت فرصةً كبيرةً، لتدميرِ الجيشِ الإسرائيليِّ وفتحِ جبهةٍ كبيرةٍ ضِدَّهُ، رُبّما كانت تُغَيِّرُ الكثيرَ من موازينِ القِوى..
نعم بَلَعَ بشّارُ الطُّعْمَ، كما هو حالُ الرئيسِ السابقِ صدام حسين، فهو لم يستخدمْ ما يملكُ من سلاحٍ فَتَّاكٍ، ضِدَّ أمريكا أوإسرائيل طَمَعاً في البقاءِ في السلطةِ وحُبِّ الحياة، فكانت نهايةُ صدام وبشار وحزب البعث، بالطريقةِ نفسِها، الى مزبلة التأريخ.
واليومَ إسرائيلُ دمّرتْ، بالكاملِ مخازن الصواريخ، وحرقت كلَّ الدبابات، وأجهزت على السلاحِ الجويِّ والبحريِّ ومراكزِ البحوثِ وأرشيفِ الدولةِ،بمافيهاالمصرفُ المركزيُّ السوريّ، وكلُّ ما هو غالٍ ونفيسٌ في سورية،وتقدَّمَت واحتلّتْ أراضيَ واسعةً من سوريةَ وتمَّ قصفُ مائتين وخمسينَ هدفاً عسكرياً ومدنياً سورياً بالطيران الحربي الصهيوني، وتركيا سيطرتْ على كامل الشمال السوري، ورفعت الأعلام التركيةَ فوق حلب، تُبَشِّرُ بعودةِ الاِستعمار العثمانيّ، والعصاباتُ التكفيريةُ المجرمةُ تَعِيثُ فساداً بأرض سورية، ونهبتْ وسلبتْ أغلبَ مؤسساتِ الدولةِ السورية، ولم يبقَ حجرٌ فوق حجر.
كل هذا الدمار الشامل والتوغل الصهيوني والتركي، في أرض سورية، ولم يستنكر هذه الأفعال عربيٌّ ومسلمٌ سُنِّيّ، سواء داخل سورية أو خارجها، والغريبُ في الأمر أنّ من كان يتَّهِمُ إيرانَ وحزبَ اللهِ والفصائلَ العراقيةَ باِحتلالِ سوريةَ، والتدخلِ في شؤونِها الداخليةِ، اليومَ بَلَعَ لِسانَهُ، وصَمَتَ صَمْتَ القبور.
ولعل العَجب العُجاب هو صمتُ جبهةِ النُّصرَةِ والجيشِ الحُرِّ وهيئةِ تحريرِ الشام، وباقي الفصائل المسلحة، وحتى تنظيم داعش الإرهابي، وعلى رأسهم بطل تحريرسوريامحمدالجولاني لم يتفوه بكلمةواحدة ضد العدو الصهيوني.
وهذا يعني أن أسرائيل وتركيا وأمريكا هي الحاضن والعمق والسند لهذه العصابات التكفيرية... نعم حين كان المستشارون الأيرانيون وتشكيلاتُ حزب الله والفصائل العراقية، في سورية، لم تجرؤ إسرائيلُ على التوغُّلِ واحتِلالِ الأراضي السورية..
نعم، يقال: فرح العرب والمسلمون السنة بهذا الخزي والعار والخيانة والعهر والمجون والسقوط، حين سلموا فروج نسائهم وأدبارهم للصهاينة والأتراك..
*وهنا أستثني الشرفاء منهم وإن كانوا بعدد أصابع اليد.