جورج حدادين
اليمن الدولة الوحيدة، بين كل الدول العربية، أثبتت، أنها تمتلك الإرادة الحرة المستقلة، وأنها تمتلك النخوة والكرامة، وأنها تمتلك الإبداع الشعبي الجمعي والفردي، تفّجر طاقات الشعب الكامنه، وتزجها في معمان النضال ضد الأعداء، التصنيع العسكري، لا يصدق، والأمني، العجز عن الوصول لإهداف استراتيجية من قبل القوة العظمى، واجتماعي، الحشد الملويني على مدى الشهور الطويلة، وثقافياً، التعبئة عالية الوتيرة، بسبب كل ذلك لن تهزم.
على الضد من دول عربية، رفعت عنوان التقدمية ومعادات الإمبريالية، لم تصمد أمام الهجمة النهائية، بسبب أنها كانت تخشى شعبها أكثر من عدوها الخارجي، فأتبعت سياسة القبضة الأمنية، وسيطرت، من خلال الحزب الحاكم الصوري، وأجهزة القمع الأمنية،على كافة الأطر الشعبية: النقابات المهنية والعمالية، والإتحادات والمنظمات الشعبية، وألحقت الأحزاب السياسية بها، وفسحت المجال واسعاً أمام الإنتهازيين لتصدر الصفوف والمواقع، في المؤسسات الرسمية والشعبية، هذا النهج هو الذي لم يصمد فانهار، ليست الدولة ولا الشعب السوري ذات التاريخ العريق، من إنهار،
لم يجد النظام من يدافع عنه، بالرغم من تحقيق الاستقلال والإكتفاء الذاتي وغياب المديونية للبنك الدولي والمؤسسات المالية العالمية.
هزمت هذه الأنظمة لأنها أصرت على رفض تبني قانون متلازمة التحرر الوطني، الحفاظ على استقلال الوطن، والتحرر الإجتماعي، رفع الظلم الاجتماعي: منع أستغلال القلة القليلة للغالبية الكبيرة من الشعب، ووتنحت عن مكافحة الفساد والرشوة واستغلال المناصب، فكان الإنهيار.
بينما اليمن المفقر، استطاع بإمكانات بسيطة من إحباط أو لنقل عرقلة " مشروع الشرق الأوسط الجديد " مشروع الطغمة المالية العالمية والفاشية التوراتية، واعترف كثير من الخبراء والإستراتيجيين الصهاينة بأن اليمن قد تحول الى كابوس بالنسبة لهم، كما واعترفوا بأن الدخول في حرب مع اليمن لس بذي جدوى، فالتحالف العربي حاربها بأسلحة أمريكية متطورة عشر سنوات فازدادوا قوة واكتسبوا مهارات عالية، يحاربهم اليوم قوتين عظميين الولايات المتحدة وبريطانيا والنتيجة صفرية، لا بل أضطرتهم اليمن الهرب بسفنهم وحاملات الطائرات من شواطئ اليمن على البحر الأحمر وبحر العرب.
أتخذت اليمن قرار مساندة الشعب الفلسطيني في البدء، ثم انتقلت الى مرحلة خوض المعركة ضد الطغمة المالية العالمية وضد الفاشية التوراتية، لا بل حذرت دول عربية من مساندة العدوان على الشعب الفلسطيني، والوقوف في وجه اليمن،
لم تتراجع عن موقفها هذا، رغم كونها اليوم وحيدة في ساحة الصراع الى جانب المقاومة الفلسطينية.
لم تتراجع بالرغم من الكلّف الكبيرة التي تتحملها.
اليمن قيادة شجاعة وشعب عنيد، سينتصر