تكشف باحثون من جامعة أيوا عن الطريقة التي يتنقل بها فيروس إيبولا عبر خلايا جلد الإنسان، مما قد يفسر انتقاله من شخص لآخر عبر ملامسة الجلد، توفر هذه الدراسة أساساً لتطوير استراتيجيات جديدة للوقاية من الفيروس وعلاجه.
فهم آلية انتقال فيروس إيبولا عبر الجلد
يُعرف إيبولا بأنه مرض فيروسي نزفي قاتل ينتشر أساساً في مناطق شرق ووسط وغرب إفريقيا، وبينما كان يُعتقد سابقاً أن الفيروس ينتقل فقط من خلال ملامسة سوائل الجسم المصابة، كشفت دراسات حديثة أن الفيروس يمكن أن يظهر على سطح الجلد، خاصة في المراحل المتأخرة من المرض أو بعد وفاة المصاب.
في دراسة جديدة نُشرت في مجلة Science Advances، حدد الباحثون من جامعة أيوا بالتعاون مع معهد تكساس للأبحاث البيولوجية وجامعة بوسطن، المسار الخلوي الذي يسلكه فيروس إيبولا للوصول إلى سطح الجلد.
دور خلايا الجلد في انتقال فيروس إيبولا
قالت ويندي موري، أستاذة علم المناعة والميكروبيولوجيا بجامعة أيوا والمشرفة الرئيسية على الدراسة:
"الجلد هو أكبر عضو في جسم الإنسان ولكنه لم يُدرس بشكل كافٍ مقارنةً بالأعضاء الأخرى، عملنا يقدم دليلاً على أحد المسارات التي يستخدمها فيروس إيبولا للخروج من الجسم."
تُظهر الدراسة أن الجلد ليس مجرد حاجز طبيعي، بل يلعب دوراً نشطاً في دعم الإصابة بفيروس إيبولا.
استخدام تقنيات متقدمة لدراسة مسار الفيروس
طور الباحثون نموذجاً جديداً لدراسة خلايا الجلد المصابة بفيروس إيبولا باستخدام عينات جلدية كاملة الطبقات مأخوذة من متبرعين أصحاء.
تم وضع العينات في أوساط زراعية بحيث يدخل الفيروس الجلد من الطبقات العميقة (الأدمة)، مما يحاكي انتقال الفيروس من الدم إلى سطح الجلد.
تم استخدام تقنيات لتتبع الفيروس وتحديد الخلايا المصابة في كل مرحلة من مراحل انتقاله عبر الجلد.
تحديد الخلايا المستهدفة لفيروس إيبولا
كشفت الدراسة أن الفيروس يستهدف خلايا متعددة في الجلد، منها:
البلعميات الكبيرة (Macrophages)
الخلايا البطانية (Endothelial Cells)
الخلايا الليفية (Fibroblasts)
الخلايا الكيراتينية (Keratinocytes)
وأظهرت النتائج أن الخلايا الكيراتينية، التي توجد فقط في الجلد، تلعب دوراً غير متوقع في دعم تكاثر الفيروس.
الانتقال السريع للفيروس عبر الجلد
أظهرت التجارب أن تكاثر الفيروس في الطبقة السطحية من الجلد (البشرة) كان أسرع وأكثر كثافة مقارنةً بالطبقات العميقة (الأدمة). كما تم رصد الفيروس على سطح البشرة خلال ثلاثة أيام فقط، مما يؤكد سرعة انتشاره عبر الجلد.
نموذج جديد لاختبار العلاجات المضادة
قدّم الباحثون نموذجاً ثلاثي الأبعاد لدراسة الجلد المصاب، مما يُعد أداة فعّالة وغير مكلفة لاختبار فعالية الأدوية المضادة لفيروس إيبولا.