رسالة من المرأة اليمنية الى ابناء لبنان العظيم
مقالات
رسالة من المرأة اليمنية الى ابناء لبنان العظيم
اد. نجيبة محمد مطهر
29 كانون الثاني 2025 , 10:56 ص


تحية إجلال وإكبار إلى أخوتنا في الجنوب الذين اقتحموا الخطر وعادوا إلى بلداتهم، على الرغم من وجود قوات الاحتلال

فمشهدية الزحف الاستثنائي والعودة المباركة لأهالي جنوب لبنان الى بلداتهم وقراهم متحدين بإرادتهم الصلبة تهويل كيان الاحتلال ورهاناته الخائبة، تؤكد عمق انتمائهم الى هذه الارض وارتباطهم بها.

ليدركوا جميعاً أن هذا الشعب، من أبناء الشهيد البطل السيد حسن نصر الله، لا يمكن سحقه ولو تجمعت جيوش العالم ضده، ففي كل يوم يسقط فيه شهيد، يولد عشرات المقاومين الجدد، وستبقى المعادلة الوحيدة التي تحمي لبنان هي “جيش، شعب، ومقاومة” تجاه أي عدو، وهذه ليست حبرًا على بيانات، بل إيمانًا راسخًا لن يتزعزع , وانتصار جديد يكتب بالدم تجسيدا لوعد سماحة الشهيد الاسمى السيد حسن نصرالله. ويعكسون بشجاعتهم وإصرارهم أسمى معاني الصمود والثبات، ويسطرون أروع قصص التضحية في سبيل استعادة حقهم. ويرسمون بعودتهم أجمل مقاومة في تاريخنا الحديث. فهم أهل العزم والصبر لا تهزهم النكبات ولا تثنيهم المحن. وسيعدون بناء قراهم، ويبعثون الجنوب من تحت الرماد كما ينبعث طائر الفينيق ليبقى شاهدًا على إرادتهم التي لا تُقهر وأرضهم التي لا تنتزع، وطالما روت الأرض حكايات الصمود الذي كتب بصمودكم نصرًا جديدًا لكل لبنان وحفظتم الأرض والعرض، والاستبسال

تثبتون في كل استحقاق , أن الأرض مهرها غالٍ، وأن الدماء الزكية التي سالت من شهدائكم وروت أرض وطنكم هي السبيل الوحيد للتحرير,

عدتم إلى الجنوب. إلى أرض السيادة والكرامة الوطنية والاستقلال. لتلمسو حجارة بيوتكم المقدسة لأنكم أصحاب السيادة والانتماء والهوية، وأصحاب التضحية والوفاء، بكم وإرادتكم التي لا تلين تحقق النصر الموعود

وكما كنتم عنوان النصر في 25 أيار 2000 وفي تموز 2006، أنتم اليوم عنوان النصر في 25 كانون الثاني 2025. وتبقى دماء سيد المقاومة الشهيد حسن نصر الله , حاضرة عند كل مشهد ,مؤكدين بأنكم لن تستكينو حتى خروج آخر جندي صهيوني من أرضكم”. وكعادتكم، ابناء الشهيد السيد حسن نصر الله

تصنعون الحدث السيادي بدمائكم وبسالتكم، وتسبقون الدولة ومؤسساتها المدنية والعسكرية المشلولة، وتثبتون للعالم أن السيادة شعب ومقاومة وإرادة لا تعرف الهزيمة، وأن الوطن هو الأرض، وأن القرار الحر هو مواجهة واستبسال وقرابين وقتال سيادي، وهزيمة مدوية للصهاينة

قيمة لبنان من قيمة مقاومته، ولبنان هو لبنان، وليس هدية لأحد. ولحم لبنان مُرّ , ولن يكون طعامًا لمن يحملون وطنهم في حقيبة. ، لأن التاريخ حسم بأن هوية لبنان منذ انتفاضة 6 شباط المفصلية.

لبنان بين تاريخين: وطني وصهيوني، ولبنان لن يكون صهيونيًا حتى لو غرق البحر كله بأساطيل الأطلسي وجيوشه ,

ونحن كشعوب عربية حرة , نحمّل المجتمع الدولي مسؤولية التجاوز الخطيرالذي يقوم به العدو الاسرائيلي ، خاصة الإدارة الأميركية الجديدة التي تغطي هذا الإخلال على الرغم من مساهمتها في صنعه، وتدفعهم إلى التحذير من مغبة التغاضي عن الانسحاب الكامل للقوات الصهيونية من كامل الأراضي اللبنانية.

العودة فضحت مجددًا ادعاءات الدول الكبرى، وخصوصًا تلك المشرفة على تنفيذ الاتفاق مع العدو، والتي لم تحرك ساكنًا إلى الآن حتى بعد عدوان العدو المباشر على المدنيين

سؤال : أين هي الدول التي رعت اتفاق وقف إطلاق النار، عليها تحمل مسؤولياتها الكاملة بهذا الصدد، وإلزام العدو الإسرائيلي بالانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية ووقف العدوان، تنفيذًا للاتفاق المذكور، والتزامًا بتطبيق القرار 1701

ندعو كل الدول العربية والإسلامية، ولا سيما تلك التي أكدت حرصها على قيام لبنان ونهوضه وحفظ سيادته ومسيرته الإصلاحية الجديدة، إلى أن تصدق في التزاماتها تجاه اللبنانيين الذين يواجهون العدو بصدورهم العارية، وحيث لا تزال مقاومتهم ولا يزال جيشهم يلتزم تنفيذ ما تم الاتفاق عليه

عليها ان تتحمل كامل المسؤولية عن أي انتهاكات أو جرائم قد يرتكبها الاحتلال ضد المدنيين في المنطقة؟ وإذا لعب الإسرائيلي بالنار، فالجواب على ارض المقاومة ، وسيسمع العالم صرير الصهاينة ويرى توابيتهم.

وعلى كل الأطراف اللبنانية أن تتحمل مسؤوليتها، وأن يكون لها موقفها الذي نأمل أن يتجلى بوحدة وطنية ووقفة مشتركة في مواجهة العدوان.

وعلى الجيش اللبناني وقيادته حماية لبنان والانتشار على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة لعودة الأمن والسلام والطمأنينة الى جنوب لبنان بالتعاون مع قوات الأمم المتحدة الموكلة بهذا الامر.

الرحمة للشهداء ، والشفاء للجرحى، والتحية لكل من عاد إلى أرضه.

لكم مني ومن كل امرأة يمنية السلام لأرض السلام لبنان حماها الله

اد. نجيبة محمد مطهر مستشار مكتب رئاسة الجمهورية لشؤون المرأة صنعاء 

المصدر: موقع إضاءات الإخباري