تم ذلك حين دخل الارض الحلم يتفقد رعيته و زائرا محافظة السويداء التي شيئا فشيئاً تخرج من كنف الدولة مجبرة بسبب سياسة القتل الممنهج بأمر السلطة التي يفترض هي من تحميها و بقية المناطق وصولا إلى ريف دمشق يلقي التحية و السلام على من يصادف و ربما كان يتفقد جاهزية المراكز الامنية السورية للتعامل مع اي فعل يهدد كيانه الذي يسيطر على الجنوب السوري عمليا.
هذا الممر المفترض الذي شغل الناس و ملأ الدنيا وفي وسائل الاعلام و التواصل الاجتماعي و لم يبقى محلل ، من المحلي إلى السوبر استراتيجي و ما بينهما إلا و تفتقت عبقرية التحليل لديه و أدلى بدلوه في هذا الممر المؤامرة الشيطانية الذي يسعى الاحتلال إلى تنفيذها كي يصل الكيان بالمنطقة ذات الغالبية الكردية و يطل من خلاله على إيران و العراق بأنيابه من هنا جاءت نزهة (كزدورة الرفيق اذرعي)
لنسف كل تلك التحليلات في السياسة و الجغرافية في إنشاء هذا الممر او الشريط.
واضح منذ خروج الرئيس السابق مع أركانه اصبحت سورية ملعب خيل العسكر الاسرائيلي جوا ،ارضا و أمنا بعد ان قام بسحق الجيش السوري بكل إمكانياته و بناه التحتية و التسليحية في كل سوريا شرقا ، غربا ، شمالا و جنوباً حوالي الاسبوع و الصمت يخيم على النظام المؤقت و داعميه ،لا كلمة استنكار خلال العدوان، ثم لاحقا قام نتنياهو بقصف مراكز السيادة السورية في آخر عدوان بقي الحكم المؤقت مصّر يسعى بيديه و أرجله للقاء و طمأنة تل أبيب بعد نيته الرد على عنوانها او حتى تقديم شكوى إلى مجلس الأمن، مع غياب كامل عن السمع بما تفعله عصابة الكيان على الارض السورية يومياَ ، نعود قليلا الى يوم الانقلاب و إيصال جبهة تحرير الشام تحديداً إلى قصر الشعب جاء بيانها الاول على لسان قائدها : "عدونا المشترك مع تل ابيب هو إيران و حزب الله هذا كله لم يغفر او يردع نتنياهو عن تدمير مقومات و رموز السيادة من قصر الرئاسة إلى وزارة الدفاع و هيئة الاركان العامة و في نفس الوقت تدور الاجتماعات و اللقاءات المباشرة و رسائل بالواسطة من كل الانظمة العربية و الإقليمية الراعية للسلطة المؤقتة .
اعتقد ان اليوم نجح نتنياهو بتحويل ما كان يسمى "ممر داوود" إلى "سورية داوود" عمليا ، من الواضح ان لا شيء و لا احد يمنعه من توسيع ما كان "ممراً" شمالا الى الحدود الادارية العاصمة السلطة المؤقتة (الاموية) دمشق و هو ما تقوم به يوميا وعلى الارض الطغمة الحاكمة في تل ابيب .
نذكر منذ بدء الحرب على سورية الى قبل ثمانية اشهر كان كل إعلام العرب يسخر و يتهكم على النظام السابق و انا منهم عند عباره العالمية "سوف نرد بالمكان و الزمان المناسبتين " مقابل تصرف سلطة الامر الواقع اليوم و كم يحز في القلب هذا الحال التي وصلت إليه البلاد", حيث يتم بيعها جملة و المفرق .
كانت الخطة من البداية كانت تسليم الشام و ما يجري كان يسير وفق السيناريو المرسوم اعتقد و لا يوجد مكان للشك ، ان اتفاق تقسيم الكعكة ما بين انقرة و تل ابيب برعاية العراب من ما وراء المحيط ، إما اردوغان الذي ضرب على صدره متكفلا بالدفاع و حماية وحدة و استقرار سورية بعد تنصيب جماعته ، لكن كما عرفناه هو زعيم معارك القنابل الصوتية كما العادة و لا زلنا لليوم ننتظر جيش محمد مع اهل غزة بينما دمشق على مرمى حجر من قصر السلطان ،اليوم مع تغير المعادلات بدا يشعر انه يخسر طموحاته و اطماعه ، فما كان منه الا الإستنجاد بموسكو (المحتلة ) التي دمرت البيوت و نصف حلب و اعادتها الى الشرعية سابقا هي مواقف و ايديلوجية الفصائل المسلحة التي استلمت الحكم اليوم و تلتقي مع هذا (المحتل) في عاصمته ..! و قرار أرسل اردوغان وزير خارجية ولاية شام شريف (الحلم) هم نفسهم قادة تلك الفصائل التكفيرية و ( الثوار) ، إلى موسكو للدعم و تطبيع العلاقات معها وفق شروطها ، هذا للتذكير لا غير..! .
يبدو ان موسكو الوحيدة التي على علاقة جيدة مع قوى الامر الواقع في سورية و خصوصا قسد و مسد و الساحل مع السويداء ، هنا قد يبرز محورها مع الإمارات ، مصر و ربما العراق و ليست إيران ببعيدة، مقابل تركيا قطر و الحلفاء و الجدد منهم.
إذا الجميع اليوم يراقب و ينتظر التوافقات على تحديد مناطق النفوذ مع التحضير للمعركة الفاصلة إما في السياسة او القتال اي بالدم في حال انفلات الامور على كامل الجغرافية السورية فالكل يعد عدته و هنا قد يكون لعدد كبير من جنود و ضباط الجيش السابق في لبنان دوراً كثير الاهمية بالتنسيق مع الضاحية الجنوبية التي هي بدورها تتطلع إلى حمص وصولا إلى الساحل السوري لحماية البقاع .
من هذا الواقع الحالي يمكن التركيز ان السلطة الحالية في دمشق دورها الوظيفي ينحصر بالامور المحلية الادارية و الامنية و تفتيت نسيج المجتمع السوري من خلال ممارستها اليومية فلا سياسة خارجية ، فهي بيد الدول الإقليمية و الدولية و
الاكيد ان الصراع على سورية بدأ يسخن و المعركة الجدية لم تبدأ بعد ، معركة رسم معالم العالم إقتصاديا و رسم الخطوط الحمر الجديدة انطلاقا من هنا و التي سوف تحدد موازين القوى و النفوذ لقرن قادم اما مصير"داوود" بكل اشكاله يقع على عاتق السوريون حصريا في تلك المنطقة و انتفاضتهم المسلحة لتحرير جنوب سورية و دفن حلم اسرائيل الكبرى.
الخلاصة - إن صح شيء مما تم نقله لنا عبر التاريخ من احداث ، فالثابت ان نهاية الإمبراطوريات او صعودها يتحدد في دمشق الشام.