نجح باحثون يابانيون في اكتشاف أن  العلاج بالخلايا الجذعية الوسيطة (MSC) يمكن أن يعزز خلايا T التنظيمية مع تقليل الخلايا الالتهابية TH1 و TH17، تشير هذه النتائج إلى أن الخلايا الجذعية الوسيطة قد تكون علاجا واعدا للوقاية من مضاعفات التهاب العين الناتج عن مرض الطُعْم مقابل المُضيف (GVHD)، مما يوفر بديلاً آمنا للأدوية التقليدية.

ما هو مرض الطُعْم مقابل المُضيف (GVHD)؟

يعد GVHD أحد المضاعفات الشائعة والخطيرة لزراعة الخلايا الجذعية، حيث تهاجم الخلايا المناعية للمتبرع أنسجة المتلقي، مما يؤدي إلى التهابات مزمنة وتلف قرنية العين، وقد يصل الأمر إلى فقدان البصر.

عادةً ما يتم علاج التهاب العين الناتج عن GVHD باستخدام الكورتيكوستيرويدات، إلا أن هذه العلاجات قد تسبب آثارا جانبية خطيرة مثل الجلوكوما (المياه الزرقاء) ومضاعفات أخرى تحد من فعاليتها على المدى الطويل.

دور الخلايا الجذعية الوسيطة في علاج GVHD العيني

تُعرف الخلايا الجذعية الوسيطة (MSCs) بقدرتها على تنظيم المناعة وتحفيز إصلاح الأنسجة، مما يجعلها خيارا مثاليا للعلاجات التجديدية، أظهرت دراسات عديدة أن MSCs البشرية قد تساعد في علاج الأمراض الالتهابية، لكن إمكانياتها الحقيقية في علاج GVHD العيني لا تزال قيد البحث.

دراسة جديدة تقدم أملاً لعلاج GVHD العيني

في دراسة حديثة أجراها د. شيغيتو شيمورا وروبرت إم. روش من جامعة فوجيتا الصحية وجامعة كيو اليابانية، اقترح الباحثون علاجا مبتكرا لـ GVHD العيني باستخدام الخلايا الجذعية المشتقة من الأنسجة الدهنية (adMSCs)، نُشرت نتائج الدراسة في مجلة The Ocular Surface، حيث أظهرت قدرة adMSCs على تقليل الالتهاب وتعزيز التئام الأنسجة.

آلية العلاج بالخلايا الجذعية

استخدم الباحثون فئران مصابة بـ GVHD العيني لقياس تأثير حقن الخلايا الجذعية الوسيطة المشتقة من الأنسجة الدهنية (adMSCs).

تمت حقن adMSCs في الأنسجة حول العين لمرة واحدة فقط.

بعد ثلاثة أسابيع، لوحظ ارتفاع في خلايا T التنظيمية وانخفاض ملحوظ في الالتهابات.

ساعد الوسط السائل المحيط بـ adMSCs في تعزيز هجرة الخلايا وتكاثرها، مما يدعم عملية التجديد الخلوي.

تلاشت الخلايا المحقونة تلقائيا خلال أسبوع واحد، مما قلل من مخاطر تكوين الأورام أو المضاعفات طويلة الأمد.

مستقبل واعد لعلاج التهابات العين بالخلايا الجذعية

يؤكد د. شيمورا أن النتائج أظهرت فائدة مزدوجة لـ adMSCs، حيث تعمل على:

✔ تثبيط الالتهاب

✔ تعزيز شفاء الأنسجة

وأضاف:

"هذا يجعلها خيارا واعدا لعلاج اضطرابات العين المناعية دون التسبب في آثار جانبية جهازية."

تُبرز هذه النتائج إمكانية استخدام حقن adMSC كعلاج مستهدف ومحلي للالتهابات العينية الناتجة عن GVHD. على عكس العلاجات الجهازية، يبقى تأثير adMSCs محصورا في سطح العين، مما يقلل من المخاطر المرتبطة بالعلاجات التقليدية.

يختتم د. شيمورا حديثه قائلاً:

"نتائجنا تعزز من سلامة وفعالية علاج adMSCs، مما يمهد الطريق لتجارب سريرية على البشر."

تأثير العلاج بالخلايا الجذعية على مستقبل الطب التجديدي

مع خصائصها المناعية والتجديدية، قد توفر adMSCs أملا جديدا لمرضى GVHD العيني وغيرهم ممن يعانون من أمراض التهابية مزمنة في العين. لكن لا تزال هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث حول الجرعات المثلى وأساليب إيصال العلاج لتحقيق أفضل النتائج العلاجية.

تمثل هذه الدراسة نقلة نوعية في علاج GVHD العيني، مما يمنح الأمل لملايين المرضى حول العالم، من خلال تطوير علاجات تعتمد على الخلايا الجذعية، يمكننا تحسين حياة المرضى وتوفير بدائل آمنة وأكثر فعالية مقارنة بالعلاجات التقليدية.