نجح فريق علمي في تحقيق تقدم كبير في مجال طب الأسنان من خلال تطوير أسنان مهندسة حيوياً باستخدام مزيج من الخلايا البشرية والخنزيرية، هذا الإنجاز الذي تحقق في كلية طب الأسنان بجامعة تافتس قد يفتح آفاقاً جديدة في تقديم بدائل طبيعية وفعالة للأسنان المفقودة، مما يشكل ثورة في هذا المجال الطبي.

تحديات فقدان الأسنان والحلول التقليدية

من المعروف أن فقدان الأسنان اللبنية يؤدي إلى نمو أسنان دائمة مكانها، ولكن عند فقدان الأسنان الدائمة، فإن الخيارات المتاحة عادةً تشمل أطقم الأسنان، أو الغرسات المصنوعة من التيتانيوم، أو في بعض الأحيان ترك الفراغ، ومع ذلك لا توفر هذه الحلول البدائل الطبيعية أو الأنسجة الحية للأسنان المفقودة.

خطوة جديدة نحو استبدال الأسنان بأسطح حية

تمكن الباحثون في جامعة تافتس من تنمية أسنان حيوية باستخدام مزيج من خلايا أسنان بشرية وخلايا أسنان خنازير، مما يعزز آمال تطوير بديل حيوي للأسنان يختلف تماماً عن الغرسات التقليدية، أُجريت التجارب على خنازير يوكاتان الصغيرة، حيث أظهرت النتائج أن الأنسجة المهندسة حيوياً شكلت هياكل شبيهة بالأسنان بعد نموها في الفكين التجريبيين.

تفاصيل التقنية الجديدة

حسب دراسة نشرت في مجلة Stem Cells Translational Medicine، تم زرع أنسجة مهندسة حيوياً في فكوك خنازير صغيرة، حيث نمت هذه الأنسجة لتتكون منها هياكل شبيهة بالأسنان، وقد أكد الباحثان ويبو تشانغ وباميلا يليك من جامعة تافتس أن هذه التقنية تمثل قفزة كبيرة مقارنة بالغرسات التي تُستخدم حالياً في طب الأسنان.

في هذه التجربة، قام الباحثان باستخراج خلايا مينا الأسنان من الخنازير وخلايا لب الأسنان البشرية، بالإضافة إلى خلايا بشرية أخرى، ثم تم زرعها على هيكل داعم قابل للتحلل، مصنوع من أجزاء أسنان الخنازير، بعد فترة من النمو التي تراوحت بين شهرين إلى أربعة أشهر، أظهرت الأنسجة تشكلاً يشبه الأسنان، بما في ذلك طبقات صلبة مماثلة لـ العاج والملاط.

النتائج والتوقعات المستقبلية

بعد انتهاء فترة النمو، لاحظ الباحثون تشكيل أنسجة شبيهة بالأسنان، ما يعزز الآمال في إمكانية تطوير أسنان حيوية قابلة للاستخدام البشري في المستقبل، ورغم أن هذه الأسنان لم تكتمل بشكل كامل بعد، إلا أن الباحثين متفائلون بأنهم سيتمكنون في المستقبل من إنتاج بديل بيولوجي وظيفي للأسنان الذي يمكن أن يكون بديلاً فعالاً للأشخاص الذين يحتاجون إلى استبدال أسنانهم المفقودة.

التحديات المستقبلية والمزيد من البحث

في حديثها إلى MIT Technology Review، أكدت باميلا يليك أن البحث لا يزال في مراحل مبكرة وأن هناك حاجة إلى مزيد من التجارب والتطوير قبل أن تصبح هذه التقنية بديلاً فعالاً للأسنان الطبيعية، ومع ذلك فإن هذه الدراسة تساهم في توسيع حدود الهندسة الحيوية، حيث تسعى العديد من الدراسات حول العالم إلى إنشاء بدائل أفضل للأعضاء والأنسجة، مما يوفر حلولاً صحية تفوق المواد الصناعية المؤقتة والانتظار الطويل للحصول على متبرعين.

بداية عصر جديد في طب الأسنان

على الرغم من أن هذه التقنية تحتاج إلى المزيد من البحث والتطوير، فإن تنمية أسنان حيوية باستخدام خلايا بشرية وخنزيرية تفتح آفاقا جديدة في طب الأسنان، وتعد بداية لمرحلة جديدة قد تساهم في حل مشكلة فقدان الأسنان بشكل طبيعي وفعال.