مات الملك، يحيا الملك
مقالات
مات الملك، يحيا الملك
حليم خاتون
8 كانون الثاني 2025 , 05:56 ص

كتب الأستاذ حليم خاتون: 

ليس ميلاد كفوري أول من يحاول قطف ثمار الحرب الكونية التي شنها حلف الناتو على حزب الله...

لكن ميلاد كفوري يجب أن يكون آخر من يتجرأ على إهانة الناس الشرفاء...

هل تصرف ميلاد من رأسه حين "نقع" ركاب طائرة ماهان الايرانية ست ساعات بعد منتصف الليل بحجة التفتيش عن أموال مهربة لمساعدة اللبنانيين النائمين في العراء والبرد بفضل السلاح الأميركي الذي دمر عشرات آلاف البيوت؟

أم هي تعليمة سعودية يقبض ثمنها ضابط لبناني لم يستطع إخفاء حقده على كل ما يمكن أن يكون له أية صلة بشعب المقاومة؟

قد يمرر حزب الله هذا الفعل الشنيع احتراما لما بعد اتفاق وقف النار الأكثر شناعة!

قبل إنقضاء الستين يوما، سوف تخرج مقاومة جديدة من رحم هذا الشعب المقاوم!

مات الملك، يحيا الملك!

هل هناك استمرارية كما توحي الأمور؟

هل يعود حزب الله إلى المقاومة بوجه جديد؟

أم هي مجموعات مختلفة طائفيا وعقائديا؛ لكن يجمعها العداء لكيان العدو الصهيوني الجاثم على جزء من أرض لبنان؟

هل سوف يكون حزب الله ضمن هذه المقاومة؟

حتى الآن، لا تزال الأمور غامضة؛ لكن السؤال الأهم يبقى:

هل سوف تكون مقاومة مسلحة، أم مقاومة بلا أسنان كما تريد أميركا، الدولة المهيمنة على لبنان اليوم...

الإعلامي يوسف دياب ليس الوحيد الذي يستغل ما حققته حرب الناتو على حزب الله بالقول أن الدمار الذي حصل يثبت ان السلاح لم يكن رادعا للكيان الصهيوني ولم يستطع الدفاع عن لبنان وحمايته...

لذلك يستنتج دياب بخبث كما غيره أن السلاح لم يعد حاجة...

قد لا يكون يوسف دياب من جماعة أميركا وإسرائيل الذين يتسابقون على بث الذرائع لسحب شرعية السلاح المقاوم...

لكن هل فشل سلاح المقاومة فعلا في حماية لبنان؟

جماعة حزب الله يشيرون دوما إلى فترة ثمانية عشر عاما من ٢٠٠٦ إلى ٢٠٢٤ عاش فيها لبنان تحت حماية السلاح وتحت معادلة ردع منعت الكيان الوحشي من الاعتداء على لبنان...

لكن هل تكفي هذه الإشارة؟

هل السلاح هو المذنب فيما حصل منذ ٢٣ سبتمبر ٢٠٢٤ أم هو غياب القرار في استعمال هذا السلاح؟

لماذا يُلام سلاح لم يُستخدم بدل لوم من لم يستخدمه...

دياب وأمثاله لا يجرأون على انتقاد حزب الله لأنه لم يبادر إلى استخدام السلاح...

هم أصلا، يكرهون أي سلاح تكرهه أميركا...

هم ضد هذا السلاح لأن أميركا ضده...

١٦٠٠ غارة متزامنة طالت كل مواقع ومستودعات سلاح حزب الله في ذلك اليوم، تماما كما حصل فجر الخامس من حزيران ٦٧ مع الجيش المصري ونظام جمال عبد الناصر...!

الحرب خديعة والطرف المخدوع لا يستطيع الدفاع عن نفسه...

كيف الحال وان نفس الخدعة تكررت اكثر من مرة؟

يقول المثل، لا يُلدغ المؤمن من جحر مرتين...

