أكد الجنرال فاليري غيراسيموف، رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، أن كوريا الشمالية شاركت لأول مرة كمراقب في تدريبات "أوشن-2024" البحرية. جرت هذه التدريبات في الفترة من 10 إلى 16 سبتمبر 2024، وكانت الأكبر من نوعها في أكثر من 30 عاما، حيث شملت القوات البحرية والجوية الفضائية الروسية، ونُفذت في مناطق المحيط الهادئ، والقطب الشمالي، والبحر الأبيض المتوسط، وبحر قزوين، وبحر البلطيق.
السفينة الكورية المشاركة: فخر البحرية الكورية الشمالية
شاركت كوريا الشمالية عبر سفينة الدورية الحديثة "أمنوك"، رقم 661، والتي تُعد من أكثر القطع تطورا في أسطولها البحري. بُنيت السفينة على هيكل من نوع "كريفاك"، ومزودة بترسانة تضم 8 صواريخ KN-19 المضادة للسفن، و6 صواريخ FN-6 المضادة للطائرات، ومدفع عيار 76 ملم، ومدفعي AK-230 المضادين للطائرات، و4 طوربيدات عيار 533 ملم، و4 قاذفات صواريخ مضادة للغواصات من نوع RBU-1200.
أرقام قياسية وتفاصيل التدريب
شارك في التدريبات أكثر من 90,000 عنصر، بالإضافة إلى أكثر من 400 سفينة حربية وغواصة وسفن مساعدة، و120 طائرة ومروحية، وما يقارب 7,000 وحدة من المعدات العسكرية والخاصة. تضمنت الأهداف الرئيسية للتدريبات اختبار جاهزية القوات البحرية والجوية الفضائية، تقييم أنظمة القيادة والسيطرة، وتحقيق التماسك العملياتي في سيناريوهات تحاكي عدوانا عسكريا واسع النطاق.
شملت الأنشطة الدفاع عن القواعد البحرية، مواجهة الأنظمة غير المأهولة، تنفيذ عمليات إنزال برمائي، وحماية القوافل. بالإضافة إلى كوريا الشمالية، شاركت 14 دولة أخرى كمراقبين، بما في ذلك فيتنام، مصر، الهند، إندونيسيا، قطر، السعودية، وتايلاند.
مشاركة القيادة العليا وتنسيق مع الصين
شارك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في افتتاح المرحلة النشطة من التدريبات عبر الفيديو، مشددا على أهمية التدريبات في تقييم الجاهزية القتالية ودمج الأسلحة الحديثة. كما شهدت التدريبات تعاونًا مع القوات الصينية، التي ساهمت بسفن حربية مثل المدمرة "ووشي" من نوع 055، والمدمرة "شينينغ" من نوع 052D، والفرقاطة "لينغي" من نوع 054A، بالإضافة إلى ناقلة الوقود "تايهو".
تضمنت التدريبات مرحلتين رئيسيتين: الأولى خصصت لنشر القوات والتخطيط العملياتي، بينما ركزت الثانية على استهداف الأهداف الاستراتيجية، الدفاع عن البنية التحتية البحرية، واستخدام الأنظمة غير المأهولة للاستطلاع والهجمات.
تعزيز التعاون الروسي الكوري الشمالي
تعكس مشاركة كوريا الشمالية في هذه التدريبات تعزيز التعاون العسكري مع روسيا، حيث قدمت كوريا الشمالية مؤخرا ذخائر وأفراد لدعم العمليات العسكرية الروسية. وفي نوفمبر 2024، وقع البلدان اتفاقية دفاع تنص على الدعم المتبادل في حال التعرض لأي عدوان خارجي.
البحرية الكورية الشمالية: قدرات محدودة وأهداف استراتيجية
تضم البحرية الكورية الشمالية حوالي 780 سفينة، بما في ذلك الغواصات، والزوارق الصاروخية، والفرقاطات، والسفن الداعمة، ويقدر عدد أفرادها بـ 60,000 عنصر. تنقسم البحرية إلى أسطولين رئيسيين: الأسطول الشرقي في وونسان والأسطول الغربي في نامبو.
تركز البحرية الكورية الشمالية على الدفاع الساحلي ودعم العمليات البرية، لكنها تواجه قيودا في قدراتها على السيطرة البحرية ومكافحة الغواصات.
تدريبات "أوشن-2024" والرد على الأنشطة الغربية
تزامنت التدريبات مع تصاعد الأنشطة العسكرية للناتو والولايات المتحدة بالقرب من الحدود الروسية، والتي تراها روسيا تحديا لأمنها الإقليمي. وأكد الجنرال غيراسيموف استمرار التدريبات واسعة النطاق، مشيرا إلى تنظيم مناورات "زاباد-2025" المشتركة مع بيلاروسيا في العام المقبل.
معاهدة الشراكة الاستراتيجية
في يونيو 2024، وقع البلدان معاهدة شاملة للشراكة الاستراتيجية تضمنت بندا للدفاع المشترك. ووفقا للتقارير، قدمت كوريا الشمالية قذائف مدفعية وصواريخ لروسيا، بالإضافة إلى نشر 12,000 جندي كوري شمالي لدعم العمليات الروسية، حيث سُجلت أكثر من 3,000 خسارة في الأرواح بين هؤلاء الجنود.
تعكس هذه التطورات تعميق العلاقات العسكرية بين البلدين وسط تحولات في المشهد الأمني العالمي.