مستخلص براعم البروكلي يساعد في خفض مستويات السكر في الدم والوقاية منه
دراسات و أبحاث
مستخلص براعم البروكلي يساعد في خفض مستويات السكر في الدم والوقاية منه
2 آذار 2025 , 14:59 م

أظهرت دراسة علمية جديدة أن مركبا رئيسيا يوجد في بعض الخضروات الصليبية مثل  البروكلي وكرنب بروكسل والملفوف يمكن أن يساعد في تقليل مستويات السكر في الدم، وتشير النتائج إلى أن هذا المركب قد يوفر وسيلة طبيعية وغير مكلفة للوقاية من تطور مرض السكري من النوع الثاني.

 تجربة على مرضى ما قبل السكري

شملت الدراسة 74 شخصا تتراوح أعمارهم بين 35 و75 عاما، جميعهم يعانون من ارتفاع مستويات السكر في الدم، مما يصنفهم ضمن فئة "ما قبل السكري"، كما أن جميع المشاركين كانوا يعانون من زيادة الوزن أو السمنة.

تم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين، حيث تناولت المجموعة الأولى مكملا يحتوي على السلفورافين، وهو مركب طبيعي موجود في الخضروات الصليبية، بينما تناولت المجموعة الثانية دواءً وهميا (Placebo) يوميا لمدة 12 أسبوعا.

أظهرت النتائج أن المشاركين الذين تناولوا السلفورافين شهدوا انخفاضا ملحوظا في مستويات السكر في الدم، وهو ما يؤكد فعالية هذا المركب في التحكم بمقدمات السكري، قاد البحث فريق من جامعة غوتنبرغ في السويد، وأكدوا أن هذه النتائج قد تمهد الطريق لعلاج شخصي موجه للأفراد المعرضين لخطر الإصابة بالسكري.

 عوامل تؤثر على فعالية العلاج

لم تكن الاستجابة للعلاج موحدة بين جميع المشاركين، حيث أظهر بعض الأفراد نتائج أفضل من غيرهم، على سبيل المثال، كان الانخفاض في مستويات السكر أكثر وضوحا لدى الأشخاص الذين:

لديهم علامات مبكرة لمرض السكري المرتبط بالتقدم في العمر.

لديهم مؤشر كتلة جسم (BMI) منخفض نسبيا.

يعانون من مقاومة منخفضة للأنسولين.

لديهم نسبة منخفضة من دهون الكبد.

لديهم إفراز منخفض للأنسولين.

دور بكتيريا الأمعاء في تفعيل مركب السلفورافين

وجد الباحثون أيضا أن بكتيريا الأمعاء تلعب دورا مهما في تفعيل مركب السلفورافين، فقد حدد الفريق العلمي جينا بكتيريا يُعرف بـ BT2160، والذي يساهم في تنشيط هذا المركب داخل الجسم.

وكان الأفراد الذين لديهم نسبة أعلى من هذا الجين في ميكروبيوم الأمعاء قد شهدوا انخفاضًا أكبر في سكر الدم، حيث بلغ متوسط الانخفاض لديهم 0.7 مليمول/لتر، مقارنة بـ 0.2 مليمول/لتر فقط في المتوسط لدى المجموعة التي تناولت السلفورافين.

أهمية العلاج المخصص وفقا للحالة الفردية

تشير هذه النتائج إلى أهمية اتباع نهج شخصي في علاج مقدمات السكري، حيث تختلف استجابة الأفراد بناءً على عوامل صحية وبيولوجية مختلفة، فكلما فهمنا أكثر حول الفئات التي تستجيب بشكل أفضل للعلاجات الطبيعية، زادت فعالية هذه العلاجات في الوقاية من السكري.

ما قبل السكري: مشكلة عالمية متزايدة تتطلب حلولا فعالة

يُقدر أن مئات الملايين من الأشخاص حول العالم يعانون من مقدمات السكري، وأن معدلات الإصابة تتزايد بسرعة، وتشير الإحصائيات إلى أن 70-80% من المصابين بمقدمات السكري يتطور لديهم مرض السكري، على الرغم من أن النسبة تختلف حسب الجنس والتعريفات الطبية المستخدمة.

ضرورة الوقاية: نحو نهج شامل لتقليل خطر السكري

هناك حاجة ملحة لمنع الانتقال من مرحلة ما قبل السكري إلى السكري الكامل، خاصة أن هذه الحالة غالبا ما تبقى غير مُشخّصة أو غير مُعالجة، وعلى الرغم من أهمية الاكتشاف الجديد حول السلفورافين، يؤكد الباحثون ضرورة اتباع نهج متكامل يشمل تحسين النظام الغذائي، وممارسة الرياضة، وتعديل نمط الحياة للحد من مخاطر السكري.

تشير هذه الدراسة إلى أن تناول مستخلص براعم البروكلي قد يكون وسيلة طبيعية فعالة للسيطرة على مستويات السكر في الدم، مما يفتح الباب أمام تطوير علاجات غذائية موجهة للمصابين بمقدمات السكري، ومع ذلك يظل تعزيز الوعي واتخاذ تدابير وقائية شاملة هو الحل الأمثل لمكافحة ارتفاع معدلات السكري عالميا.