في مثل هذا اليوم السابع والعشرين من تشرين الثاني 2019، استيقظ العالم على مقتل إرهابي روّع وقتل وهجّر الآلاف.
إنه أبوبكر البغدادي، زعيم تنظيم "داعش" الإرهابي، الذي قُتل في عملية أمريكية أنهت كابوسا حوّل حاضنات الحياة في بلدان عدة إلى طين معجون بدماء وآهات أهلها.
والبغدادي الذي ظل لفترة طويلة هدفا للولايات المتحدة وقوات التحالف الدولي لمحاربة داعش، ذاع صيت تنظيمه الإرهابي حين أعلن عن الخلافة المزعومة في يوليو/تموز 2014 على ربع مساحة سوريا والعراق.
تنظيمٌ أثار اشمئزاز العالم بالإبادة الجماعية التي ارتكبها بحق الطائفة اليزيدية في العراق من ذبح لرجالها واغتصاب لنسائها، ناهيك عن مشاهد قطع الرؤوس لرهائن من دول مختلفة في مناطق سيطرته.
خلال تلك الفترة، عرضت الولايات المتحدة جائزة بقيمة 25 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تقود للقبض على هذا الإرهابي.
وهي نفس الجائزة التي عرضتها واشنطن للقبض على زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، الذي قتل في باكستان، وخليفته أيمن الظواهري.
من هو البغدادي؟
فمن هو البغدادي الذي نصّب نفسه في يوما ما على رأس خلافة مزعومة سرعان ما تهاوت؟
في شهادة ميلاده سُمي بإبراهيم عواد السامرائي الذي ولد عام 1971 في منطقة الطوبجي بمدينة سامراء شمال بغداد.
عام 2003 الذي شهد اجتياح الولايات المتحدة للعراق، انضم البغدادي لحركة التمرد السلفي، ووقع في في أيدي الأمريكيين قبل أن يُطلق سراحه ظنا أنه ليس سوى محرض على الاحتجاج.
حتى الرابع من يوليو/تموز 2014، لم يلفا البغدادي أنظار العالم، إلى حين ظهر ملتحيا ومتشحا بعباءة سوداء يصعد منبر جامع النوري في مدينة الموصل شمالي العراق، معلنا قيام ما أسماها "دولة الخلافة".
في الفيديو الذي نُشر له وهو يخطب في صلاة الجمعة بجامع النوري العتيق، قال "إن الله أمرنا أن نقاتل أعداءه"، ليتدفق عليه الآلاف ممن يستلهمون أفكاره المتطرفة.
في عام 2016، وحين بلغ "داعش" ذروة قوته، سيطر على مساحة كبيرة تمتد من شمال سوريا وحتى مشارف بغداد.
ومن سوريا والعراق، إلى أوروبا وأفريقيا ودول أخرى حول العالم، استيقظت خلايا التنظيم المتطرف، ونفذت عشرات الهجمات التي أوقعت قتلى وجرحى في صفوف المدنيين وقوات الأمن.
خطر قائم
غير أن فقدان الخلافة والأرض في العراق وسوريا، لاحقا، جرّد البغدادي من بريق الزعامة وجعل منه طريدا يتنقل سرا في الصحاري والبراري.
إلى أن تخلصت منه البشرية في مثل هذا اليوم من عام 2019، في عملية قادتها فرقة خاصة تابعة للجيش الأمريكي، دكّت الأرض وسوت المبنى الذي كان يختبئ فيه في قرية باريشا بمحافظة إدلب السورية.
بيْد أنه وعلى الرغم من تدمير هذا التنظيم الإرهابي ومقتل زعيمه، يعتقد خبراء وباحثون ومسؤولون، أن "داعش" لا يزال يمثل تهديدا وخطرا عبر خلاياه النائمة في مختلف أنحاء العالم.
خطرٌ حذرت منه الولايات المتحدة في الذكرى الأولى لمقتل البغدادي، والتي قالت على لسان وزير خارجيتها مايك بومبيو، اليوم الثلاثاء، إنه على الرغم من الإنجاز الذي حصل بمقتل زعيم داعش، إلا أن التنظيم ما زال يمثل تهديدا.
غير أن الوزير الأمريكي تعهد بمواصلة العمل مع التحالف الدولي لضمان هزيمة التنظيم بشكل نهائي.