هل يصمد مع وزارته على ارضية التبني الدولي, على رمال لبنان السياسية المتحركة..؟
مقالات
هل يصمد مع وزارته على ارضية التبني الدولي, على رمال لبنان السياسية المتحركة..؟
علي وطفي
9 شباط 2025 , 22:03 م


رئيس الوزراء اللبناني الجديد "نواف سلام " و ترأس الحكومة في " دولة فاشلة."

البداية كانت في شهر كانون الثاني من العام الحالي الذي حمل قرار خارجي او إنزال مظلي خلف خطوط( العدو )

اي المقاومة أفضى بانتخاب رئيس للبلاد، ، هو قائد الجيش اللبناني الجنرال جوزيف عون ، الذي تربطه علاقات وثيقة مع ممالك الخليج و فرنسا و الولايات المتحدة. تبع ذلك بيومين تكليف رئيس للوزراء بعد ما يقارب السنتين و نصف من الفراغ الرئاسي و بلد بحكومة تصريف اعمال الغير كاملة الوزراء .

هذا الإنزال المظلي الامريكي السعودي و بالتوقيت السياسي الناتج عن التحول الجاري و المحسوب بشكل دقيق بلا ادنى شك ، انتهت العملية المزدوجة الرئاسة و الحكومة في انسيابية برلمانية مبكية مضحكة تجلى ذلك في ان من كان الاكثر رفضا لترشيح العماد جوزيف هون ، انتخبه و أصبحوا مؤيدين بشدة لانتخابه ، هذا التحول المفاجئ لمن يطلقون على انفسهم( نواب الامة) اصبح تقليد من حقبة الوصاية السورية بعد ان كان ضرورة قبل تلك الحقبة.

تم كل ذلك بعد نكسة عسكرية و امنية ضربت تحالف المقاومات و دولتين داعمتين له، أدى لتقلبص نفوذ إحداهما (إيران) و الثانية لم تعد موجودة على الخارطة سياسيا بل انتهت بانقلاب اسرائيلي ,تركي و بريطانيا بغطاء أمريكي( سورية) غير ثوابتها على ما يبدو. و الاخطر بنتيجة هذا الانقلاب اقتُطع جزء من الجغرافيا السورية ، (الحلم الاسرائيلي ، مرصد جبل الشيخ السوري مع حوالي خمسمئة كيلو متر مربع مساحة داخل حدود سورية)، ترافق هذا الاحتلال الجديد مع تسيّد الرئيس ترامب المشهد العالمي.

لمحة مقتضبة

الرئيس الجديد للوزراء نواف سلام، ينحدر من عائلة عريقة لعبت دائما دورا مهما ليس فقط في السياسة اللبنانية ، ولكن في المنطقة يكفي أن نعلم إن جده مثٌل "ولاية بيروت" في البرلمان العثماني في اسطنبول ، و عمه صائب سلام ، شغل منصب رئيس الوزراء. في الثمانينات من القرن الماضي .

لا يخفى على العارفين بان نواف سلام أتى بتكليف من واشنطن و وصاية سعودية ، كما الولايات المتحدة ، ساعدته مع الفرنسيين كثيرا في تشكيل صورة سياسي غير قابل للفساد و مقاتل من اجل مصلحة بلده (لبنان)، و لا يمكن ان يخضع للنفوذ الإيراني و استطرادا لإرادة حزب الله

لكن هذا الدعم لا يكفي كي ينجح في هذه المهمة عليه ،لابد أن يتصف بالحيلة و الحربقة السياسية و لكن هو قاضي..! ، هذا من اهم الشروط لبقائه في اللعبة السياسية اللبنانية حتى يدير سؤون البلاد المرهقة و المتحولة بحسب المزاج الإقليمي و الدولي و العامل المحلي.

اليوم نرى نواف سلام في مرحلة التشكيل يناور و يحاول فرض وزراء لا يعرفهم بعمق وإنما بتوصية ما...!

الملفت في عملية التشكيل أنه يريد توزير خريجين من الجامعة الامريكية و اليسوعية في لبنان و لا حزبيين ،حصراً إلا على من يريد هو شخصياً توزيره ، بكل بساطة ان قوة قراراته واضح ليست من ذاته ، حتما بالاتفاق مع الدول التي فرضته على المسرح الحكومي اللبناني في هذا الظرف ، و إلا من اين له ان يفرض على زعماء اللعبة و الاحزاب اللبنانية القابضين على لبنان منذ عقود.؟

من تاريخ الرجل القريب ...

كان على علاقة مع حزب الله ، كانت وثيقة جدا حتى عام 2005م ثم انتقل الضفة المقابلة و أصبح مؤيدا لتحالف 14 آذار المناهض لسورية و حزب الله" حاله حال معظم سياسي لبنان يراقبون مؤشر بورصة امريكا يصطفون من القوي (لمجد) شخصي و امر خارجي متعدد المصادر فلكل وصيه الخارجي من الطبقة السياسية اللبنانية و أحزابها ،على هذا تأسس الكيان ، استمر وما زال ..!!!

