كتب ألأستاذ حليم خاتون:
بهذه الكلمات تفوه الرئيس الأسبق للجمهورية الفرنسية جاك شيراك تجاه خصمه أثناء جدال منقول على الهواء دفاعا عن موقف فرنسا الرافض لغزو العراق...
لست من المعجبين كثيرا بجاك شيراك؛ لكن في لبنان جمع كبير من رؤساء أحزاب او وزراء او نواب من أخصام المقاومة او حتى من حلفائها الذين بدلوا موقع البندقية استعدادا للعصر الأميركي القادم وفقا لرؤياهم...؛
كثير من هؤلاء او حتى من القطعان السائرة خلفهم وتحت نعالهم، يرددون كلمات أكبر منهم ومن الذي خلّفهم...
كثير من هؤلاء يجب أن يسمعوا هذه الكلمات:
S'il Vous Plait, taisez- vous!
لو سمحت، إقفل فمك!
الأسماء كثيرة...
تبدأ ربما بالعميل الأميركي دولة الرئيس فؤاد السنيورة الذي يتحدث عن سلاح أكبر منه ومن أسياده، مرورا بالوزير الأسبق وئام الذي كان اول من اتهم السنيورة بالعمالة، وعروجا على "قائد!!!" جبهة تحرير لبنان من الاحتلال الإيراني فارس سعيد غاريبالدي؛ طبعا، دون نسيان مجموعة جواكر تبدأ بصاحب القلم الأصفر طوني بولس او زميله رامي او نديم قطيش أو وأو وأو... وصولا إلى تلك السيادية في العبودية الأزلية التي تعلمت كلمتين بالفرنسية ركضت إلى الجميزة تطلب قبلة من رئيس جمهورية الانتداب السابق ماكرون، وهي تتعرى أمامه خجلا من حزب الله...
كل من هؤلاء يستحق بصقة، وكلمتين، "سد بوزك"...
الوقت ليس مناسبا جدا للحديث عن عهرة الوطن اللبناني...
نحن مشغولون بانتصار غزة العظيم...
صورة القائد الشهيد يحي السنوار وحدها تكفي لكي يقفل كل ابن زانية فمه...
غصبا عنكم انتصر طوفان الأقصى...
سقط عشرات آلاف الشهداء، هذا صحيح...
دُمرت غزة، هذا صحيح...
خسرنا في غزة اجيالا كاملة من القادة والمناضلين، هذا أيضا صحيح...
لكن هل يتابع احد من أولاد القحبة ما يجري في بلاد الغرب...
اشياء مذهلة...
دومينو انتفاض الناس ضد السيطرة الصهيونية على مواقع القيادة وعلى الإعلام والمؤسسات في بلدانهم... يتسع كل يوم أكثر...
أحد أهم قادة حملة ترامب في أميركا ينتفض ضد اللوبي الصهيوني أيباك...
يقاطعون كلمات توني بلينكن او مولر او غيرهم بالهتاف تحية لغزة...
كل هذا من بركات طوفان الأقصى...
نعم الشرق الأوسط يتغير...
لكنه لم يروَ بعدُ على ما يشتهيه نتنياهو والكثيرون من الكلاب في لبنان والعالم العربي...
في لبنان يطحش الاميركيون أكثر...
بغض النظر عما سوف يظهر من تاريخ الرئيس جوزيف عون؛ الرجل جاء على وقع قنابل الموت الأميركية، وجاء معهه حفنة من المستشارين الذين يسبحون ليل نهار بحمد واشنطن...
إعلامية الحريري الأب، نجاة شرف الدين هي ربما من جيل ذلك اليسار الذي أخفى تحت المعطف يمينا تافها حقيرا ظهر في حوار جرى قبل حوالي ١٨ عشرة عاما بين نجاة تلك والبروفيسور نورمان فينكلشتاين...
البروفيسور يحاول إفهام تلك الجاهلة بألف باء المقاومة وهي تصر على منطق وجوب الخضوع للمحتل...
كيف أمكن جمع ذلك الجمع من السفهاء والمناضل حسن حمدان في حركة واحدة...
لا أعرف!
من حسن حظ حسن أن جاهلا من الطرف الآخر قتله ظلما قبل أن يرى محسن ابراهيم مستشارا لعرفات في إتفاق أوسلو...
نجاة شرف الدين التي تريد تحرير الأرض بالقرارات الدولية التي على ظلمها، لم يستطع أي كان تطبيقها...
يتحدثون عن حل الدولتين...
