استنادا إلى تقرير من حساب "إيران أوبزرفر إكس " فإن إيران تستعد لإدخال طائرات المقاتلة الروسية المتطورة سو-35 في سلاحها الجوي بحلول عام 2025، تُعد طائرة سو-35، وهي طائرة متعددة المهام من الجيل 4.5، من الطائرات التي ستعزز أسطول إيران القديم بشكل كبير، مما سيسهم في تعزيز قدراتها الجوية، تأتي هذه الخطوة في إطار شراكة عسكرية متزايدة بين إيران وروسيا، خاصة في ضوء تعاونهما الوثيق خلال النزاع المستمر في أوكرانيا.
اتفاق طائرات سو-35 الروسية: خطوة هامة في العلاقات الدفاعية بين إيران وروسيا
عُقد اتفاق طائرات سو-35 بين إيران وروسيا على مدار عدة سنوات، ويُعد نقطة تحول مهمة في تطور العلاقات الدفاعية بين البلدين، جاء الإعلان عن هذه الصفقة في أعقاب تقارير سابقة تفيد بأن روسيا ستورد هذه الطائرات المتطورة إلى إيران في مقابل دعم طهران، بما في ذلك الإمدادات العسكرية، خاصة الطائرات بدون طيار. وقد أكدت صور الأقمار الصناعية بناء ملاجئ خاصة في قاعدة إيران الجوية الثالثة التكتيكية بالقرب من همدان لاستيعاب طائرات سو-35.
عدد الطائرات المتوقع وتوقيت الخدمة
لم يؤكد المسؤولون الإيرانيون العدد الدقيق للطائرات سو-35 التي سيتم تسليمها، لكن تقارير متعددة تشير إلى أن الدفعة الأولى قد تتكون من حوالي 24 طائرة، من المتوقع أن تبدأ الطائرات في الخدمة بحلول عام 2025، مع إمكانية إجراء المزيد من عمليات الشراء في المستقبل. يشكل هذا الاستحواذ تحديثا كبيرا للقوات الجوية الإيرانية، التي كانت تعاني لفترة طويلة من تقادم طائراتها المقاتلة.
مواصفات طائرة سو-35 وتفوقها الجوي
تُعد طائرة سو-35، والمعروفة أيضًا باسم "فلاينكر-إي"، من بين الطائرات المقاتلة الأكثر تطورا في روسيا، هي طائرة متعددة المهام، ذات محركين، وتتميز بتفوق جوي يسمح لها بالقيام بمهام قتالية جوية وهجومية على الأرض، تم تجهيز سو-35 برادار إيريبس-إي قوي، وأجهزة إلكترونية متطورة، وإمكانية حمل مجموعة واسعة من الصواريخ جو-جو وجو-أرض، وهذا يعطيها تفوقا كبيرا على العديد من الطائرات الإيرانية الحالية مثل طائرات إف-4 فانتوم وميغ-29 القديمة، كما أن محركاتها المزودة بتقنية تعديل الدفع تمنحها قدرة مناورة فائقة في المعركة، في حين يجعلها رادارها بعيد المدى وقدرتها على الاشتباك مع أهداف متعددة في وقت واحد خصما قوي، ستكون قدراتها المتقدمة في الحرب الإلكترونية وأنظمة دمج البيانات أيضا تعزيزًا لشبكة الدفاع الجوي الإيرانية بشكل عام.
التحديات التي تواجه القوات الجوية الإيرانية وأهمية الصفقة
تعمل القوات الجوية الإيرانية حاليا بأسطول مختلط من الطائرات القديمة إلى حد كبير، العديد منها يعود إلى السبعينيات والثمانينيات. تُعد طائرة إف-14 تومكات، التي تم الحصول عليها قبل الثورة عام 1979، لا تزال جزءًا أساسيًا من سلاح الجو الإيراني، رغم المشاكل التقنية والجاهزية التشغيلية المحدودة. بالإضافة إلى طائرات إف-14، تستخدم إيران طائرات إف-4 فانتوم 2 وميغ-29 وطائرات سوخوي وميغ السوفيتية، التي اقتربت من نهاية عمرها التشغيلي، جعل اعتماد إيران على هذه الطائرات القديمة من التفوق الجوي تحديًا، خاصة في مواجهة الطائرات الحديثة التي تزودها الدول الغربية لدول الجوار. وصول طائرات سو-35 سيوفر تعزيزا كبيرا لقدرات إيران الجوية ويساعدها على تأكيد سيطرتها على مجالها الجوي.
التعاون العسكري بين إيران وروسيا: تحول استراتيجي في العلاقات الدفاعية
تعد صفقة طائرات سو-35 جزءا من تحول أوسع في التعاون العسكري بين إيران وروسيا، كانت إيران تزود روسيا بالطائرات بدون طيار المتطورة للاستخدام في النزاع في أوكرانيا، وفي المقابل قدمت روسيا لإيران تكنولوجيا عسكرية متقدمة، تُعد صفقة سو-35 علامة أخرى على التوافق الاستراتيجي المتزايد بين طهران وموسكو، مدفوعة جزئيًا بمصالحهما المشتركة في مواجهة النفوذ الغربي في الشرق الأوسط والمنطقة بشكل عام، يأتي هذا التعاون في وقت تتعرض فيه روسيا للعزلة بشكل متزايد على الساحة العالمية بسبب أعمالها في أوكرانيا، بينما تواجه إيران أيضًا عقوبات شديدة. بات كلا البلدين يتجهان نحو بعضهما البعض للحصول على إمدادات الدفاع، حيث قدمت روسيا أيضًا لإيران أنظمة دفاع جوي متطورة مثل إس-400 وطور-إم2.
آفاق التكامل المستقبلي وتأثيره على الأمن الإقليمي
إن دمج طائرات سو-35 في سلاح الجو الإيراني يمثل مرحلة جديدة في تحديث الجيش الإيراني، وعلى الرغم من أن هذه الصفقة ستعزز بشكل لا شك فيه القدرات القتالية لإيران، إلا أن الخبراء يشيرون إلى أن عدد طائرات سو-35 قد لا يكون كافيا لمنافسة قدرات القوى الجوية الإقليمية بشكل كامل، ومع ذلك تشير القيمة الاستراتيجية لهذه الطائرات، جنبًا إلى جنب مع القدرات المتزايدة لإيران في مجال الطائرات بدون طيار، إلى أن طهران ستكون أفضل تجهيزًا لردع التهديدات المحتملة وتحقيق طموحاتها الإقليمية، مع استمرار إيران في تعزيز قدراتها الجوية، ستتأثر الأمن الإقليمي بشكل عميق، حيث من المرجح أن تقوم الدول المجاورة بإعادة تقييم استراتيجياتها الدفاعية في ضوء هذه التطورات. قد يؤدي تعزيز الروابط العسكرية بين إيران وروسيا أيضا إلى مزيد من صفقات الأسلحة، مما يخلق ديناميكية جديدة في بيئة الأمن المتقلبة في الشرق الأوسط.