كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة بيتسبرغ، ونُشرت في مجلة Nature Microbiology، عن لقاح مبتكر لمرض السل يُحقن عن طريق الوريد ويعمل بتقنية "التدمير الذاتي".

يوفّر اللقاح حماية فائقة مقارنة باللقاحات التقليدية.

يمنع مخاطر العدوى الناجمة عن اللقاح نفسه، حتى في الحالات التي يكون فيها الجهاز المناعي للمريض ضعيفا.

تحقيق مناعة تعقيمية في التجارب

وفقًا للدكتورة جوان فلين، أستاذة الأحياء الدقيقة وعلم الوراثة الجزيئي، فإن اللقاح الجديد أظهر فعالية ممتازة في دراسات أُجريت على قرود المكاك.

يمنح مناعة تعقيمية كاملة تقريبا ضد عدوى Mycobacterium tuberculosis

يعمل اللقاح عبر استخدام بكتيريا مضعفة ذاتيا، تتوقف عن العمل بمجرد دخولها الجسم.

قالت فلين:

"اللقاح الجديد يوفّر حماية مذهلة دون أي خطر من العدوى المرتبطة باللقاح، حتى لدى الأفراد ضعيفي المناعة."

قيود اللقاحات التقليدية

رغم استخدام لقاح BCG التقليدي منذ عقود، إلا أنه:

يوفر حماية جزئية للأطفال فقط.

لا يوفر أي حماية فعّالة للبالغين.

يعتمد على بكتيريا مضعفة غير مهيأة بشكل كافٍ لتوفير مناعة شاملة.

خطوات رائدة لتطوير اللقاح

عملت الدكتورة فلين بالتعاون مع جامعة كورنيل والمعاهد الوطنية للصحة لتطوير آلية أكثر أمانا وفعالية.

تضمنت الأبحاث السابقة حقن لقاح BCG الوريدي على قرود المكاك، مما أدى إلى:

تقليل الحمل البكتيري بمقدار 100,000 ضعف.

عدم ظهور أي التهابات رئوية لدى 9 من كل 10 حيوانات.

تقنية التدمير الذاتي

لتعزيز الأمان في اللقاح الجديد، تم تطوير آليتين تدمير ذاتي:

1. التعرض للمضاد الحيوي دوكسيسيكلين: يؤدي إلى إذابة اللقاح.

2. التوقف عن علاج الدوكسيسيكلين: يُسرّع من التخلص من مكونات اللقاح.

أظهرت التجارب على الفئران أن اللقاح الجديد يوفر حماية تعادل اللقاح التقليدي، مع ميزة أمان إضافية وسرعة في التخلص من البكتيريا، حتى في الفئران ضعيفة المناعة.

استجابة مناعية أقوى في قرود المكاك

أظهر اللقاح الجديد قدرة مناعية فائقة مقارنة بالتطعيم الوريدي التقليدي.

بعد ثمانية أسابيع من الإصابة بجرثومة السل:

لم تظهر أي علامات التهاب رئوي لدى القرود التي تلقت اللقاح الجديد.

6 من أصل 8 قرود لم تظهر أي آثار للعدوى.

آفاق مستقبلية للتجارب البشرية

رغم التحديات المتعلقة بتوسيع نطاق التجارب السريرية على البشر، يظل الباحثون متفائلين.

قالت فلين:

"نأمل أن يحدّ لقاح BCG بتقنية التدمير الذاتي من المخاوف المرتبطة بالتطعيم الوريدي، ويقدّم خيارا أكثر أمانا وفعالية، خاصةً للأشخاص ضعيفي المناعة."

يُمثّل هذا اللقاح خطوة واعدة نحو القضاء على مرض السل وتحقيق تقدم في الصحة العامة عالميا.