أظهرت نتائج تجربة سريرية حديثة أن أكثر من ثلث الأطفال الذين يعانون من الحساسية الغذائية تمكنوا من تناول حصص كاملة من الأطعمة التي كانت تسبب لهم الحساسية بعد تلقيهم علاجا بعقار الربو القابل للحقن "أوماليزوماب" (Xolair).
ووفقا للنتائج التي تم تقديمها في الاجتماع السنوي للأكاديمية الأمريكية للحساسية والربو والمناعة (AAAAI) في سان دييغو، فإن 36% من الأطفال الذين تلقوا العلاج لمدة عام كامل تمكنوا من تناول هذه الأطعمة دون مضاعفات.
مقارنة بين العلاج بـ"أوماليزوماب" والعلاج المناعي الفموي
بالمقارنة، أظهرت النتائج أن 19% فقط من الأطفال الذين خضعوا لدورة علاجية أقصر من "أوماليزوماب" تلاها علاج مناعي فموي (حيث يتم تعريض المرضى تدريجيا لمسببات الحساسية لزيادة تحملهم لها) تمكنوا من تناول الأطعمة المسببة للحساسية.
كما أظهرت النتائج الأولية من المرحلة الثالثة للتجربة السريرية أن الأطفال احتفظوا ببعض المقاومة تجاه الحساسية الغذائية حتى بعد التوقف عن تناول "أوماليزوماب".
تفوق "أوماليزوماب" في معالجة الحساسية الغذائية
أكد الدكتور روبرت وود، الباحث الرئيسي ومدير قسم الحساسية والمناعة في مستشفى جونز هوبكنز للأطفال، أن هذه الدراسة تعد الأولى من نوعها التي تقارن بين هذين النوعين من العلاجات، مشيرا إلى أن "أوماليزوماب" أثبت تفوقه على العلاج المناعي الفموي.
الحساسية الغذائية: مشكلة شائعة بين الأطفال والبالغين
تُعد الحساسية الغذائية مشكلة شائعة تؤثر على 8% من الأطفال و10% من البالغين في الولايات المتحدة، ويعمل عقار "أوماليزوماب" على تثبيط الأجسام المضادة المسؤولة عن التفاعلات التحسسية، مما يساعد على تقليل الأعراض.
تمت الموافقة على العقار لأول مرة من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في عام 2003 كعلاج وقائي للربو التحسسي، وبناءً على نتائج التجارب السريرية الحديثة، حصل على الموافقة كعلاج للحساسية الغذائية لدى الأطفال والبالغين اعتبارا من عمر سنة واحدة.
شملت المرحلة الثانية من التجربة السريرية 117 طفلا بمتوسط عمر 7 سنوات، جميعهم يعانون من حساسية تجاه الفول السوداني بالإضافة إلى نوعين آخرين على الأقل من الأطعمة المسببة للحساسية، مثل الحليب، البيض، الكاجو، القمح، الجوز أو البندق.
في الأسبوع الـ44، تم اختبار قدرة الأطفال على تناول كميات محددة من مسببات الحساسية، بما يعادل حوالي 20 حبة فول سوداني أو نصف كوب من الحليب.
معدل إكمال العلاج والآثار الجانبية
كانت نسبة إكمال العلاج أعلى بكثير بين الأطفال الذين تلقوا "أوماليزوماب"، حيث أكمل 88% منهم التجربة، مقارنة بـ51% فقط من الأطفال الذين تلقوا العلاج المناعي الفموي.
كما لم يتعرض أي من الأطفال الذين تلقوا "أوماليزوماب" لردود فعل تحسسية شديدة، بينما واجه أكثر من 30% من الأطفال الذين تلقوا العلاج المناعي الفموي آثارا جانبية خطيرة.
في المرحلة الثالثة من التجربة السريرية، تم تقسيم الأطفال إلى ثلاث مجموعات بناءً على استجابتهم للعلاج بـ"أوماليزوماب":
مجموعة بدأت في تناول الأطعمة التي كانوا يعانون من الحساسية تجاهها.
مجموعة استمرت في تلقي العلاج المناعي الفموي.
مجموعة تجنبت هذه الأطعمة تماما.
أظهرت النتائج الأولية أن أكثر من 80% من الخطط العلاجية بدأت بدمج الأطعمة المسببة للحساسية في النظام الغذائي للأطفال.
نتائج مشجعة ولكنها تتطلب المزيد من البحث
بعد عام من المتابعة، أظهرت البيانات أن معدلات النجاح كانت أعلى في استهلاك الحليب، البيض، والقمح (61% إلى 70%) مقارنة بالفول السوداني والمكسرات (38% إلى 56%).
في بعض الحالات، انخفضت الكميات المستهلكة من مسببات الحساسية بمرور الوقت، كما سجلت بعض التفاعلات التحسسية الشديدة التي تطلبت استخدام حقن الإبينفرين.
التوقعات المستقبلية لعلاج الحساسية الغذائية
من المتوقع أن تكتمل المرحلة الثالثة من الدراسة خلال الصيف المقبل، وقد أظهرت النتائج الأولية أن غالبية الأطفال تمكنوا من إعادة إدخال الأطعمة المسببة للحساسية إلى نظامهم الغذائي بعد التوقف عن استخدام "أوماليزوماب".
وأكدت الدكتورة جينيفر دانتزر، أخصائية الحساسية لدى الأطفال في مستشفى جونز هوبكنز، أن هذه النتائج تشير إلى إمكانيات جديدة لعلاج الحساسية الغذائية، لكنها شددت على ضرورة مراعاة المخاطر المحتملة.
تم تمويل التجربة السريرية من قبل شركة "جينينتيك"، المصنعة لعقار "أوماليزوماب". وتجدر الإشارة إلى أن النتائج المقدمة في المؤتمرات الطبية تظل أولية حتى يتم نشرها في مجلة علمية محكمة.
هل يصبح "أوماليزوماب" الحل الأمثل لعلاج الحساسية الغذائية؟
تمثل هذه النتائج تقدما مهما في مجال علاج الحساسية الغذائية، حيث أظهر "أوماليزوماب" فعالية كبيرة في مساعدة الأطفال على التغلب على الحساسية تجاه الأطعمة الشائعة، ومع استمرار الدراسات، قد يفتح هذا العقار آفاقا جديدة لتحسين حياة الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة.



