حل لغز البركان الذي تسبب في مجاعة عالمية عام 1831
منوعات
حل لغز البركان الذي تسبب في مجاعة عالمية عام 1831
2 كانون الثاني 2025 , 15:11 م

بعد 194 عاما من الغموض، تم حل لغز أكبر انفجار بركاني في القرن التاسع عشر الذي تسبب في مجاعات وفشل المحاصيل في جميع أنحاء العالم، كان هذا الانفجار قد حدث في عام 1831، ولكن لم يكن معروفا حتى وقت قريب أين وقع هذا الحدث المدمر. تكشف الأدلة الآن عن أن سلسلة جزر الكوريل، المعروفة بـ"حلقة النار"، هي مصدر هذا الانفجار البركاني الذي غير المناخ العالمي.

اكتشاف مفاجئ في جزر الكوريل

تمكن العلماء من جامعة سانت أندروز في اسكتلندا من تحديد مكان هذا الانفجار البركاني الضخم بعد تحليل آثار الرماد الموجودة في نوى الجليد القطبية. يعتقد العلماء أن واحدًا من البراكين الموجودة في أرخبيل جزر الكوريل في أقصى شرق روسيا هو المسؤول عن الحدث الذي غيّر المناخ بشكل كبير، تم استخدام تقنيات حديثة لاستخراج شظايا الرماد الدقيقة من نوى الجليد لإجراء تحليلات كيميائية مكثفة، مما ساعد في تحديد البركان المسؤول عن هذا التغيير المناخي الجوهري.

البركان الذي فجر لغز عام 1831

في البداية، كانت تشير الأدلة إلى أن الانفجار البركاني ربما كان قد حدث في بابويان كلارو بالفلبين، ولكن العلماء من جامعة سانت أندروز أوضحوا في دراسة منشورة في مجلة "إجراءات الأكاديمية الوطنية للعلوم" أنه لا يوجد دليل قاطع على ذلك. كما أشاروا إلى أن عدة براكين كانت نشطة في نفس العام، مما جعل من الصعب تحديد المصدر بدقة.

لكن من خلال التركيز على جزر الكوريل، التي تُعرف أيضًا بـ"حلقة النار" الواقعة بين روسيا واليابان، تم التأكد أخيرًا من أن الانفجار الذي وقع في تلك المنطقة هو المسؤول عن التغيير المناخي العميق الذي شهدته الأرض.

أهمية الاكتشاف في دراسة البراكين

توصل العلماء إلى أن الانفجار البركاني الذي وقع في جزيرة سيموشير غير المأهولة في جزر الكوريل قد تسبب في تغييرات ضخمة في المناخ، مما أدى إلى خلل في المحاصيل الزراعية. كما أظهرت الاختبارات أن الانفجار وقع في موسم الربيع أو الصيف.

على الرغم من أن هذه البراكين لا تزال غير مرئية بشكل كبير، فإن المنطقة تشهد نشاطا زلزاليا مكثفا بدرجات عالية تصل إلى 8.5 على مقياس ريختر، هذا النشاط الزلزالي يشكل تهديدا محتملا للعالم، حيث يمكن للبراكين في هذه المنطقة أن تُسبب أمواج تسونامي تصل إلى سواحل كاليفورنيا.

دعوة إلى تعاون عالمي لمراقبة البراكين

يشير العلماء إلى أهمية تكثيف الجهود العالمية لمراقبة البراكين في "حلقة النار" والاهتمام بشكل أكبر بسلسلة الجزر البركانية التي تمتلك القدرة على إحداث تغييرات جذرية في مناخ كوكب الأرض، هذا الاكتشاف يُسلط الضوء على الحاجة الماسة لدراسة هذه المناطق النائية والابتكار في تقنيات مراقبتها لمنع تأثيراتها الكارثية المحتملة.

يُعد هذا الاكتشاف العلمي في جزر الكوريل فتحا مهما في فهم تأثيرات البراكين على المناخ العالمي والمجاعة. مع زيادة النشاط البركاني في منطقة "حلقة النار"، بات من الضروري أن تواصل المجتمعات العلمية والعالمية تعزيز التعاون لمراقبة هذه المخاطر الطبيعية التي يمكن أن تؤثر بشكل كبير على حياة الملايين حول العالم.