كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة كاليفورنيا - ريفرسايد عن تفاعل معقد بين السمنة ، العدوى الطفيلية، والجهاز المناعي، مما يفتح المجال لفهم أعمق للعوامل المناعية التي تؤثر على هذه الحالات الصحية الشائعة، الدراسة تسلط الضوء على اختلاف الاستجابات المناعية بين الذكور والإناث، مما قد يساهم في تطوير علاجات مبتكرة.
استكشاف السمنة والعدوى بالديدان الطفيلية
تلقت جامعة كاليفورنيا - ريفرسايد منحة بقيمة 3.7 مليون دولار من المعاهد الوطنية للصحة (NIH) لدراسة تأثير الاستجابات المناعية المرتبطة بالجنس على السمنة والعدوى بالديدان الطفيلية (الديدان الطفيلية المعوية).
تؤثر السمنة على أكثر من 40% من البالغين في الولايات المتحدة، وترتبط بمشاكل صحية خطيرة مثل السكري من النوع الثاني والاضطرابات الالتهابية.
أما العدوى الطفيلية بالديدان، فهي تصيب ملايين البشر عالمياً وتسبب مشكلات صحية متعددة، مثل فقر الدم وسوء التغذية وآلام البطن.
دراسة الاختلافات المناعية المرتبطة بالجنس
بقيادة البروفيسورة ميرا ج. ناير من كلية الطب بجامعة كاليفورنيا، يركز البحث على دور الخلايا المناعية مثل البلاعم واليوزينيات والبروتينات المرتبطة بها، وخاصة بروتين RELMalpha الذي يُفرز بطرق تختلف حسب الجنس.
البلاعم واليوزينيات هما نوعان من خلايا الدم البيضاء التي تلعب دوراً حيوياً في مكافحة الأمراض، ويُعتقد أن البروتينات مثل RELMalpha قد تساهم في الحماية من السمنة والعدوى الطفيلية.
دور الجهاز المناعي في مكافحة الأمراض
تشير البروفيسورة ناير إلى أن التفاعل بين البلاعم واليوزينيات ضروري لقدرة الجهاز المناعي على مكافحة السمنة والعدوى الطفيلية، وأوضحت أن هذه التفاعلات قد تكون مختلفة بين الذكور والإناث، مما يساهم في اختلاف نتائج المرض.
استهداف آليات المرض
الدراسة تهدف إلى فهم آليات المناعة التي تؤدي إلى الفروقات بين الذكور والإناث في السمنة والعدوى الطفيلية، وأكدت البروفيسورة ناير أن فريق البحث يسعى لتحديد الطرق التي يمكن أن تساعد على تطوير علاجات تستهدف اضطرابات التمثيل الغذائي.
أهداف البحث الرئيسية
تشمل أهداف البحث:
1. فهم تأثير بروتين RELMalpha على وظائف البلاعم واليوزينيات في الأنسجة الدهنية، مع التركيز على الاختلافات بين الجنسين.
2. تحليل الفروقات المناعية بين الذكور والإناث ودورها في الوقاية من السمنة والعدوى الطفيلية.
3. دمج البيانات المخبرية مع قواعد بيانات عامة لتحديد أنواع الخلايا المناعية المسؤولة عن المناعة النوعية.
الاستفادة من الأدوات الحاسوبية
يقوم البروفيسور آدم جودزيك بتطوير أدوات حاسوبية لتحليل البيانات ومشاركتها مع المجتمع العلمي. ستساعد هذه الأدوات الباحثين على تحميل وتحليل بياناتهم الخاصة باستخدام البرمجيات المتوفرة.
تشير البروفيسورة ناير إلى أن فهم النظام المناعي في السمنة والاضطرابات الأيضية أصبح أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى، خاصة مع التركيز على الفروقات المرتبطة بالجنس.
وأكدت أن التعاون الفريد بين متخصصين في المناعة، الغدد الصماء، والنمذجة الحاسوبية يعزز فرص الوصول إلى حلول علاجية مبتكرة.