كشف باحثو جامعة ييل عن آلية جزيئية وراء اضطراب نادر في نمو الدماغ يُعرف باسم "الدماغ الأملس" (Lissencephaly)، ووجدت الدراسة أن تحفيز مسار mTOR يمكن أن يمنع ويعكس التشوهات في نماذج ثلاثية الأبعاد للدماغ، هذا الإنجاز يفتح الباب أمام إمكانية علاج اضطرابات الدماغ الأملس بشكل كامل.
اضطراب الدماغ الأملس: تحديات وأعراض
اضطراب الدماغ الأملس هو مجموعة نادرة من الاضطرابات الجينية التي تتميز بعدم قدرة الدماغ على تشكيل الطيات النموذجية، يعاني المصابون من نوبات صرع وإعاقات عقلية، دون وجود علاجات فعالة حتى الآن.
كشف الآلية الجزيئية المسببة للاضطراب
ركزت الدراسة على فهم كيفية تسبب الطفرات الجينية في اضطراب الدماغ الأملس على المستوى الجزيئي، وأظهرت النتائج أن انخفاض نشاط مسار mTOR يلعب دورا رئيسيا في تطوير هذا الاضطراب.
خطوات البحث
1. إنشاء نماذج الدماغ ثلاثية الأبعاد:
قام الباحثون بأخذ خلايا من شعر المرضى وأعادوا برمجتها لتصبح خلايا عصبية، ثم قاموا بتنميتها لتكوين نماذج ثلاثية الأبعاد تشبه الدماغ.
2. مراقبة التشوهات:
لاحظ الباحثون أن هذه النماذج أظهرت سماكة غير طبيعية في الطبقة القشرية للدماغ، مما يعكس التشوهات التي يعاني منها المرضى.
3. تحليل التعبير الجيني:
أظهرت النتائج اختلالًا في مسار mTOR، الذي يُعد أساسيًا للحفاظ على التوازن الخلوي.
نتائج مذهلة: عكس التشوهات باستخدام الدواء
كشف الباحثون أنه عند تعريض النماذج الدموية لدواء يُحفز نشاط مسار mTOR، تم منع وعكس سماكة الطبقة القشرية.
التوقيت مهم: تعتمد فعالية العلاج على توقيت تقديم الدواء.
إمكانية العلاج: النتائج تشير إلى إمكانية استخدام منشطات mTOR لعلاج أنواع مختلفة من اضطرابات الدماغ الأملس.
قالت البروفيسورة أنجيليكي لوفي، أستاذة الجراحة العصبية وعلم الأعصاب في جامعة ييل:
"تمثل هذه النتائج تقدمًا مهمًا في فهم اضطرابات تطور الدماغ. والآن نهدف إلى استكشاف التطبيقات السريرية لمنشطات mTOR."
آفاق العلاج المستقبلي
على الرغم من أن اضطراب الدماغ الأملس لا يزال بدون علاج نهائي، تشير الدراسة إلى أن تنشيط مسار mTOR يمكن أن يوفر علاجًا موحدًا لطيف واسع من الاضطرابات بغض النظر عن السبب الجيني.
قال الدكتور كايا بيلغوفار، أحد كبار الباحثين:
"معرفة أن هناك مسارا مشتركا بين هذه الاضطرابات تعني إمكانية علاج مجموعة متنوعة منها بدواء واحد."
تسلط هذه الدراسة الضوء على أهمية التوازن في نشاط مسار mTOR لتطور الدماغ السليم. ومع استمرار الأبحاث، يمكن أن تصبح منشطات mTOR بارقة أمل لعلاج اضطرابات الدماغ الأملس، مما يفتح الباب لتحسين حياة المرضى الذين يعانون من هذه الاضطرابات النادرة.