الضغوط الدولية تتصاعد ... و نعيم قاسم يردّ بـ”الرفض الإستراتيجي“
أخبار وتقارير
الضغوط الدولية تتصاعد ... و نعيم قاسم يردّ بـ”الرفض الإستراتيجي“
داني القاسم
5 آب 2025 , 21:57 م

في خطابٍ يحمل رسائل مزدوجة إلى الداخل والخارج، وجّه نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، سلسلة مواقف سياسية وأمنية حاسمة، رافضاً أي طروحات داخلية أو خارجية تقترح جدولة زمنية لنزع سلاح المقاومة، ومحذّراً من تسويات قد تمس جوهر السيادة الوطنية.

كلمة قاسم لم تأتِ في فراغ، بل جاءت في ظل تطورات إقليمية وضغوط دولية متصاعدة، ترافقت مع تسريبات عن مساعٍ أميركية لتسوية أمنية في الجنوب اللبناني، تقوم على انسحاب إسرائيلي محدود مقابل تقليص قدرات حزب الله. غير أن قاسم قطع الطريق على أي محاولة من هذا النوع، مؤكداً أنّ المقاومة ليست ميليشيا هامشية، بل “مكوّن ميثاقي منصوص عليه في اتفاق الطائف”.

وفي معرض حديثه عن اتفاق وقف إطلاق النار، شدّد قاسم على أنّ المقاومة التزمت بتفاهمات ما بعد حرب تموز، في حين خرقت إسرائيل الاتفاق، ولا سيما في الساحة السورية. واللافت في خطابه، أنّه أعاد تثبيت المقاومة كقوة ردع استراتيجية تنسّق مع الدولة ولا تعمل خارجها، محمّلا الأخيرة مسؤولية التقاعس عن تحصين السيادة الوطنية.

وفي موقف لافت، كشف قاسم عن طرح أميركي تم تقديمه للبنان، يتضمن انسحاباً إسرائيلياً من ثلاث نقاط حدودية مقابل تفكيك 50% من البنية القتالية لحزب الله. كما أشار إلى شرط إسرائيلي أكثر تطرفا، نقله رئيس الحكومة الأسبق إيهود باراك، يدعو لنزع السلاح بالكامل، بما في ذلك القنابل اليدوية. وهي طروحات اعتبرها قاسم مرفوضة وتستهدف تحجيم دور الحزب في المعادلة الوطنية.

على الصعيد الداخلي، دعا قاسم إلى الإسراع في إنجاز التحقيق بانفجار مرفأ بيروت، بعيداً عن التسييس والانقسامات الطائفية، مؤكّداً أنّ أي حل في لبنان يجب أن ينبثق من التوافق الداخلي لا من الوصايات أو الإملاءات الخارجية، قائلاً: “الحل لا يُفرَض، بل يُصاغ محلياً”.

وفي ظل التصعيد القائم على الحدود الجنوبية، وجّه قاسم رسالة طمأنة إلى جمهور المقاومة، مؤكداً أنّ الحزب لا يزال بكامل الجهوزية، ويتمتع بالقوة والثبات والإرادة، وأن ثلاثية “الجيش، الشعب، والمقاومة” تبقى صمام الأمان الحقيقي للبنان، لا طروحات نزع السلاح التي تصب في خدمة المصالح الإسرائيلية.

خلاصة الخطاب، كما يُفهم من رسائله المباشرة والضمنية، أن حزب الله ماضٍ في تثبيت معادلة: لا تفريط بالسلاح، لا تسويات مجتزأة، ولا أمن بدون مقاومة. وبينما تستعد الساحة اللبنانية لموجة جديدة من الضغوط والاقتراحات الدولية، يبدو أنّ الحزب يحسم مسبقا: لا خضوع لشروط خارجية، والسيادة ليست موضع مساومة.