ساعات قليلة تفصلنا عن اعلان وقف اطلاق النار , ستنتهي المعركة وستبداء الاسئلة ,واول هذه الاسئلة من الذي هزم ومن هو المنتصر ؟, والانتصار او الهزيمة في المعارك هو امر نسبي تحدده الاهداف والمجريات , والهزيمة في معركة لا تعني خسارة الحرب كما ان النصر في معركة لا يعني كسب الحرب , فالحرب في مجملها هي مجموعة معارك تقود للنصر النهائي لاحد الاطراف ,والهزيمة النهائية للطرف الاخر .
منذ اليوم الاول لمعركة غزة قلنا انها ليست بمعركة التحرير وانما هي جولة على طريق التحرير , وقلنا ان الهدف من هذه المعركة هو تحرير اسرانا البواسل من باستيلات الكيان وفك الحصار الجائر على غزة بينما قال العدو ان هدفه هو اجتثاث المقاومة من القطاع , الان ونحن على بعد ساعات من اعلان وقف اطلاق النار نستطيع القول وبكل ثقة بان العدو لم يستطيع تحقيق هدفه المعلن وقد لا تكون المقاومة قد استطاعت تحقيق جميع اهدافها المعلنة , لكنها وبكل تاكيد استطاعت ان تحقق الجزء الاكبر من هذه الاهداف , كما انها استطاعت ان تؤكد حقيقة ان هذا الكيان قابل للهزيمة وان امكانية زوال الكيان هي امكانية واقعية قابلة للتحقيق اذا ما اعد لها جيدا.
إن اول واهم ابواب الاعداد هو الاسراع في تشكيل جبهة المقاومة الوطنية الفلسطينية على قاعدة القيادة الجماعية ودون هيمنة او تفرد لاي فصيل , كقيادة مؤقتة للشعب الفلسطيني , والطلاق النهائي البائن بينونة كبرى مع نهج التنازل والتفريط ورموز هذا النهج في الساحة الفلسطينية , وثاني هذه الابواب هو النقد والنقد والنقد ثم النقد , فهناك الكثير مما يجب ان يقال وسيقال , فاثناء المعركة لم يكن الظرف مناسب لان يقال .. وثالث هذه الابواب هو تحديد معسكر الاعداء ومعسكر الاصدقاء , وبناء التحالفات المبدئية , فسياسة وضع رجل هنا واخرى هناك لا تفيد مقاومتنا ولا تفيد قضيتنا المركزية , وليكن شعارنا دائما وابدا الحقيقة كل الحقيقة للجماهير ... المجد للشهداء , الشفاء للجرحى والحرية لاسرانا البواسل
