أثار عالم الجيوفيزياء جون فيدال، عميد قسم علوم الأرض بجامعة جنوب كاليفورنيا، جدلاً علمياً عندما أعلن عن اكتشاف جديد يشير إلى إمكانية تغير شكل نواة الأرض ، هذا الكشف الذي تم تقديمه خلال اجتماع الاتحاد الجيوفيزيائي الأمريكي سلط الضوء على تأثير تباطؤ سرعة دوران النواة الداخلية للأرض وما ينتج عنه من تغيرات جيولوجية هائلة.
تغيرات دوران النواة وتأثيرها على السطح
أوضح جون فيدال أن العلماء قد اكتشفوا سابقا أن النواة الداخلية للأرض يمكن أن تتباطأ في دورانها لدرجة قد تؤدي إلى تغير اتجاهها. الجديد في الدراسة هو أن هذا التباطؤ لا يؤثر فقط على حركة النواة، بل يسبب أيضا تغييرات على سطحها، لفهم هذه الظاهرة، ركز العلماء على تحليل الموجات الزلزالية الناتجة عن الزلازل.
قام الباحثون بمقارنة الموجات الزلزالية التي حدثت في نفس الموقع ولكن بأوقات مختلفة. نظريا، كان من المفترض أن تكون الموجات متشابهة لأنها تمر عبر نفس المناطق في باطن الأرض. ومع ذلك، أظهرت البيانات من جزر ساندويتش الجنوبية في ألاسكا اختلافات ملحوظة، مما يشير إلى وجود تغييرات في تكوين اللب الداخلي للأرض.
تحليل الزلازل ودلالات التشوهات
خلال الدراسة، قام العلماء بتحليل 200 زوج من الزلازل التي وقعت خلال الـ33 عاما الماضية. ركزت التحليلات على الاهتزازات التي تم تسجيلها بالقرب من المنشآت الجيوفيزيائية في ألاسكا وكندا. وجد الباحثون أن عشرة أزواج من هذه الزلازل أظهرت اختلافات في شكل الموجات بين المرات المختلفة التي تم تسجيلها فيها. وأوضح فيدال أن هذه الموجات، التي تفصل بينها مسافات تصل إلى 1600 كيلومتر، تسير بطرق مختلفة اعتمادًا على طبيعة الطبقات الجيولوجية التي تمر عبرها.
هذه التغيرات في الموجات تشير إلى تشوهات في اللب الخارجي للأرض، الذي يتكون من معادن مصهورة تتحرك تحت تأثير الجاذبية والضغط العالي.
أسباب التغيرات: التقلص والتمدد
تشير البيانات إلى أن التشوهات في اللب قد تكون ناتجة عن عمليات تقلص وتمدد تحدث في نفس الوقت. قد يكون ذلك مرتبطا بجاذبية الوشاح الأرضي أو حركة المواد المصهورة في اللب الخارجي. يعتقد العلماء أن هذه العمليات قد تلعب دورا في تشكيل ديناميكيات الأرض الداخلية، ولكنهم بحاجة إلى مزيد من الدراسات لفهم التفاصيل الدقيقة.
ما الذي ينتظر العلماء في المستقبل؟
يواجه العلماء تحديات كبيرة في تفسير هذه الظاهرة، حيث يتطلب الأمر تقنيات أكثر تقدما لرصد ما يحدث في أعماق الأرض. ومع ذلك، فإن هذه الاكتشافات تمثل خطوة هامة نحو فهم ديناميكيات الأرض وتأثيراتها المحتملة على سطح الكوكب.
التغيرات في نواة الأرض ليست مجرد مسألة جيولوجية؛ بل قد تكون لها تأثيرات بعيدة المدى على المجال المغناطيسي للأرض وحركتها العامة. يبقى أن نرى كيف ستساعد الأبحاث المستقبلية في تسليط المزيد من الضوء على هذه الظاهرة الغامضة.