أعلن فريق طبي في الإمارات عن نجاحه في إجراء عمليات تجميد أنسجة الخصية لأربعة أطفال قبل خضوعهم لعملية زراعة نخاع العظم، يأتي هذا الإنجاز ضمن جهود متقدمة للحفاظ على الخصوبة لدى الأطفال الذين يتلقون علاجات تؤثر على أعضائهم التناسلية.
تفاصيل الحالات: الأمراض والإجراءات العلاجية
كشف مركز أبوظبي للخلايا الجذعية في بيان رسمي أن الأطفال الذين خضعوا لهذه العمليات تتراوح أعمارهم بين سنتين و10 سنوات، يعاني اثنان من الأطفال من أمراض نقص المناعة، بينما تم تشخيص أحدهم بمرض سرطان الدم، وآخر يعاني من الثلاسيميا.
بحسب بروتوكول العلاج، تتطلب عملية زراعة نخاع العظم تلقي جرعات مكثفة من العلاج الكيميائي والإشعاع الكلي، مما يشكل خطرا على خصوبة المرضى في المستقبل.
التوعية بالمخاطر والحلول المبتكرة
تم إطلاع أهالي الأطفال بشكل شامل على المخاطر المحتملة للعلاجات، والتي قد تؤدي إلى فقدان القدرة على الإنجاب في المستقبل. وشرح الأطباء لهم خيار تجميد أنسجة الخصية كحل مبتكر يضمن الحفاظ على الخصوبة وإمكانية استعادتها لاحقًا.
وأكد الأطباء أهمية هذا الإجراء، موضحين أن هذه التقنية تمثل بارقة أمل للأطفال الذين يواجهون خطر العقم بسبب العلاجات المكثفة.
تفاصيل العمليات الجراحية
تمت العمليات الجراحية الأربع بموافقة ذوي الأطفال، حيث استغرقت كل عملية حوالي ساعة واحدة، تضمنت الإجراءات إزالة جزء صغير من أنسجة الخصية باستخدام تقنيات دقيقة لضمان سلامة الأنسجة المحيطة والحفاظ على الوظيفة العضوية للخصية،
بعد الإزالة تم نقل الأنسجة إلى مركز متخصص في الخصوبة بأبوظبي لمعالجتها وتخزينها بطريقة تضمن الحفاظ على الخلايا الجذعية المنوية.
تصريحات الخبراء حول الأهمية الطبية
أشارت الدكتورة ميسون آل كرم، المدير التنفيذي للشؤون الطبية في مركز أبوظبي للخلايا الجذعية:
"تجميد أنسجة الخصية والمبيض يمنح الأمل للأطفال الذين يخضعون لزراعة نخاع العظم في الحفاظ على إمكانية الإنجاب مستقبلاً، رغم العلاجات القاسية التي قد تؤثر على خصوبتهم."
وأضاف الدكتور سليمان جبران، استشاري جراحة الأطفال:
"تتطلب هذه العمليات دقة فائقة لضمان الحفاظ على الخلايا الجذعية المنوية، مما يتيح للأطفال فرص الإنجاب في المستقبل. هذا الإنجاز لا يمكن تحقيقه إلا بتعاون فريق متعدد التخصصات."
أهمية هذا الإنجاز للمستقبل الطبي
يمثل نجاح هذه العمليات خطوة رائدة في مجال الطب التجديدي وحفظ الخصوبة، مما يفتح آفاقا جديدة لعلاج الأطفال الذين يعانون من أمراض تتطلب علاجات مكثفة، يعكس هذا الإنجاز التزام الإمارات بتوفير أحدث التقنيات الطبية لمواطنيها والمقيمين على أرضها، مما يرسخ مكانتها كمركز عالمي للرعاية الصحية المتقدمة.