عبد الحميد كناكري خوجة : وانتصرت الثورة الإسلامية لإيران على شاه الذل والعمالة والهوان
مقالات
عبد الحميد كناكري خوجة : وانتصرت الثورة الإسلامية لإيران على شاه الذل والعمالة والهوان

اليوم الوطني للجمهورية الإسلامية الإيرانية

فلنقلب صفحات التاريخ لهذا البلد العتيق العريق (إيران) المكتوب إسمه بالزمرد والعقيق والريحان بلد المسك والعنبر والزعفران.. بلد الحضارات الضاربة في جذور التاريخ بلد أهدى البشرية علماء أمخاخ عقول أدمغة مبدعين بارعين مبتكرين تلاقحت حضارته العريقة مع باقي الحضارات لتنجب إبتكارات وابداعات واختراعات أذهلت وأدهشت العالم (إطلعوا على تاريخ إيران)

أحدثكم اليوم عن مناسبة إنتصار الثورة المظفرة لهذا البلد تلك الثورة التي قلبت الموازين وأعادت للشعب الإيراني الشقيق عزته وكرامته ووحدته..

تلك الثورة التي قادها آية الله الخميني أسكن الله روحه الطاهرة الفردوس الأعلى..

يطلق على هذا اليوم باليوم الوطني لإيران ويعد بمثابة يوم عطلة وطنية رسمية في جميع أنحاء البلاد والذي يسمى بالفارسية ( روز جمهورى اسلامى ايرانى) هو يوم 12 في التقويم الهجري الشمسي لهذا البلد..

كم يبدو شعورا جميلا حين الإنغماس في ثقافة هذا البلد المتمدن العتيق العريق..

اليوم الوطني لإيران حيث إندلعت المظاهرات ضد نظام الشاه البائد الذي رهن نفسه ومصالح إيران وشعبها لحكومة الشيطان الأكبر ومد يد المصافحة لحكومة الكيان المحتل لفلسطين وافتتح سفارتين في طهران لكلا البلدين الإستكباريين حيث بدأت المظاهرات الشعبية الواسعة بتاريخ الواحد من أكتوبر سنة 1977ضد هذا الشاه المستبد لتشمل معظم المدن الإيرانية مطالبة بإسقاط هذا الحكم الملكي الدكتاتوري واستبداله بحكم جمهوري ديموقراطي شعبي إنتخابي حيث شاركت العديد من المنظمات اليسارية واليمنية والحركات الطلابية الإيرانية إضافة لمشاركة الإيديولوجيات المختلفة في هذه الثورة على غرار الإشتراكيين الليبراليين والقوميين... وتوسعت تلك المظاهرات لتكسب تأيد كل العناصر العلمانية والدينية واشتدت في يناير 1978 حيث غادر الشاه على أثرها مدحورا خائبا مهزوما إلى المنفى في الواحد من فبراير 1979 تاريخ إنتصار الثورة المظفرة التي قادها كما ذكرنا روح الله الخميني قدس الله سره الذي تحمل وطأة المنفى ل 14 عام قضاها في سبيل إعلاء كلمة الشعب ودفاعا عنه والذي تلقى ترحيبات الملايين من أبناء هذا الشعب الشقيق حين عودته وتوليه لقيادة البلاد بعد إنهيار الحكم الملكي البائد..

بعد شهرين فقط من انتصار الثورة أجرت الحكومة الجديدة إستفتاء شاركت به جميع فئات الشعب لتتحول بعدها الدولة البهلولية المرهونة للمصالح الإستعمارية إلى جمهورية إسلامية هذا الإستفتاء الذي نتج عنه نسبة 98 % 100 من أصوات الشعب الذي أيد وصوت لإقامة جمهورية العدل والتحابب والتقارب وتحقيق رغبات أبناء ومواطني إيران بشتى المكونات والأطياف والنسج والأعراق..

حيث يعد معلوما لدى الجميع أن الشاه المخلوع محمد رضى بهلوي كان قد شرع الأبواب على مصراعيها للتواجد الإستعماري الإستكباري الطامع بالإستيلاء على ثروات الشعب الإيراني وترويج ثقافة الإنحلال الأخلاقي والفساد وجعل إيران تابعة وخاضعة للمصالح الإستعمارية الامريكية والغربية نهب وهرب أيضا هذا الشاه المخلوع أموال وثروات وذهب وكنوز إيران مودعا إياها في بنوك بريطانية أمريكية وغربية إلى وقت كتابة هذه السطور..

ومنذ ذلك الحين إلى وقتنا الراهن لم تفتر همة الحكومة الإيرانية وبقيادة المرشد الأعلى للثورة الإسلامية سماحة السيد آية الله على أكبر خامنئي عن دعم القضايا المحقة والعادلة وفي مقدمتها قضية المسجد الأقصى والأراضي المحتلة هذا الدعم المتنوع الذي كان سببا أساسيا في انتصار المقاومة الفدائية الفلسطينية المطالبة بالتحرر والإنعتاق من نير المحتل الغاصب على الرغم من فاتورة غالية عالية قدمتها إيران في سبيل مناصرتها ووقوفها ودفاعها عن قضايا المسلمين العادلة حتى في جميع أنحاء العالم حيث تحملت ومنذ انتصار ثورتها مالا تقدر على حمله الجبال من تطبيق حصار جائر عليها وفرض حرب ظالمة عليها إستمرت لثماني سنوات من قبل حكومة نظام مخلوع لدولة عربية جارة إضافة للمساعي التي لاتزال قائمة تهدف إلى زعزعة أمنها الوطني وتلطيخ وتشويه سمعتها من خلال أبواق الأعلام العميل المأجور وعلى الرغم من كل هذه التكالبات إستطاعت هذه الدولة من النهوض والتحول إلى دولة عظمى يحسب لها ألف حساب بفضل الله أولا وبفصل وحدة وتلاحم شعبها العظيم وبفضل السياسة الرشيدة والحكيمة المتبعة من قبل أصحاب القرار بها وفي مقدمتهم سماحة السيد المرشد الأعلى لثورتها الإسلامية... وفي نهاية مقالتي هذه اتقدم بأحر التهاني والتبريكات للأمة الإسلامية جمعاء للأشقاء في إيران شعبا وحكومة راجيا من المولى سبحانه أن يحفظ هذا البلد ويبارك به ويجنبه كيد الكائدين وحقد الحاقدين ويحقق طموحات شعبه العظيم وحكومته الرشيدة وقيادته السديدة..

المصدر: موقع إضاءات الإخباري