ربما نتيجة هذا التحول في مواقفه تم مكافأته بمنصب مبعوث لبنان لدى الأمم المتحدة ، خلال تواجدها في نيويورك بنى علاقة ممتازة مع نظيرته الأمريكية سوزان رايس ، و منذ ذلك الحين يقوم بالتنسيق مع الولايات المتحدة إلى ان هبط اسمه فجأة وسط متظاهري الشارع المنتفض في ذاك اليوم عندما خرج اللبنانيون في عام 2019م خلال ما سمي ب"ثورة 17 أكتوبر" احتجاجا في العمق على حزب الله و المطالبة بتجريده من سلاحه و (مكافحة الفساد) (يافطة تمويه) ، يومها صرخوا باسم نواف سلام الغائب الحاضر في مفكرة الإدارة الامريكية، مطالبين بعودته ليكون رئيس وزاراء الاصلاح و التغيير يومها و زعيماً لها ، لكن في لبنان انقسام معروف و في المنطقة أيضا بأي حال من الأحوال فلم ينجح آنذاك

اما بصفته رئيسا لمحكمة العدل الدولية ، حضر بين يديه ملف قضية الاتهام ضد إسرائيل بارتكابها إبادة جماعية في غزة و لم يصدر إدانة بحجة انه مازال يدرس ان كان ما قامت به اسرائيل إبادة جماعية ام لا وهذا ما كان مستغرباً. بعد تهديد واشنطن و تل ابيب للمحكمة و أعضائها !!

ربما هذا ما زاد من رصيده عند واشنطن ربما ، تم مكافأته بالمنصب الجديد و ناهيك عن خصومته الواضحة مع حزب الله ، و التي لن تزداد إلا قوة بعد انتخابه لهذا المنصب. و ممارسة عمله وصلاحياته كونه يعتبر كما الكثيرون ان الحزب اصبح ضعيفا .

انتخاب جوزيف عون و نواف سلام هو لاشك انتصار للمعسكر اللبناني المناهض لإيران. المقاومة اي الحلف الذي تحت وصاية واشنطن مباشرة لذلك اعتقد ينتظر لبنان في يوم الاعلان عن اكتمال التشكيلة ، هذا ما اكلته نائبة المبعوث الامريكي شخصيا من قصر الرئاسه في لبنان" مورغان ديان"

بكل صفاقة و وقاحة حتى انها شكرت تل أبيب من نفس المنبر ، لانها هزمت حزب الله عسكريا ، المفارقة ان لم يخرج تعليق واحد من كل سياسيي احزاب لبنانية من كل شلة (السياديين) المفترضين و خصوم المقاومة على تدخلها السافر هذا إنما صمت القبور كالعادة..!،

لكم ان تتخيلوا لو كان من صرح بذلك هو مسؤول إيراني بما يقارب حدة تصريح هذه *الديان مورغان* لأقامواالدنيا في ( لبنان الامريكي) و وسائل اعلامه التي تمول من الامريكيين بشكل غير مباشر على إيران و حلفاء المقاومة وكان مرات اتجاه الايرانيين بعد تصريحات معينة في السابق.

العجيب في السياسة اللبنانية هو سياسيي هذا الكيان الذين يتعاطون بمفهوم السيادة ليس بمقياس وطني، إنما بما يخدم مصالحهم و خوفا على ارصدتهم التي تحدد ماهية السيادة لديهم من جهة اخرى قد يتم تعزيز الجيش اللبناني بعد الانتكاسة العسكرية و تحجيم حركة حزب الله جنوب الليطاني هذا يعني ان تاثيره في حكومة نواف سلام ضئيلا من جهة اخرى هذا المنحى ضد حزب الله ، قد يستشعره الحزب و كأن بنواف سلام يكمل بالاجهاذ على الحزب في السياسة بعد ما قامت به اسرائيل عسكرياً ضده ،هذا الامر خطير و خطير جداً قد يفجر لبنان

فلا يجب أن يغيب عن الأذهان أن دور حزب الله في النظام السياسي اللبناني يتحدد من خلال التوزيع الطائفي للسلطة وإلزامية إعطاء حصص وزارية بمستوى تمثيل الكتل النيابية في مجلس النواب و اي محاولة للاخلال بمعادلة المحاصصة محفوفة بانزلاق الى حرب أهلية متجددة.

اما مع الظروف الشائكة الراهنة قد يوافق على نزع سلاحه

و لو بشكل جزئي، و ربما حتى على الورق ، خفضاً للتوتر و إرضاءا للاعبين المحليين و الدوليين و ضمانات إعادة الإعمار و بمزيد من المشاركة في السياسة اللبنانية ،او ان يتم فتح جبهة سياسية عليه و المغامرة بلبنان من اجل إرضاء امريكا و من يدور في فلكها..

اليوم اكتملت السلطات الثلاثة في النظام مع إعلان تشكيلة الوزارة بقي الدعم المالي و السياسي الثابت للرئيس الجديد و رئيس الوزراء من قبل اللاعبين الخارجين الداعمين لهما ، بمن فيهم الإمارات و السعودية ، سورية الجديدة المضطربة و حتى إسرائيل

قد يكون لدى لبنان فرصة للعودة إلى الحياة الطبيعية ...

ام عملية التفكك و التدهور على كل المستويات تستمر في لبنان و حكما تزدهر أحزابه متفرقة و يزول كنظام .؟ 

المصدر: موقع إضاءات الإخباري