استهلاك المشروبات السكرية يتسبب في ملايين الحالات الجديدة من السكري وأمراض القلب سنويا
منوعات
استهلاك المشروبات السكرية يتسبب في ملايين الحالات الجديدة من السكري وأمراض القلب سنويا
7 كانون الثاني 2025 , 17:24 م

أظهرت دراسة جديدة أجرتها جامعة تافتس أن المشروبات السكرية تسبب ملايين الحالات الجديدة من السكري وأمراض القلب سنويًا في جميع أنحاء العالم، مع تأثيرات مدمرة بشكل خاص في الدول النامية، وتدعو الدراسة إلى اتخاذ تدابير عالمية عاجلة للحد من استهلاك هذه المشروبات وتحسين الصحة العامة.

أزمة صحية عالمية مرتبطة بالمشروبات السكرية

قدّر باحثون من كلية فريدمان لعلوم التغذية والسياسات في جامعة تافتس، في دراسة نشرت في مجلة Nature Medicine بتاريخ 6 يناير، أن استهلاك المشروبات السكرية يتسبب سنويا في 2.2 مليون حالة جديدة من السكري من النوع الثاني، و1.2 مليون حالة جديدة من أمراض القلب على مستوى العالم.

في الدول النامية، كانت الأرقام مروعة بشكل خاص. ففي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، ساهمت المشروبات السكرية في أكثر من 21% من جميع حالات السكري الجديدة. أما في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، فقد بلغت النسبة نحو 24% من حالات السكري و11% من حالات أمراض القلب الجديدة.

إحصائيات مقلقة من دول محددة

كشفت الدراسة عن نسب صادمة في دول مثل كولومبيا، المكسيك، وجنوب أفريقيا:

كولومبيا: أكثر من 48% من حالات السكري الجديدة مرتبطة بالمشروبات السكرية.

المكسيك: ثلث حالات السكري تقريبًا ناجمة عن استهلاك هذه المشروبات.

جنوب أفريقيا: 27.6% من حالات السكري و14.6% من أمراض القلب الجديدة تعود للمشروبات السكرية.

المشروبات السكرية تُهضم بسرعة، مما يؤدي إلى ارتفاع حاد في مستويات السكر في الدم، ويساهم بمرور الوقت في زيادة الوزن، ومقاومة الأنسولين، ومشكلات أيضية أخرى ترتبط بالسكري وأمراض القلب، وهما من بين أبرز أسباب الوفاة عالميا.

دعوات لاتخاذ إجراءات للحد من استهلاك المشروبات السكرية

صرح الدكتور داريوش موزافاريان، المؤلف الرئيسي للدراسة ومدير معهد "الغذاء هو الدواء" في جامعة تافتس:

"المشروبات السكرية تُسوّق بشكل مكثف في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط، هذه المجتمعات لا تستهلك فقط منتجات ضارة، ولكنها غالبًا ما تفتقر إلى الموارد لمواجهة العواقب الصحية طويلة الأجل."

وأضاف الباحثون أن ارتفاع الدخل وتطور الدول يجعل المشروبات السكرية أكثر توفرًا وجاذبية. وأشارت الدراسة إلى أن الرجال والشباب أكثر عرضة للتأثر بعواقب استهلاك هذه المشروبات مقارنة بالنساء وكبار السن.

توصيات عاجلة للحد من الاستهلاك

أوصت الدراسة باتباع نهج متعدد المحاور، يشمل:

1. حملات صحية توعوية لزيادة الوعي بأضرار المشروبات السكرية.

2. تنظيم الإعلانات الموجهة للمشروبات السكرية.

3. فرض ضرائب على المشروبات السكرية لتقليل استهلاكها.

بدأت بعض الدول بالفعل باتخاذ خطوات في هذا الاتجاه. فعلى سبيل المثال، فرضت المكسيك ضريبة على المشروبات السكرية عام 2014، وأظهرت الأدلة الأولية أن هذه الضريبة ساعدت في تقليل الاستهلاك، خاصة بين الأفراد ذوي الدخل المنخفض

دعوة للعمل الدولي

اختتم الدكتور موزافاريان بالقول:

"هناك حاجة ماسة إلى مزيد من الجهود، خاصة في الدول ذات الاستهلاك المرتفع مثل أمريكا اللاتينية وأفريقيا، حيث تكون العواقب الصحية أشد خطورة، كجنس بشري، يجب أن نتخذ موقفا حاسما لمعالجة استهلاك المشروبات السكرية."

تشكل هذه الدراسة تذكيرًا واضحًا بأن التصدي لانتشار المشروبات السكرية يمثل أولوية صحية عالمية، تتطلب استجابة سريعة وشاملة من الحكومات والمؤسسات الصحية.

الأكثر قراءة جنون السنوار وعقلانية السيد نصرالله
جنون السنوار وعقلانية السيد نصرالله
هل تريد الاشتراك في نشرتنا الاخباريّة؟
شكراً لاشتراكك في نشرة إضآءات
لقد تمت العملية بنجاح، شكراً