التعرّق هو عملية طبيعية يهدف الجسم من خلالها إلى تنظيم درجة حرارته، لكن البعض يعاني من التعرّق المفرط أو رائحة الجسم الكريهة بشكل ملحوظ، وهو ما قد يعود إلى عوامل وراثية تتعلق بجينات محددة.
التعرّق والرائحة: هل الجينات مسؤولة؟
كشف عدد من أطباء الأمراض الجلدية أن كمية التعرّق ورائحته قد ترتبط بجين ABCC11، المسؤول عن إنتاج المركبات التي تؤدي إلى رائحة العرق في منطقة الإبط.
يحمل البشر نسختين من هذا الجين:
GG: ترتبط بإنتاج جزيئات ذات رائحة قوية.
AA: تُنتج إفرازات عديمة الرائحة تقريبا.
دراسة شملت 6500 امرأة أظهرت أن 2% فقط منهن يحملن النسخة AA، مما يعني أنهن لا ينتجن رائحة عرق تُذكر.
تأثير الجينات على الفئات العرقية
التوزيع الجيني يختلف بين الأعراق:
الأصول الأوروبية والأفريقية: نسبة الذين يحملون النسخة GG تتراوح بين 70% و100%.
الأصول الآسيوية (خصوصًا الصينية والكورية): الغالبية تحمل النسخة AA.
هذا يفسر اختلاف شدة رائحة الجسم بين الثقافات والمناطق الجغرافية.
كيف تتكون رائحة الجسم؟
رائحة الجسم تنتج من تفاعل بين إفرازات الغدد العرقية المفرزة (في الإبط وحول الأعضاء التناسلية) والبكتيريا على الجلد.
المركبات المسببة للرائحة خالية من الرائحة بمفردها.
عند تفاعلها مع البكتيريا، تتحول إلى جزيئات ذات روائح قوية، مثل الكبريت أو المسك.
حلول للتخلص من رائحة الجسم
أوصت أخصائيتا الأمراض الجلدية هيثير كورنمهل ومادلين نغوين بعدة حلول لتقليل رائحة الجسم المزعجة:
1. النظافة اليومية:
غسل الإبطين يوميا باستخدام منتجات مثل بنزويل بيروكسيد أو هبيكلينس لقتل البكتيريا المسببة للرائحة.
2. استخدام مزيلات العرق الطبية:
يوصى بتطبيقها ليلاً قبل النوم لتعزيز فعاليتها.
3. اختيار المنتجات المناسبة:
الابتعاد عن مزيلات العرق التي تحتوي على مكونات قد تسبب حساسية أو تهيجا للبشرة.
العلاقة بين جين ABCC11 وشمع الأذن
إلى جانب تأثيره على التعرّق والرائحة، يؤثر جين ABCC11 على نوعية شمع الأذن:
نسخة GG: شمع أذن لزج يشبه العسل.
نسخة AA: شمع أذن جاف، وهو سمة شائعة لدى من لا يعانون من رائحة عرق قوية.
رائحة الجسم والتعرّق المفرط ليست مجرد مسألة بيئية أو متعلقة بالنظافة، بل لها أساس وراثي يتعلق بجينات الأفراد. من خلال فهم الأسباب، يمكن اتخاذ خطوات فعالة لتقليل المشكلة، مثل استخدام المنتجات المناسبة والحفاظ على النظافة اليومية.