انتصرت غزة... هل انتصر المحور؟
مقالات
انتصرت غزة... هل انتصر المحور؟
خليم خاتون
20 كانون الثاني 2025 , 05:24 ص

كتب الأستاذ حليم خاتون:

بكل فخر خرجت غزة إلى الشوارع تحتفل بنصر عظيم يليق بعشرات آلاف الشهداء...

يوم الأحد ١٩ يناير ٢٠٢٥ احتفلت غزة بنصر له طعم الدم والشهادة...

تستطيع غزة رفع رايات النصر والفخر دون أي التباس...!

*في غزة انتصر الدم على السيف فعلا!*

غزة السُنّية، رفعت شعارات كربلاء وأثبتت أن الفقراء أينما كانو، وأيا تكن عقائدهم، ينتصرون كما انتصر الحسين...

فقراء غزة أرسلوا اغنياءها إلى الدوحة واسطمبول...

قرروا أن يقودهم مناضلون فقراء...

كانت المعادلة بسيطة جدا...!

الفقراء يقاتلون حتى الشهادة، بينما الأغنياء لهم حسابات معقدة لم يعرفها الحسين في كربلاء...

بعد سقوط يحي السنوار، قررت غزة تسليم الراية إلى مناضل فقير آخر...

مناضل فقير منهم...

مناضل فقير يشبههم، ولا يحلم بفندق خمس نجوم في الدوحة او اسطنبول أو غيرها...

لم تعلن غزة عن اسم القائد الجديد...

ظلت إسرائيل في حيرة من أمرها...

أرادت إسرائيل من اغتيال القادة الفقراء أن تصل الأمور إلى أيدي الدوحة واسطمبول...

سماسرة الدوحة واسطمبول يلعبونها وفق قوانين أميركا والناتو...

أليست سوريا مثال ساطع؟

يعتقد البعض ان سوريا سقطت حين اجتاحها الجولاني...

صحيح ان سوريا سقطت مع جولاني اسطنبول والدوحة...

لكن سوريا كانت قد سقطت منذ زمن مع بشار الأسد حين تحول البرجوازي الصغير إلى صدام حسين آخر... يريد اللعب على الطريقة الأميركية... بمساعدة الرياض وأبوظبي...

أليس الأمر واضحا؟

الفقراء وحدهم يقاتلون من اجل الوطن، بينما يفتش الاغنياء عن طريقة توصلهم إلى قلب واشنطن الذي لن يلتفت إليهم طالما هناك في المقابل ذلك الكيان السرطاني...

انتصرت غزة نصرا لا لبس فيه!

بينما بقي رد طهران على آخر ضربة اسرائيلية دون جواب، ظلت غزة تقاوم رغم الجراح والألم...

اقصت طهران فقراءها عن السلطة...

سكتت طهران عن اغتيال سليماني...

ثم توالت التراجعات...

تم اغتيال العلماء بالتدريج، وطهران تنتقل من عجز الى عجز...

لماذا؟

لأن هناك في طهران من يفكر دون جدوى بكسب قلب واشنطن المشغول بحب آخر...

إلى أن وصلنا إلى المصيبة الكبرى:

اغتيال غامض للرئيس رئيسي ولوزير خارجيته الثوري جدا عبد اللهيان...

سكتت طهران...

سكتت معها قم...

ذهب الجميع إلى تسوية جلبت بيزيشكيان الاصلاحي الذي تتحمل خدوده الصفعات...

حتى متى تنتظر طهران؟

في طهران برجوازية صغيرة بدأت تكبر...

معها بدأ يكبر حلم الحب المستحيل مع عواصم المال...

إلى أي مدى ذهبت الأمور في لبنان؟

جمال شعيب يعتقد إنه وجدها...

سبب مأساة لبنان هو وجود أطراف وطوائف في لبنان تشحذ السكاكين لذبح البطل حين يقع...

أعداء حزب الله في لبنان هم ليسوا فقط أغنياء واشنطن...

فقراء الطوائف الأخرى هم أيضا يرقصون رقصة العداء للمقاومة...

حتى فقراء المخيمات وتجمعات النزوح السوري هم أعداء للمقاومة...

جمال شعيب وجد نصف الجواب...

حزب الله يواجه فعلا معضلة التعصب الطائفي والمذهبي عند الآخرين من مسيحيين وسُنّة ودروز...

لكن ماذا عن الحالمين داخل المقاومة بصداقة الرياض وأبو ظبي والدوحة... وصولا إلى الحلم بصداقة باريس وواشنطن...

أليس هؤلاء برجوازية صغيرة داخل المقاومة كبرت بعض الشيء وأحسّت بحرية حركة غير مباركة بعد استشهاد السيد نصرالله...

ألم تكن هذه الفئة من المقاومة وراء مصائب مواقف الحياد تجاه فساد أغنياء لبنان والأزمة التي اوصلوا البلد اليها...؟

لطالما تحدث المثقفون بحيرة عن الوقوف مع حزب الله في مسألة مقاومة إسرائيل، والوقوف ضد حزب الله في تعاطيه مع الطبقة السياسية في النظام اللبناني...

لم يعد لهذه الحيرة من مبرر...

باتت الأمور واضحة...

بعداغتيال اسرائيل والناتو للقادة الفقراء الذين لا يريدون اكثر من الشهادة والبقاء على الوفاء لدم الحسين، ذهب الأمر إلى من يبغي تسوية ما تسمح له بالبقاء داخل نظام واشنطن في لبنان...

ألا تشير كل الأمور أن الرياض وواشنطن تسعى بدورها لهذه التسوية طالما الكل يوافق على خيارات واشنطن...

لهذا يمكن القول أن غزة انتصرت فعلا... بينما اقتصر سعي المحور إلى عدم الهزيمة باعتبار هذا نصر...

الفرق كبير جدا بين نصر الفقراء في غزة، ونصف نصر في طهران وبيروت وبغداد...

أنه نصر ناقص بسبب مَن يسعى للوصول إلى طبقة الأغنياء...


المصدر: موقع إضاءات الإخباري