أطفال الطلاق أكثر عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 61%
منوعات
أطفال الطلاق أكثر عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 61%
24 كانون الثاني 2025 , 14:05 م

تشير الأبحاث الحديثة إلى أن الأطفال الذين ينشأون في بيئات أسرية متفككة نتيجة  الطلاق قد يواجهون خطرا أكبر للإصابة بالسكتة الدماغية في مراحل متقدمة من حياتهم، حيث تُظهر دراسة حديثة أن هناك ارتباطا قويا بين الطلاق خلال الطفولة وزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بين كبار السن.

زيادة بنسبة 61% في خطر السكتة الدماغية

وجد الباحثون أن كبار السن الذين انفصل والديهم عندما كانوا أطفالا أو مراهقين لديهم خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة أعلى بـ 61% مقارنة بغيرهم، هذا المستوى من الخطر يعادل تقريبا الخطر الناتج عن الإصابة بمرض السكري أو الاكتئاب، وهما عاملان معروفان كمسببين رئيسيين للسكتة الدماغية.

 تقول الدكتورة ماري كيت شيلكي، محاضرة في علم النفس بجامعة تينديل في كندا:

"حتى بعد أخذ عوامل الخطر المعروفة للسكتة الدماغية في الاعتبار، مثل التدخين، قلة النشاط البدني، الدخل المنخفض، والتعليم المحدود، يبقى خطر الإصابة أعلى بنسبة 61% لمن عايشوا طلاق والديهم".

تفاصيل الدراسة

حللت الدراسة بيانات أكثر من 13,200 شخص يبلغون من العمر 65 عاما أو أكثر، تم جمعها بواسطة مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) في الولايات المتحدة عام 2022.

7% من المشاركين سبق أن أصيبوا بسكتة دماغية.

14% منهم كانوا أطفال طلاق.

تم استبعاد الأشخاص الذين تعرضوا لسوء معاملة جسدية أو جنسية في الطفولة، للتأكد من أن النتائج تعكس تأثير الطلاق فقط.

يقول الدكتور فيليب بايدن، أستاذ مشارك في العمل الاجتماعي بجامعة تكساس:

"حتى عندما لم يعانِ المشاركون من سوء المعاملة في الطفولة، وكان لديهم شخص بالغ يشعرهم بالأمان في المنزل، فإن خطر السكتة الدماغية ظل مرتفعا إذا كان والديهم قد تطلقوا"، 

عوامل الطفولة الأخرى وتأثيرها على خطر السكتة

وجد الباحثون أن الطلاق في الطفولة يُعتبر عامل خطر مستقل عن عوامل الطفولة الأخرى مثل:

الإهمال العاطفي.

العنف المنزلي.

الأمراض العقلية أو تعاطي المخدرات في المنزل.

هذه العوامل لم تُظهر ارتباطًا كبيرا بزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.

أسباب محتملة للارتباط بين الطلاق والسكتة

لم يتمكن الباحثون من تحديد السبب الدقيق لزيادة خطر السكتة الدماغية بعد الطلاق، ولكنهم اقترحوا أن العوامل البيولوجية والاجتماعية قد تكون مؤثرة:

الإجهاد البيولوجي:

الطلاق قد يؤدي إلى ارتفاع مستمر في مستويات هرمونات التوتر لدى الأطفال، مما يؤثر على نمو الدماغ وقدرتهم على التعامل مع الإجهاد لاحقا.

عوامل صحية:

الطلاق يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم واضطرابات النوم، وهما عاملان معروفان بارتباطهما بالسكتة الدماغية.

تقول إسمى فولر-تومسون، مديرة معهد جامعة تورنتو لدراسات دورة الحياة والشيخوخة:

"نحتاج إلى إلقاء الضوء على الآليات التي تسهم في هذا الارتباط لفهم التأثير طويل الأمد للطلاق على الصحة".

تسلط هذه الدراسة الضوء على الآثار بعيدة المدى للطلاق على الصحة العامة, وعلى الرغم من الحاجة إلى مزيد من الأبحاث لفهم الأسباب، فإن النتائج تشير إلى أهمية تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال الذين يمرون بتجربة طلاق أسرهم لتقليل المخاطر الصحية في المستقبل.