الكزبرة: العشبة التي أذهلت العلماء بقدراتها العلاجية الشاملة
دراسات و أبحاث
الكزبرة: العشبة التي أذهلت العلماء بقدراتها العلاجية الشاملة
31 تموز 2025 , 13:39 م

تظل الكزبرة واحدة من أكثر الأعشاب إثارة للاهتمام في عالم الصحة والتغذية. فبينما يرى فيها البعض نكهة لا غنى عنها، يشبّهها آخرون بطعم "الصابون الأخضر"، ويعود هذا الانقسام في الآراء إلى عوامل جينية تجعل مذاقها غير مستساغ لدى بعض الأشخاص.
لكن بعيدا عن الذوق، تكشف الأبحاث أن هذه العشبة الصغيرة تحمل قدرات علاجية مذهلة قد تؤهلها لتكون صيدلية طبيعية متكاملة، قادرة على مكافحة العديد من الأمراض المزمنة.
- سلاح ضد الالتهابات المزمنة
تشير دراسات حديثة إلى أن الكزبرة تمتلك خصائص قوية مضادة للالتهاب، مما يجعلها أداة فعالة في الوقاية من أمراض خطيرة مثل:
اضطرابات المناعة الذاتية
الأمراض العصبية التنكسية
أمراض القلب
بعض أنواع السرطان
وتكتسب هذه الخصائص أهمية خاصة نظرا لأن الالتهابات المزمنة تُعد من الأسباب الرئيسية لما يزيد عن 50% من الوفيات حول العالم.
- غنية بمضادات الأكسدة وفعالة ضد السكري والسمنة
تحتوي الكزبرة على كميات وفيرة من فيتامين C ومركبات مضادة للأكسدة، ما يعزز دورها في دعم جهاز المناعة، كما أظهرت تجارب مخبرية قدرتها على:
تحسين عمليات التمثيل الغذائي
مكافحة السمنة
تنظيم مستويات السكر في الدم
وتُعد هذه الميزات بالغة الأهمية لمرضى السكري، إذ إن استقرار السكر يقلل من الضرر الذي يُحدثه على الأعصاب والأنسجة.
- تأثير مذهل على الأعصاب ونوبات الصرع
في إنجاز علمي لافت، أعلن الدكتور جيف أبوت من جامعة كاليفورنيا - إيرفين أن مركبًا طبيعيًا موجودًا في الكزبرة يُعرف باسم "دوديسينال" (Dodecenal) يؤثر على قنوات البوتاسيوم في الخلايا العصبية، مما يعزز احتمالية استخدامه في:
تطوير أدوية آمنة لعلاج نوبات الصرع
تخفيف التشنجات العصبية بشكل طبيعي
كما أشارت تجارب على الحيوانات إلى تأثير مهدئ مشابه لعقار فاليوم (Valium)، مما يُبشر بإمكانية استخدام الكزبرة كمهدئ طبيعي، شريطة إجراء دراسات بشرية موسعة لتأكيد ذلك.
- من مقبرة توت عنخ آمون إلى المطابخ الحديثة
تعود أصول استخدام الكزبرة إلى أكثر من 8000 عام، حيث وُجدت في مقبرة الفرعون توت عنخ آمون، مما يدل على مكانتها العالية في الطب الفرعوني القديم، كما استخدمها الصينيون القدماء اعتقادا بأنها "تمنح الشباب الدائم".
واليوم، تواصل الكزبرة إثبات فعاليتها ليس فقط كمضاد للالتهابات والأكسدة، بل أيضا كمضاد للبكتيريا، ما يجعلها عنصرا متكاملا لدعم الصحة العامة.
- نكهة وفائدة: الكزبرة إضافة مثالية لوجباتك
يؤكد خبراء التغذية أن الكزبرة تمثل مزيجا نادرا من الطعم اللذيذ والفوائد الصحية الشاملة. لذا، إذا لم تكن تعاني من الحساسية الجينية التي تُغيّر مذاقها، فإن إضافتها إلى نظامك الغذائي اليومي قد يكون أحد أفضل الخيارات لدعم صحتك الجسدية والعصبية. 


المصدر: صحيفة إندبندنت البريطانية