في كل مرة، تظهر قبضة الشعب الفلسطيني، يسرع الغرب او حتى العرب للحديث عن حل الدولتين...
نجاة قد تكون من الذين التحقوا بمدرسة من أتى بعدها من صحافة الشنطة وما تحوي...
من غير المعروف إذا كانت نجاة من الفريق السعودي في الإعلام ام هي اقتراح أميركي يرتاح إلى من يخدر الناس عن المطالبة بحقوقها...
المهم ان الرئيس جوزيف عون اختار نجاة ناطقا إعلاميا باسم قصر بعبدا الذي سقط سنة ١٩٨٢ تخت جزمة جندي صهيوني جلس عل كرسي الرئاسة ورفع رجله فوق طاولتها مكتبها...
ربما يجب تذكير نجاة ورفيق أبو محمد الجولاني في النضال، شارل جبور وغيره من المستشارين في الرئاسة الأولى أن الذي أنزل ذلك الجندي الصهيوني من على كرسي الرئاسة وارسلة في كيس بلاستيك أسود إلى الجحيم هو تحديدا مقاومة استمرت من ٨٢ إلى سنة ٢٠٠٠ حيث طبقت بالقوة انسحابا اسرائيليا غير مشروط إلى الخط الأزرق...
بمناسبة انتصار غزة، ونحن ننتصر بانتصار غزة، ربما حان الوقت لنقول لكل تلك الارواح الميتة في أجساد نتنة أن المقاومة باقية لو مهما حصل حتى تحرير كل شبر وكل نقطة ماء...
إذا كان حزب الله قد صبر وهو لا يزال صابرا...
هذا شأنه...
لكن أبناء الجنوب وأبناء البقاع ليسوا بتلك الخفة التي يعتقد الأميركي إنه قادر عل احتوائها...
قد نكون غاضبين عل أكثر من مسألة...
لكننا نعرف اننا حين نقرر أن نزلزل الأرض تحت أقدام الغزاة الجدد، سوف يرحلون وسوف نجد مروحيات المارينز تنطلق من فوق سطح السفارة الأميركية في لبنان، وطائرات النقل تنطلق من رياق او القليعات او حتى بيروت وطوني بولس وفارس سعيد وأمثاله يركضون للتعلق بها طلبا للنجاة من عدالة ثورية آتية لا محالة...
غدا يوم غزة العظيم...
بفضل كلاب لبنان من العملاء المباشرين او العملاء الموضوعيين،
تحول انتصار ابطال حزب الله على حافة الخط الازرق إلى سؤال تعجب كبير ناتج عن تردد المقاومة طيلة ربع قرن عن تنظيف الوطن من هذه الكلاب الداشرة...
هناك من يقول اننا لم نعد بحاجة إلى صواريخ لأن حربا أخرى لن تقع لخمسين سنة قادمة...
نحن نحتاج إلى كل شيء بما في ذلك الصواريخ لأننا في الحرب القادمة نكون قد نظفنا الجبهة الداخلية من كل تلك الفيروسات الغربية...
في المرة القادمة لن نتكلم كثيرا كما فعلنا منذ عشر سنوات...
هذه المرة تعلمنا الدرس...
نحن ننتصر حين نعمل بصمت حتى لو كانت السلطة بيد الأميركيين كما كان الوضع دوما منذ ٢٠٠٦...
في المرة القادمة لن تطير طائرات التجسس من قبرص او رياق دون أن تطالها أيدي المجاهدين في كل مكان...
في المرة القادمة سوف لن يكون هناك كلاب لا في عوكر ولا في غيرها...
في المرة القادمة سوف نخرج عليكم من خلف أي شجرة...
من تحت كل صخرة...
من قلب كل جبل وتلة...
لن نحتاج لمعادلات ردع...
لاننا في المرة القادمة وبعد أن عرفنا مدى قدرتكم على ارتكاب المجازر والإبادة، سوف نريكم ردنا الثوري على جبن وحشيتكم...
القيادة الحليمة استشهدت ودفعت ثمن حلمها وفروسيتها...
من الآن فصاعدا لن تروا منا الا البأس الذي لن تفلتوا منه مهما برعتم في التجسس والذكاء الصناعي...
حرب الإسناد كانت خطوة إلى الأمام وخطوة إلى الوراء...
تعلمنا الدرس...
من الآن فصاعدا لا تراجع...
بل الخطوة تلو الخطوة حتى يزول
مشروع اغتصاب الأرض العربية...
حليم خاتون