أطلق رجل الأعمال والملياردير الأمريكي إيلون ماسك تحذيرا حاسما بشأن مستقبل الحياة على كوكب الأرض، مؤكدا أن التوسع نحو كوكب المريخ أصبح ضرورة ملحة لضمان بقاء الجنس البشري، وقال ماسك في مقابلة مع الإعلامي جيسي واترز على قناة "فوكس نيوز" إن تمدد الشمس في المستقبل سيؤدي إلى تدمير شامل، مما يجعل من استعمار المريخ "تأمينا على الحياة".
- الشمس تقترب من ابتلاع الأرض
وأوضح ماسك أن الشمس تتمدد ببطء، ومع مرور الزمن ستتحول إلى نجم أحمر عملاق يبتلع الكواكب القريبة منها، بما في ذلك الأرض وأضاف: "في النهاية، الشمس ستقضي على كل أشكال الحياة على كوكبنا، ولذلك علينا أن نصبح حضارة متعددة الكواكب."
تتفق تقديرات وكالة "ناسا" مع هذا التصور، حيث تشير إلى أن الشمس قد تبتلع عطارد والزهرة والأرض خلال نحو 5 مليارات سنة.
- مشروع مجتمعي مكتفٍ على سطح المريخ
لا يهدف ماسك إلى إرسال بعثة مؤقتة فحسب، بل يسعى لبناء مجتمع مستدام ومكتفٍ ذاتيا على سطح المريخ، يستطيع الاستمرار حتى في حال توقف الدعم من الأرض بسبب كارثة مفاجئة أو انقطاع دائم في الإمدادات.
وقال ماسك: "إذا كنا بحاجة إلى سفن إمداد من الأرض لبقاء مستوطني المريخ على قيد الحياة، فهذا لا يُعتبر تأمينا على الحياة. لحظة الاستقلال الحقيقي للمريخ ستكون نقطة التحول الحاسمة في مستقبل البشرية."
- ستاربيس: بوابة البشرية إلى الفضاء
تزامن تصريح ماسك مع إعلان فوزه في تصويت محلي لتحويل موقع شركته "سبيس إكس" في منطقة بوكا تشيكا بولاية تكساس إلى مدينة رسمية تُدعى "ستاربيس". وقد صوّت السكان، ومعظمهم من موظفي "سبيس إكس"، بأغلبية ساحقة لصالح إنشاء المدينة الجديدة.
وصرّح متحدث باسم المدينة عبر منصة "إكس": "تحول ستاربيس إلى مدينة رسمية سيتيح لنا بناء مجتمع متميز لمن يساهمون في صنع مستقبل البشرية في الفضاء."
تُعد "ستاربيس" حاليا واحدة من القواعد الرئيسية لإطلاق صواريخ "سبيس إكس"، بالتعاون مع وزارة الدفاع الأمريكية ووكالة "ناسا"، وتُستخدم في إرسال بعثات إلى القمر، تمهيدا للانطلاق إلى المريخ.
- من الروبوتات إلى البشر: الخطوات القادمة نحو المريخ
بدأ ماسك في الحديث عن إرسال بشر إلى المريخ منذ عام 2011، وأعلن آنذاك عزمه على تنفيذ أول مهمة خلال عقد من الزمن، ثم أعلن نيةً لإطلاق بعثة مأهولة بحلول عام 2024، لكنه عاد لاحقًا ليؤكد أن أول رحلة إلى الكوكب الأحمر ستحمل روبوت "أوبتيموس" من إنتاج شركة "تسلا"، على أن يتم الإطلاق نهاية عام 2026.
وبحسب توقعات ماسك، فإن أول إنسان قد يطأ سطح المريخ في عام 2029، مع احتمالية تأجيل المهمة إلى عام 2031، والذي يُعد الموعد الأكثر واقعية حتى الآن.
- مفترق طرق حاسم في مصير البشرية
يرى ماسك أن الانتقال إلى كوكب آخر يمثل لحظة فاصلة في تاريخ الإنسان، ويصفها دائمًا بأنها "مفترق طرق حاسم في مسار القدر". هذه الرؤية تتكرر في تصريحاته بشأن المشاريع الكبرى، سواء فيما يخص الفضاء أو حتى استحواذه على منصة "تويتر" المعروفة الآن باسم "إكس".
إن خطة ماسك الطموحة لا تُعبر فقط عن هوس بالفضاء، بل عن قناعة بأن بقاء البشرية مرهون بالقدرة على التوسع الكوني، والهروب من حدود كوكب أصبح مهددا بزوال محتوم.

