نشرت مجلة Stroke نتائج دراسة أجراها المركز الطبي الجامعي في أوترخت، تمنح الأمل لآلاف العائلات حول العالم، تركز البحث على السكتة الدماغية المحيطة بالولادة، وهي تلف دماغي يحدث قبل أو أثناء أو بعد الولادة بفترة قصيرة، وغالباً ما يؤدي إلى الشلل الدماغي، واضطرابات الحركة المزمنة، بالإضافة إلى الصرع ومشكلات في البصر.
تجربة PASSIoN: تدخل مبكر بقطرات أنفية من الخلايا الجذعية
في إطار دراسة PASSIoN، تلقى عشرة أطفال حديثي الولادة جرعة واحدة من الخلايا الجذعية الميزنكيمية على شكل قطرات أنفية خلال الأسبوع الأول من حياتهم، أثبت هذا الأسلوب أمانه تماماً، إذ لم تُسجَّل أي آثار جانبية مرتبطة بالعلاج خلال عامين من المتابعة.
الأكثر إثارة أن غالبية هؤلاء الأطفال أظهروا تطوراً أفضل من المتوقع:
بدأوا المشي قبل أقرانهم ممن لديهم إصابة مشابهة.
لم يعانوا من مشكلات في الرؤية أو نوبات صرع.
حجم فقدان أنسجة لدماغ كان أقل من المتوقع.
تحسن ملحوظ في الوظائف الحركية
أظهرت النتائج أن اثنين فقط من الأطفال أصيبوا بشكل خفيف من الشلل الدماغي، وهو معدل أقل بكثير من النسبة المعتادة (50–70%) في الحالات المماثلة، ويُذكر أن جميع المشاركين كان لديهم ضرر في المسارات الحركية، وهو ما يرتبط عادةً بنسبة إصابة تتجاوز 80%.
خطوة نحو اعتماد العلاج كإجراء قياسي
حتى الآن، ركزت دراسة PASSIoN على تقييم الأمان، لكن المرحلة المقبلة ستكون عبر تجربة موسعة باسم iSTOP-CP، المقرر انطلاقها عام 2026، ستشمل هذه الدراسة 162 طفلاً حديث الولادة ممن تعرضوا لسكتة دماغية أو نقص حاد في الأكسجين، حيث سيتم إعطاؤهم إما العلاج بالخلايا الجذعية أو دواء وهمي، مع متابعة نموهم حتى عمر السنتين وتقييم النتائج الطبية والاقتصادية.
آفاق جديدة لعلاج إصابات الدماغ
بحسب البروفيسورة كورا نيبور، فإن هذا الإنجاز هو ثمرة سنوات طويلة من الأبحاث المخبرية، وإذا ثبتت فعاليته، فقد يصبح العلاج بالخلايا الجذعية عبر القطرات الأنفية معياراً جديداً لعلاج إصابات الدماغ عند حديثي الولادة، مانحاً فرصة لحياة طبيعية لمن كانوا يعتبرون حالات ميؤوساً منها.
استخدامات الخلايا الجذعية تتجاوز طب الأطفال
لا يقتصر دور الخلايا الجذعية على إصابات الدماغ الولادية، بل يمتد ليشمل علاج السكتات الدماغية، والسكري، والسرطان، والعديد من الأمراض المزمنة، مما يجعلها أحد أعمدة الطب التجديدي في المستقبل.