لن أستسلم… الطغاة في كل مكان،،
مقالات
لن أستسلم… الطغاة في كل مكان،،
محمد سعد عبد اللطيف
5 آذار 2025 , 20:37 م

!بقلم: محمد سعد عبد اللطيف – مصر

الطغاة ليسوا مجرد حكّام مستبدين يجلسون على العروش، بل هم منظومة كاملة من الفساد والجشع، أشخاص ينهبون ثروات الأوطان، يحتكرون الموارد، ينشرون الفوضى، ويقمعون الحريات، ليس فقط بأوامر رسمية، ولكن أيضاً بسلوكياتهم التي تخنق المجتمع وتشل حركته.

الطغيان ليس مجرد ديكتاتور يُمسك بزمام السلطة، بل هو منظومة فساد تمتد في كل زاوية: في الأسواق التي يتحكم فيها المحتكرون، في المؤسسات التي يسيطر عليها الفاسدون، في الشوارع التي تعيث فيها الفوضى، وفي العقول التي تُربّى على الخضوع والخوف.الحرية مسؤولية وليست فوضى حرية الإنسان الشخصية مقدسة، لكنها تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين.

لا يمكن أن تكون الفوضى حرية، ولا يمكن أن يكون العبث سلوكاً مشروعاً. لكن في المقابل، فإن حرية التعبير عن الرأي، وخاصة في مواجهة الفساد، ليست مجرد حق، بل واجب على كل صاحب قلم حر.حين يسود الظلم، يصبح الصمت تواطؤاً، والحياد خيانة. لذلك، سأظل أكتب، وأكشف الحقائق، وأرفع صوتي في وجه كل أشكال الطغيان، سواء جاء على هيئة حاكم مستبد، أو مسؤول فاسد، أو تاجر جشع، أو حتى ثقافة اجتماعية تقتل الإبداع وتخنق الحرية.محاربة الفساد مسؤولية الجميع نحن جميعاً مسؤولون عن مواجهة الفساد.

لا يكفي أن نشير إلى الطغاة في القصور، بل علينا أن نواجههم في كل مكان:

في المسؤول الذي يسرق المال العام.

في التاجر الذي يحتكر السلع ويتلاعب بأقوات الناس

.في الموظف الذي يعرقل مصالح المواطنين مقابل الرشاوى.

في الإعلامي الذي يبيع صوته للحاكم ويخدع الناس بالأكاذيب.

الطغيان لا يُهزم بمجرد تغيير الأشخاص، بل بتغيير العقليات، وبخلق مجتمع يرفض الظلم، يحاسب الفاسدين، ويؤمن أن الحرية والعدالة ليستا رفاهية، بل أساس الحياة الكريمة.لن أستسلمسأبقى أكتب، لأنني أؤمن أن الكلمة الصادقة هي السلاح الأقوى في وجه الطغيان. قد يُسجن الكاتب، قد يُحاصر، قد تُكسر أقلامه، لكن الفكرة تبقى، تنتقل من جيل إلى جيل، حتى يأتي اليوم الذي تُكسر فيه القيود، وينتصر فيه العدل على الظلم، والنزاهة على الفساد، والحرية على الاستبداد.لن أستسلم، لأنني مؤمن أن النور مهما طال انتظاره، سيأتي، وأن الطغاة مهما تجبّروا، مصيرهم إلى زوال.،،!محمد سعد عبد اللطيف ،كاتب وباحث مصري ،

المصدر: موقع إضاءات الإخباري