ألمانيا توسع قدرة إنتاج الذخيرة عيار 155 ملم عبر شراكة مبتكرة مع ريبكون
أخبار وتقارير
ألمانيا توسع قدرة إنتاج الذخيرة عيار 155 ملم عبر شراكة مبتكرة مع ريبكون
8 شباط 2025 , 14:32 م

تواجه صناعة الدفاع في ألمانيا رغم هيمنة الشركات الكبرى مثل "راينميتال" ضغوطا متزايدة لزيادة إنتاج الذخيرة. أصبح العيار 155 ملم، الذي يُستخدم على نطاق واسع من قبل القوات المسلحة الغربية، أولوية استراتيجية لبرلين، التي تسعى لتجنب الاعتماد المفرط على عدد محدود من الموردين، اختيار شركة "ريبكون" كشريك يعود إلى خبرتها في تصنيع ودمج خطوط الإنتاج الآلية، تعكس هذه الشراكة تنوع مصادر الإمداد ورغبة في تأمين سلاسل الإمداد في ظل التوترات الجيوسياسية الحالية.

ريبكون لاعب رئيسي في إنشاء بنية تحتية لإنتاج الذخيرة

تأسست شركة "ريبكون" التركية تدريجيًا كلاعب رئيسي في مجال إنشاء بنية تحتية لإنتاج الذخيرة، لقد أمنت الشركة بالفعل اتفاقات مماثلة في الولايات المتحدة وباكستان وأذربيجان، مما ساهم في تعزيز القدرات الصناعية لهذه البلدان. يمثل دمج تكنولوجيا "ريبكون" في ألمانيا خطوة هامة نحو توسيع نطاق حضورها الدولي. ستتميز المنشأة المخطط إنشاؤها بمستوى عالٍ من الأتمتة، مما يقلل من تدخل البشر ويضمن أقصى درجات الأمان في عملية تعبئة القذائف، سيساهم هذا التقدم التكنولوجي في تحسين الإنتاج وتلبية أعلى المعايير في صناعة الذخيرة الحديثة.

الاتفاقيات الجديدة لتعزيز القدرة الإنتاجية في ألمانيا

يشمل الاتفاق المبرم أيضا طلبا كبيرا على قذائف 155 ملم، وهو عنصر حاسم بالنسبة لألمانيا، التي تأثرت احتياطياتها من الذخيرة بشكل كبير بسبب الدعم العسكري الواسع الذي قدمته لأوكرانيا، لقد كشفت الحرب المستمرة عن ضعف هيكلي في المخزونات الغربية التي لم تتمكن من مواكبة معدل الإنتاج الروسي، حيث يُقال إن موسكو تنتج حوالي 250,000 قذيفة شهريا، وهو رقم يفوق قدرة الصناعات الغربية مجتمعة، هذا الاختلال في التوازن أدى إلى تأسيس مبادرات مثل "التحالف المدفعي"، الذي يهدف إلى تنسيق وتبسيط المساعدات الذخائرية لأوكرانيا من خلال تكامل جهود الحلفاء لتلبية الاحتياجات العاجلة للقوات الأوكرانية.

تعزيز الخبرات من خلال الاستحواذ على Bowas

مؤخرا عززت "ريبكون" خبرتها من خلال استحواذها على شركة "بوواس"، المتخصصة في تصميم وإنتاج المعدات المستخدمة في تصنيع المواد المتفجرة وإزالة الألغام. تمتلك "بوواس" عمليات في النمسا وإيطاليا وسويسرا ولديها خبرة واسعة في القطاعين العسكري والمدني، مما يمكّن "ريبكون" من تقديم حل شامل يغطي عملية إنتاج الذخيرة بالكامل، من تصنيع العلب المعدنية للقذائف إلى تعبئتها بالمتفجرات المتقدمة. تعزز هذه التكاملات التكنولوجية من قدرة الشركة التركية على المنافسة في السوق العالمية وتتيح لها تقديم حلول محسنّة للصناعات الدفاعية الشريكة.

اتفاقية التعاون لتعزيز القدرة الصناعية في قطاع الأسلحة

المنشأة المخطط إنشاؤها في ألمانيا هي جزء من اتجاه أوسع نحو التعاون الصناعي في قطاع الأسلحة، مع سعي الدول لتعزيز استقلالها الاستراتيجي، يعكس الاتفاق مع "ريبكون" التزاما بتسريع تأسيس قدرات إنتاجية جديدة وتنويع الموردين. في الوقت نفسه، تُكثف برلين جهودها لتعزيز قدراتها العسكرية من خلال زيادة كبيرة في ميزانيات الدفاع والاستثمارات في البنية التحتية الصناعية، تمثل هذه المبادرة خطوة هامة نحو تعزيز قاعدة صناعية أكثر مرونة قادرة على مواجهة التحديات الأمنية الحالية والمستقبلية.

توسيع قدرات الإنتاج في الغرب لتلبية احتياجات الحلفاء الأوروبيين

من خلال هذه التعاون، تتخذ ألمانيا خطوة إضافية نحو إعادة هيكلة صناعة الدفاع لديها وتوسيع تحالفاتها الاستراتيجية، من المتوقع أن يؤدي تعزيز إنتاج قذائف 155 ملم على أراضيها إلى زيادة استقلالها في تزويد الذخيرة وتلبية احتياجات القوات المسلحة الأوروبية بشكل أفضل، مع استمرار الطلب في الارتفاع، خاصة بسبب النزاع في أوكرانيا، فإن بدء تشغيل هذه المنشأة سيساعد في تقليل الاعتماد على سلاسل الإمداد الخارجية وتعزيز القدرة الإنتاجية على نطاق قاري.

حاجة استراتيجية لتعزيز القدرات الإنتاجية الغربية

أصبحت زيادة قدرات الإنتاج الغربية الآن ضرورة استراتيجية، سواء لدعم أوكرانيا في جهودها الحربية أو لضمان الجاهزية العملياتية لجيوش الناتو، في هذا السياق تشكل الشراكة بين "ريبكون" وأحد الشركات الألمانية جزءا من جهد أوسع لتعزيز التآزر الصناعي الأوروبي، استجابةً لاحتياجات إعادة التسلح والتحديات الأمنية التي تفرضها التوترات الجيوسياسية المستمرة.