هل نقص الإيمان عند مقاومة حزب الله لكي لا يرى ما حدث فجر ٥ يونيو ٦٧؟

أم هو التريث المميت تحت نظرية الصبر الاستراتيجي، وقصة حياكة السجاد الإيراني المملة؟

التكرار الذي يعلم الحمار لم يستطع إقناع حزب الله رغم التحذيرات وكثرة التحليلات والتذكير دوما بما حصل مع عبد الناصر...

لكن على من تقرأ مزاميرك يا داوود؟

في النهاية مات الملك...

على الملك القادم التعلم مما حصل...

السلاح دوما زينة الرجال...

كما أن السلاح زينة الأحرار، حتى لو كانت دولا...

لا يردع الأعداء الا السلاح، والسلاح المقاوم تحديدا...

الاغبياء الذين يرفضون السلاح ليسوا مصابين بالعمى فقط...

هم لا يرون السلاح المنتشر في الجهة المقابلة...

رغم ان السلاح الموجود مع جيش الكيان يحتوي على آخر ما ابتكرته تكنولوجيا السلاح في الغرب، ورغم أن مستودعات الغرب مفتوحة بالكامل لهذا الكيان الا ان المستوطنين مدججين بالسلاح... أحلام هؤلاء المستوطنين باستيطان لبنان منتشرة على الملأ لكل من له عينان ليرى وأذنان ليسمع...

لو كان في يوسف دياب وأمثاله بعض حس كرامة وشرف لكانوا طالبوا حزب الله أن يبادر إلى قصف الكيان منذ اليوم الأول...

على الأقل، منذ يوم اغتيال العاروري؛ بدل تخزين الصواريخ في جبال تنتظر الغارات والقصف في عالم عملت أميركا على استباحة كل شبر فيه...

جلس فراس حاطوم يستمع إلى يوسف دياب ولا يحاول ولو حتى مرة أن يلوم من حاصر المقاومة حتى افقدها الرشد فلم تعد ترى وتسمع إلا الابواق الفارغة التي ما لبث أن تخلت عن كل شيء وراحت تتقرب من المحتل الأميركي الجديد...

قبل نهاية يناير سوف تخرج مقاومة جديدة؛ مع حزب الله، او بدون حزب الله...

المهم ان يعرف الجميع أن إسرائيل شر مطلق...

المهم ان لا تغرق المقاومة الجديدة في تفاصيل ما غرقت فيه مقاومة حزب الله...

المطلوب من المقاومة الجديدة المباشرة إلى إشعال أرض الجنوب تحت أقدام وحوش الكيان...

على الكل أن يعرف منذ الآن...

إسرائيل ليست الا واجهة...

عدونا هو الامبريالية الأميركية ومن خلفه منظومة الناتو...

الذي يريد القتال عليه معرفة أن هذا طريق لا رجعة فيه...

لكن اهم ما يجب معرفته هو وجوب الذهاب في هذه المقاومة إلى الأخير وضد كل أطراف الطرف المقابل...

لسنا أضعف من فيتنام...

المهم ان لا يسكت السلاح...

المهم ان لا يباغتنا العدو بالهجوم...

المهم ان نبادر نحن إلى الهجوم وان نعرف ان أفضل طريقة للدفاع هي في الهجوم...

هذا عدو غدار...

يجب أن لا نُلدغ من نفس الجحر مرتين...

الأفعى الصهيونية لا أمان معها...

عاجلا أم آجلا، سوف يهاجمنا العدو ويقضي على كل مقوماتنا؛ لذلك

افضل طريقة للدفاع هي في الهجوم...

هل من قائد فارس يسمع ويرى...

إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت... لكنها تحتاج إلى من يدفعها إلى الأمام لكي تقاتل...

عندها، وفقط عندها، نستطيع الانتصار فعلا والتحرير والتحرر...

المصدر: موقع إضاءات الإخباري
الأكثر قراءة جنون السنوار وعقلانية السيد نصرالله
جنون السنوار وعقلانية السيد نصرالله
هل تريد الاشتراك في نشرتنا الاخباريّة؟
شكراً لاشتراكك في نشرة إضآءات
لقد تمت العملية بنجاح، شكراً