سيطلق الصاروخ العملاق سي دراجون من المحيط ويحمل حمولات ضخمة إلى الفضاء
أخبار وتقارير
سيطلق الصاروخ العملاق سي دراجون من المحيط ويحمل حمولات ضخمة إلى الفضاء
24 كانون الثاني 2025 , 14:40 م

تخيل صاروخا هائلا يفوق كل ما تم بناؤه من قبل، قادرا على إطلاق الحمولة إلى المدار مباشرة من المحيطات، هذا هو "سي دراجون"، وهو مفهوم ضخم من الستينيات كان رؤية جريئة لم تتحقق على الرغم من طموحاته الكبيرة.

تم تصميم "سي دراجون" بواسطة المهندس الأمريكي روبرت تروكس في شركة "أيروجيت"، وكان من المفترض أن يكون بطول 490 قدما وقطر 75 قدما، ليكون أكبر من أكبر الصواريخ الحديثة، كان هذا الوحش مصمما لحمل حمولة تزن 550 طنا إلى المدار الأرضي المنخفض، وهي مهمة تتفوق عليها حاليًا فقط مركبة "ستارشيب" من "سبيس إكس".

التصميم والهندسة

تصور روبرت تروكس أن "سي دراجون" سيكون صاروخا بسيطا وفعالا من حيث التكلفة، حيث تم تصميمه لتقليل التكاليف التشغيلية، وبسبب تركيزه على التكلفة أكثر من الكفاءة، أُطلق عليه اسم "الصاروخ الضخم الغبي".

تم تصميم "سي دراجون" لإطلاقه مباشرة من المحيط، مما يلغي الحاجة للبنية التحتية الكبيرة على الأرض، كان يتضمن نظام خزانات بالاست، يتم ربطه بقاعدة محرك المرحلة الأولى لرفع الصاروخ إلى وضع الإطلاق العمودي. كما كان التصميم يضمن بقاء الحمولة فوق مستوى سطح الماء لتسهيل الوصول إليها.

تكاليف ومواد البناء

كان الهدف من التصميم هو استخدام المواد المتاحة بأسعار معقولة مثل الصفائح الفولاذية بسماكة 8 مم، وكان من المفترض أن يتم البناء بواسطة عمال السفن ذوي الخبرة، مستفيدين من البنية التحتية الموجودة بالفعل.

مرحلة الإطلاق الأولى

كانت المرحلة الأولى من "سي دراجون" قوة محركة هائلة، حيث كانت مدعومة بمحرك ضخم واحد يولد قوة دفع تبلغ 79 مليون رطل، كان المحرك يعمل بوقود مكون من الكيروسين الخاص بالصواريخ (RP-1) والأوكسجين السائل (LOX)، مما يوفر ضغطا عاليا يصل إلى 470 psi لـ RP-1 و 250 psi لـ LOX، مما أدى إلى ضغط غرفة احتراق قدره 290 psi عند الإقلاع.

كانت المرحلة الأولى ستستمر لمدة 81 ثانية، مما يرفع المركبة إلى ارتفاع 25 ميلا، مسافة 20 ميلا بسرعة تصل إلى 4000 ميل في الساعة، ورغم أن المهمة القياسية كانت تستدعي تدمير المرحلة الأولى بعد السقوط السريع لمسافة 180 ميلا، فقد تم النظر في إمكانية استعادتها وإعادة استخدامها.

المرحلة الثانية

كانت المرحلة الثانية أيضا مدهشة، بمحرك ضخم آخر ينتج 13 مليون رطل من الدفع، كان المحرك يعمل بوقود الهيدروجين السائل (LH2) والأوكسجين السائل (LOX)، ويعمل عند ضغط ثابت يبلغ 100 psi طوال مدة احتراقه التي تبلغ 260 ثانية.

كانت الأنف الخاصة بالمرحلة الأولى مصممة لتكون مدببة، مما يسمح لها بالاندماج مع محرك المرحلة الثانية وتقليل الارتفاع الكلي للصاروخ.

قدرة الحمولة والتكلفة والإرث

كان لدى "سي دراجون" قدرة حمولة مثيرة للإعجاب، حيث كان بإمكانه حمل ما يصل إلى 550 طنا إلى المدار الأرضي المنخفض. تم تقدير تكاليف الحمولة في عام 1963 بين 59 إلى 600 دولار لكل كيلوغرام.

رغم أن مراجعة برنامج أجرتها شركة "TRW" (مختبرات تكنولوجيا الفضاء) أكدت التصميم والتكاليف المتوقعة، إلا أن القيود الميزانية أدت إلى إغلاق فرع المشاريع المستقبلية في "ناسا"، مما أوقف تطوير الصواريخ الثقيلة التي كانت تهدف إلى المهمات المأهولة إلى المريخ.