أظهرت دراسة جديدة أن المواليد الجدد يصبحون أكثر عرضة للإصابة بالأمراض إذا تعرضت أمهاتهم للتلوث الهوائي خلال فترة الحمل، توصلت الدراسة إلى أن تعرض المرأة الحامل للتلوث الهوائي في الشهر الأخير من الحمل يمكن أن يزيد من احتمالية حاجة المولود إلى دخول وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة (NICU).
تأثير التلوث بجزيئات دقيقة وغازات ضارة على المولود
وفقا للنتائج المنشورة في مجلة Scientific Reports، تبين أن تعرض الأم لمستويات مرتفعة من غاز ثاني أكسيد النيتروجين، الذي يُنتج عن احتراق الوقود الأحفوري في السيارات ومحطات الطاقة، يزيد من احتمال احتياج المولود إلى علاج في NICU بنسبة تتراوح بين 30% إلى 35%. كما أظهر البحث أن التعرض لجزيئات دقيقة هوائيّة يزيد من احتمالية حاجة الطفل إلى العلاج في NICU بنسبة تتراوح بين 11% و22%، هذه الجزيئات توجد في العوادم الناتجة عن السيارات ودخان الحرائق البرية.
أهمية حماية الحوامل من التلوث الهوائي
قال الباحث يواني فيري، الباحث ما بعد الدكتوراه في قسم علم الأوبئة والصحة البيئية بجامعة بوفالو، "تُبرز نتائجنا التأثير الحرج للتلوث الهوائي في الأسابيع الأخيرة من الحمل، وهي فترة يكون فيها الجنين أكثر عرضة للتأثر، وتُؤكد أهمية معالجة التعرض للتلوث الهوائي، حتى عند المستويات المنخفضة."
البيانات المستخدمة في الدراسة وتحليل المخاطر
استندت الدراسة إلى مقارنة بيانات الولادات لعام 2018 مع بيانات الأقمار الصناعية التي تتتبع مستويات التلوث الهوائي في جميع أنحاء الولايات المتحدة، أظهرت الدراسات السابقة بالفعل ارتباط التلوث الهوائي بمضاعفات الحمل مثل العيوب الخلقية، الولادة المبكرة، وتغير نمو الجنين، ومع ذلك تظهر هذه الدراسة الجديدة أن التأثيرات في الرحم قد تكون مهددة لحياة المولود.
التفاوت الجغرافي والموسمي لمخاطر التلوث
وجد الباحثون أن المخاطر المرتبطة بتعرض الأم لثاني أكسيد النيتروجين كانت أعلى في مناطق الغرب الأوسط ومنطقة البحر الأوسط الأطلسي، أما التلوث بجزيئات دقيقة، فقد كان تأثيره متغيرًا حسب الفصول، ولكن ظل موجودا في الساحل الغربي وجنوب شرق الولايات المتحدة. كان الصيف هو الأكثر خطرًا من حيث التلوث بالجزيئات الدقيقة، بينما كانت المخاطر في الشتاء أعلى في الشمال الشرقي.
تم أيضا اختبار تأثير التلوث بالأوزون، لكن لم يتم العثور على أي ارتباط بين تعرض الأم لهذا التلوث واحتياج الطفل إلى علاج في NICU، إلا خلال الصيف.
الدعوة إلى تقليل التلوث وتحسين جودة الهواء
قال فيري: "على الرغم من أن نتائجنا ليست سببية ولا يمكننا استنتاج علاقة مباشرة، فإنها تدعم المبادرات المحلية والوطنية التي تهدف إلى تقليل التلوث الهوائي وتحسين جودة الهواء. مثل هذه الجهود يمكن أن تعود بالفائدة على النساء الحوامل من خلال تقليل تعرضهن للملوثات الضارة وتقليل المخاطر الصحية المتعلقة بالمواليد."
