أطلق الجيش الإسرائيلي أمس الثلاثاء، عملية عسكرية في الضفة الغربية باسم السور الحديدي، وذلك بعد يومين من دخول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ، في حين حذرت مقررة أممية من احتمال تكرار إسرائيل جرائم الإبادة في غزة لتشمل الضفة.
عملية عسكرية إسرائيلية في الضفة الغربية
فقد شنت القوات الإسرائيلية أمس، عملية واسعة في مدينة جنين بالضفة الغربية، أطلقت الحكومة الإسرائيلية عليها اسم السور الحديدي، وأدت لاستشهاد وجرح عشرات الفلسطينيين، إضافة إلى تدمير ممنهج للبنى التحتية وجرف الطرقات وتعمد محاصرة المستشفيات.
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية قد أكدت مساء أمس، استشهاد 10 فلسطينيين وإصابة 40 آخرين برصاص القوات الإسرائيلية في محيط مدينة جنين ومخيمها شمالي الضفة الغربية.
كما هاجم المستوطنون العديد من البلدات شمال الضفة الغربية تحت حماية الجيش الإسرائيلي، وقاموا بإشعال النار في المنازل والمركبات العائدة للفلسطينيين.
تحذير أممي من تكرار الإبادة الجماعية في غزة في الضفة الغربية
وبعد هذا الهجوم دقت المقررة الأممية المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيز، ناقوس الخطر محذرة من قيام إسرائيل في الضفة بتكرار الإبادة الجماعية التي ارتكبتها في غزة.
حيث لفتت في منشور لها عبر منصة إكس، إلى أن آلة القتل الإسرائيلية صعدت من هجماتها في الضفة الغربية، مما أسفر عن مقتل 10 أشخاص في جنين اليوم، وذلك مع دخول وقف إطلاق النار الذي طال انتظاره في غزة حيز التنفيذ.
وأضافت: "إذا لم يتم إجبار القوات الإسرائيلية على التوقف، فإن الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين لن تقتصر على غزة، تذكروا كلامي!"
تطورات العملية العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية
واليوم الأربعاء، صعدت إسرائيل من عملياتها في مدينة جنين ومخيمها، مع تحرك تعزيزات عسكرية إسرائيلية جديدة باتجاه المنطقة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، بأن قواته استهدفت من الجو البنى التحية للمقاومة وعددا ممن وصفهم بالمخربين، وقامت بتدمير العديد من العبوات الناسفة التي زرعت على الطرق.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد أغلق مداخل مخيم جنين ومنع خروج الأهالي منه، وقام القناصة الإسرائيليون باعتلاء أسطح المنازل والبنايات السكنية المطلة عليه.
ومنذ فجر اليوم، شرعت الجرافات الإسرائيلية بتجريف شارع ومدخل مستشفى جنين الحكومي، وأغلقت مداخله بالسواتر الترابية، كما جرفت محيط مستشفى ابن سينا، وتعمدت على تدمير شوارع في المدينة وفي محيط المخيم.
كما أغلقت القوات الإسرائيلية مدخل مستشفى جنين الحكومي بالسواتر الترابية، الأمر الذي أعاق حركة مركبات الإسعاف وتعذر بسببه وصول الطواقم الطبية، وجعل من الصعب وصول المرضى والمصابين إلى المستشفى أو نقلهم منها.
وفي السياق أوضح وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بأن عملية السور الحديدي الذي تنفذها القوات الإسرائيلية في مدينة جنين قد تشكل تحولا في استراتيجية الجيش في الضفة الغربية.
وأشار إلى أن تنفيذ عملية واسعة النطاق للقضاء على من أطلق عليهم وصف "الإرهابيين" والبنية التحتية التابعة لهم في مخيم جنين، كي لا يتكرر ذلك داخل المخيم مع انتهاء العملية، معتبرا أن هذا هو الدرس الأول من أسلوب المداهمات المتكررة في غزة.
وكان اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتبادل الأسرى، قد دخل حيز التنفيذ، يوم الأحد الماضي، بعد 15 شهرا من حرب الإبادة المستمرة على القطاع، والتي أدت إلى استشهاد أكثر من 46 ألف فلسطيني، وإصابة أكثر من 110 آلاف معظمهم من المدنيين والنساء والأطفال، وتهجير معظم سكان القطاع البالغ عددهم قبل الحرب 2.3 مليون.