أعلنت شركة روساتوم عن إحراز تقدم كبير في مشروع بناء مفاعل "MBIR" متعدد الأغراض للأبحاث النووية، والذي يُعد الأكبر من نوعه في روسيا, يهدف هذا المشروع إلى تعزيز مكانة روسيا كقائدة في تطوير تقنيات المفاعلات النووية المبتكرة على مدار العقود الخمسة القادمة.
تركيب المعدات الأساسية
بدأت شركة مقرها موسكو بتركيب المعدات الميكانيكية لدائرة إزالة الحرارة الأساسية ونظام معالجة الوقود لمفاعل أبحاث النيوترونات السريعة "MBIR" ذو القدرة البالغة 150 ميغاواط، يُعتبر هذا الإنجاز خطوة رئيسية ضمن البرنامج الشامل لتطوير العلوم النووية والتكنولوجيا في روسيا.
تصميم فريد لتحضير الوقود
كشفت روساتوم أن المكونات الأساسية التي تم تركيبها تشمل مبادلين حراريين بوزن 38 طنًا لكل منهما وارتفاع 9 أمتار وقطر 2.5 متر، بالإضافة إلى براميل خاصة بالوقود الطازج والمستنفد بوزن 16 طنًا لكل منها. تم تركيب المعدات بدقة تصل إلى انحراف 1 ملم لكل متر من الأفقية، ما يعكس التزام الشركة بالمعايير الهندسية الدقيقة.
وفقا لسيرغي كيفيروف، نائب مدير منشآت البناء في معهد أبحاث المفاعلات النووية (RIAR)، فإن برميل الوقود الطازج مصمم لتسخين مجموعات الوقود في جو خامل قبل إدخالها في قلب المفاعل. أما برميل الوقود المستنفد فيعمل على تبريد الوقود المُستخدم في بيئة غير تفاعلية.
تجهيز قاعة المفاعل المركزية
أوضح كيفيروف أن تركيب هذه المعدات يُمكّن من صب الخرسانة على مساحة 100 متر مربع من قاعة المفاعل المركزية، تمهيدًا لتركيب تجهيزات أخرى على ارتفاع +11.900 متر، بالإضافة إلى ذلك، تم تشغيل سلة قلب المفاعل، وتثبيتها مع إطار خاص على ارتفاع +13.200 متر، فيما يتم حاليا لحام جهاز احتواء القلب المعروف بـ"مانع تسرب القلب".
أهمية المشروع
يُعد مشروع بناء مفاعل "MBIR" في موقع معهد RIAR جزءًا من برنامج طويل الأمد لتطوير قاعدة الأبحاث التجريبية للصناعة النووية الروسية. يُتوقع أن يُساهم هذا المشروع في استبدال منشأة أبحاث "BOR-60" القديمة، وتوفير بنية تحتية حديثة تُعزز البحث في تقنيات الطاقة النووية ذات المكونات الثنائية ودورة الوقود النووي المغلقة.
تأثير المشروع على الصناعة النووية
أكدت روساتوم أن المشروع سيُساهم في تسريع تطوير الجيل الرابع من محطات الطاقة النووية الآمنة، إلى جانب تعزيز تنافسية الصناعة النووية الروسية من خلال تطبيق تقنيات ومعدات عالية التقنية.
بفضل هذا المشروع الطموح، تسعى روسيا للحفاظ على مكانتها الريادية في مجال الأبحاث النووية والتكنولوجيا، مما يمهد الطريق لابتكارات مستقبلية تُعزز من أمان وكفاءة استخدام الطاقة النووية.