ظهور أفيخاي اذرعي الاخير يغلق ملف
مقالات
ظهور أفيخاي اذرعي الاخير يغلق ملف "ممر داوود" المضيق.
4 آب 2025 , 21:57 م

تم ذلك حين دخل الارض الحلم يتفقد رعيته و زائرا محافظة السويداء التي شيئا فشيئاً تخرج من كنف الدولة مجبرة بسبب سياسة القتل الممنهج بأمر السلطة التي يفترض هي من تحميها و بقية المناطق وصولا إلى ريف دمشق يلقي التحية و السلام على من يصادف و ربما كان يتفقد جاهزية المراكز الامنية السورية للتعامل مع اي فعل يهدد كيانه الذي يسيطر على الجنوب السوري عمليا.

هذا الممر المفترض الذي شغل الناس و ملأ الدنيا وفي وسائل الاعلام و التواصل الاجتماعي و لم يبقى محلل ، من المحلي إلى السوبر استراتيجي و ما بينهما إلا و تفتقت عبقرية التحليل لديه و أدلى بدلوه في هذا الممر المؤامرة الشيطانية الذي يسعى الاحتلال إلى تنفيذها كي يصل الكيان بالمنطقة ذات الغالبية الكردية و يطل من خلاله على إيران و العراق بأنيابه من هنا جاءت نزهة (كزدورة الرفيق اذرعي)

لنسف كل تلك التحليلات في السياسة و الجغرافية في إنشاء هذا الممر او الشريط.

واضح منذ خروج الرئيس السابق مع أركانه اصبحت سورية ملعب خيل العسكر الاسرائيلي جوا ،ارضا و أمنا بعد ان قام بسحق الجيش السوري بكل إمكانياته و بناه التحتية و التسليحية في كل سوريا شرقا ، غربا ، شمالا و جنوباً حوالي الاسبوع و الصمت يخيم على النظام المؤقت و داعميه ،لا كلمة استنكار خلال العدوان، ثم لاحقا قام نتنياهو بقصف مراكز السيادة السورية في آخر عدوان بقي الحكم المؤقت مصّر يسعى بيديه و أرجله للقاء و طمأنة تل أبيب بعد نيته الرد على عنوانها او حتى تقديم شكوى إلى مجلس الأمن، مع غياب كامل عن السمع بما تفعله عصابة الكيان على الارض السورية يومياَ ، نعود قليلا الى يوم الانقلاب و إيصال جبهة تحرير الشام تحديداً إلى قصر الشعب جاء بيانها الاول على لسان قائدها : "عدونا المشترك مع تل ابيب هو إيران و حزب الله هذا كله لم يغفر او يردع نتنياهو عن تدمير مقومات و رموز السيادة من قصر الرئاسة إلى وزارة الدفاع و هيئة الاركان العامة و في نفس الوقت تدور الاجتماعات و اللقاءات المباشرة و رسائل بالواسطة من كل الانظمة العربية و الإقليمية الراعية للسلطة المؤقتة .

اعتقد ان اليوم نجح نتنياهو بتحويل ما كان يسمى "ممر داوود" إلى "سورية داوود" عمليا ، من الواضح ان لا شيء و لا احد يمنعه من توسيع ما كان "ممراً" شمالا الى الحدود الادارية العاصمة السلطة المؤقتة (الاموية) دمشق و هو ما تقوم به يوميا وعلى الارض الطغمة الحاكمة في تل ابيب .

نذكر منذ بدء الحرب على سورية الى قبل ثمانية اشهر كان كل إعلام العرب يسخر و يتهكم على النظام السابق و انا منهم عند عباره العالمية "سوف نرد بالمكان و الزمان المناسبتين " مقابل تصرف سلطة الامر الواقع اليوم و كم يحز في القلب هذا الحال التي وصلت إليه البلاد", حيث يتم بيعها جملة و المفرق .

كانت الخطة من البداية كانت تسليم الشام و ما يجري كان يسير وفق السيناريو المرسوم اعتقد و لا يوجد مكان للشك ، ان اتفاق تقسيم الكعكة ما بين انقرة و تل ابيب برعاية العراب من ما وراء المحيط ، إما اردوغان الذي ضرب على صدره متكفلا بالدفاع و حماية وحدة و استقرار سورية بعد تنصيب جماعته ، لكن كما عرفناه هو زعيم معارك القنابل الصوتية كما العادة و لا زلنا لليوم ننتظر جيش محمد مع اهل غزة بينما دمشق على مرمى حجر من قصر السلطان ،اليوم مع تغير المعادلات بدا يشعر انه يخسر طموحاته و اطماعه ، فما كان منه الا الإستنجاد بموسكو (المحتلة ) التي دمرت البيوت و نصف حلب و اعادتها الى الشرعية سابقا هي مواقف و ايديلوجية الفصائل المسلحة التي استلمت الحكم اليوم و تلتقي مع هذا (المحتل) في عاصمته ..! و قرار أرسل اردوغان وزير خارجية ولاية شام شريف (الحلم) هم نفسهم قادة تلك الفصائل التكفيرية و ( الثوار) ، إلى موسكو للدعم و تطبيع العلاقات معها وفق شروطها ، هذا للتذكير لا غير..! .

يبدو ان موسكو الوحيدة التي على علاقة جيدة مع قوى الامر الواقع في سورية و خصوصا قسد و مسد و الساحل مع السويداء ، هنا قد يبرز محورها مع الإمارات ، مصر و ربما العراق و ليست إيران ببعيدة، مقابل تركيا قطر و الحلفاء و الجدد منهم.

إذا الجميع اليوم يراقب و ينتظر التوافقات على تحديد مناطق النفوذ مع التحضير للمعركة الفاصلة إما في السياسة او القتال اي بالدم في حال انفلات الامور على كامل الجغرافية السورية فالكل يعد عدته و هنا قد يكون لعدد كبير من جنود و ضباط الجيش السابق في لبنان دوراً كثير الاهمية بالتنسيق مع الضاحية الجنوبية التي هي بدورها تتطلع إلى حمص وصولا إلى الساحل السوري لحماية البقاع .

من هذا الواقع الحالي يمكن التركيز ان السلطة الحالية في دمشق دورها الوظيفي ينحصر بالامور المحلية الادارية و الامنية و تفتيت نسيج المجتمع السوري من خلال ممارستها اليومية فلا سياسة خارجية ، فهي بيد الدول الإقليمية و الدولية و

الاكيد ان الصراع على سورية بدأ يسخن و المعركة الجدية لم تبدأ بعد ، معركة رسم معالم العالم إقتصاديا و رسم الخطوط الحمر الجديدة انطلاقا من هنا و التي سوف تحدد موازين القوى و النفوذ لقرن قادم اما مصير"داوود" بكل اشكاله يقع على عاتق السوريون حصريا في تلك المنطقة و انتفاضتهم المسلحة لتحرير جنوب سورية و دفن حلم اسرائيل الكبرى.

الخلاصة - إن صح شيء مما تم نقله لنا عبر التاريخ من احداث ، فالثابت ان نهاية الإمبراطوريات او صعودها يتحدد في دمشق الشام.

المصدر: موقع إضاءات الإخباري
الأكثر قراءة أنشودة يا إمامَ الرسلِ يا سندي, إنشاد صباح فخري
أنشودة يا إمامَ الرسلِ يا سندي, إنشاد صباح فخري
هل تريد الاشتراك في نشرتنا الاخباريّة؟
شكراً لاشتراكك في نشرة إضآءات
لقد تمت العملية بنجاح، شكراً