كشفت دراسة حديثة أن حوالي ثلثي الأمريكيين لا يحصلون على مقدار النوم المناسب، مما يعرض صحتهم للخطر، وأشارت النتائج إلى أن الأشخاص الذين لا ينامون بين 7 و9 ساعات يوميا يواجهون زيادة بنسبة 29% في خطر الوفاة المبكرة لأي سبب.
نُشرت الدراسة في JAMA Network Open بتاريخ 27 فبراير 2025، وأكد فريق البحث بقيادة كيلسي فول، الأستاذة المساعدة في علم الأوبئة بجامعة فاندربيلت، أن عدم انتظام أنماط النوم على مدى خمس سنوات قد يزيد من خطر الوفاة بسبب جميع الأسباب، بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية.
كيف يؤثر النوم على الصحة؟
قام الباحثون بتحليل بيانات النوم والصحة لـ 47,000 شخص تتراوح أعمارهم بين 40 و79 عاما، حيث تم تسجيل بيانات المشاركين بين عامي 2002 و2009، واستُكملت المتابعة بين عامي 2008 و2013.
تم تصنيف المشاركين إلى مجموعات بناءً على "مسار النوم" لديهم، أي التغيرات التي طرأت على أنماط نومهم خلال فترة الدراسة على سبيل المثال:
المسار الطويل-القصير: نام المشاركون لفترات طويلة في البداية ولكن قلت ساعات نومهم لاحقًا.
المسار القصير-الطويل: بدأ المشاركون بساعات نوم قليلة ثم زادت لاحقا.
المسار الطويل-الطويل: ظل المشاركون يحصلون على فترات نوم طويلة طوال الدراسة.
وأظهرت النتائج أن 66% من المشاركين كانوا يحصلون على ساعات نوم غير متوازنة، سواء بالزيادة أو النقصان.
تأثير اضطرابات النوم على خطر الوفاة
زيادة 29% في خطر الوفاة لأي سبب لدى من انتقلوا من قلة النوم إلى الإفراط فيه (المسار القصير-الطويل).
زيادة 19% في خطر الوفاة لدى من انتقلوا من الإفراط في النوم إلى قلة النوم (المسار الطويل-القصير).
زيادة 27% في خطر الوفاة لدى من استمروا في النوم لفترات طويلة (المسار الطويل-الطويل).
تأثير النوم على أمراض القلب
زيادة 22% في خطر الوفاة بسبب أمراض القلب لدى من استمروا في النوم لفترات طويلة.
زيادة 32% في خطر الوفاة القلبية لدى من انتقلوا من الإفراط في النوم إلى قلة النوم.
زيادة 22% في خطر الوفاة القلبية لدى من انتقلوا من قلة النوم إلى الإفراط فيه.
عوامل أخرى مؤثرة في النتائج
أظهرت الدراسة أن العلاقة بين النوم والوفاة المبكرة كانت أكثر وضوحا بين البالغين البيض مقارنة بالبالغين السود، وكذلك بين أصحاب الدخل المرتفع (أكثر من 15,000 دولار سنويا) مقارنة بذوي الدخل المنخفض، لم تسجل الدراسة اختلافات واضحة بين الجنسين.
أهمية النوم الصحي على المدى الطويل
أكدت داينا جونسون، أستاذة علم الأوبئة بجامعة إيموري للصحة العامة، في تعليقها على الدراسة أن النتائج تسلط الضوء على أهمية الحفاظ على نمط نوم صحي ومستقر مع مرور الوقت.
وأشارت إلى أن الانتقال من قلة النوم أو الإفراط فيه إلى نمط نوم صحي لا يعني بالضرورة تحسن الصحة، بل قد يظل الخطر مرتفعا، مما يثير تساؤلات حول مدى إمكانية التعافي من تأثيرات النوم غير المنتظم والوقت اللازم لاستعادة الصحة.
كيف يمكن تحسين جودة النوم؟
لضمان صحة جيدة وتقليل مخاطر الأمراض، ينصح الخبراء باتباع العادات التالية:
الالتزام بجدول نوم منتظم، حتى في عطلات نهاية الأسبوع.
الابتعاد عن الشاشات الإلكترونية قبل النوم بساعة على الأقل.
ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، ولكن ليس قبل النوم مباشرة.
تجنب الكافيين والوجبات الثقيلة في الساعات التي تسبق النوم.
توفير بيئة نوم مريحة، مثل استخدام مراتب مريحة وغرفة مظلمة وهادئة.
قلة النوم أو الإفراط فيه لا يؤثر فقط على النشاط اليومي، بل قد يكون له عواقب صحية خطيرة قد تصل إلى الوفاة المبكرة، الحفاظ على نمط نوم صحي ومتوازن أمر ضروري للوقاية من الأمراض المزمنة وتحسين جودة الحياة على المدى الطويل.



