درب الخروج من الأوهام يبدأ بخطوة!
مقالات
درب الخروج من الأوهام يبدأ بخطوة!
حليم خاتون
6 آذار 2025 , 09:55 ص

كتب الأستاذ حليم خاتون:

عندما تتحكم الأوهام ببعض النظام الرسمي العربي غير المنتمي الى المحور الأميركي بشكل كامل، نكون في مصيبة عظيمة (نظام الجزائر مثلا)...

كل النظام الرسمي العربي تقريبا (حوالي ٩٩ % منه)؛ هم مجموعة من الجبناء الذين لا يجرؤون حتى على رفع بصرهم في حضرة دونالد ترامب الذي يغمِّس في بهدلتهم دون أن يردوا حتى ولو بكلمة واحدة...

يا أخي على الأقل كلمة، كما فعل زيلينسكي مثلا ( كونوا كلابا إن أردتم، لكن على الاقل انبحوا... على الاقل نباحا واحدا)...

عندما تتحكم الأوهام بالشعوب العربية بغض النظر عن ماهية النظام القائم في هذه الدولة او تلك، نكون في مصيبة أعظم...

لكن عندما تصل هذه الأوهام إلى الأحزاب والقوى المفترض أن تكون وطنية وطليعية، وخاصة قوى المقاومة التي تقاتل اسرائيل، نكون في المصيبة الأعظم...

عندما تخرج ما يسمى السلطة الفلسطينية التي وافقت على عدم إضافة كلمة "الوطنية" على اسمها في اتفاق اوسلو تنشر الأوهام حول قرارات عربية سوف يستعملها دونالد ترامب اوراقا للتواليت، نكون في مصيبة...

عندما يؤمن أي فلسطيني، أي جزء من الشعب الفلسطيني، بأن هناك شيء من خير قد يأتى من جامعة المخنثين العربية، أو من الدولة الاميركية المارقة، تكون المصيبة اعظم...

لكن عندما تخرج الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، او منظمة الجهاد الإسلامي او حركة حماس تمدح مقررات جامعة ممالك وجمهوريات الموز العربية وتنظٍّر لإمكانية استماع دونالد ترامب لأشباه الرجال هؤلاء من النظام الرسمي العربي، نكون وصلنا إلى المصيبة العظمى في المطلق...

هكذا تصرفات، وهكذا تصريحات هي ما يخلق الأوهام داخل الشعوب...

في لبنان، الأمور واضحة وضوح الشمس...

في لبنان رئيس جمهورية جاء على متن القنابل الأميركية الخارقة للأعماق التي قصفت ودمرت أجزاء مهمة من الجنوب والبقاع وحتى بيروت وضواحيها...

في لبنان، رئيس حكومة تمت "أدلجته" وتركيب ازرار الإدارة في رأسه، فلم يستطع حتى على إدانة الإبادة في فلسطين رغم وضوحها وضوح الشمس حين كان رئيسا لمحكمة "العدل!" الدولية التي يصفها البروفيسور فينكلشتاين بكل النعوت الممكنة ما عدا العدل...

رئيس حكومة مهمته تدجين الوضع الشعبي اللبناني لتقبل الانتداب الأميركي الذي يريد بيعنا أوهام العدالة الأميركية والحياد الاميركي بعدما دمرت أميركا بيوتنا، وهدمت مدننا، ثم أفرجت عن ٩٥ مليون دولار مساعدة للجيش اللبناني الذي يريدون منه الاستمرار في تدمير السلاح الموجود جنوب الليطاني بغض النظر عن استمرار الاحتلال في التواجد على أجزاء مهمة من هذا الكيان اللبناني (تدمير السلاح وليس مصادرته... تسليح الجيش ممنوع!)...

كل هذا، في الوقت الذي ترسل فيه الدولة الأميركية المارقة أسلحة وقنابل بإثني عشر ألف مليون دولار الى الكيان الاستيطاني خلال ٤٥ يوما منذ استلام ترامب الرئاسة...

في لبنان، يخرج مجموعة من الخونة بكل ما في الكلمة من معنى، من أمثال صالح المشنوق، وطوني بولس، وكميل دوري شمعون وغيرهم من صبية الصهيونية العالمية يقترحون شروطا لإعادة إعمار بيوت الناس...

أن يكون المرء ضد حزب الله شيء، وأن يكون كلبا للكيان الإسرائيلي أو بوقا لمنظمة ايباك الصهيونية في اميركا، شيء آخر...

في لبنان هناك خيط أبيض اسمه السيادة والعزة والكرامة الوطنية؛ وهناك خيط أسود اسمه ترداد ما تطالب به إسرائيل، وما تطبِّل له إدارة "بريمر" الجديدة في هذا البلد...

كل من يدعي وجود خيط رمادي في لبنان، هو عميل موضوعي؛ هو خائن ويجوز، ويجب تنفيذ الحكم الثوري به...

لا تتحرر الأوطان بوجود هكذا كلاب...

هكذا كان الأمر مع المقاومة الفرنسية إبان الاحتلال النازي لفرنسا...
هكذا كان الأمر في كل الدول التي تعرضت للغزو...

هكذا تعاملت حركة حماس مع العملاء في غزة...

فقط في لبنان، تتعامل المقاومة باللين والإقناع... ثم تبكي بسبب انتشار العمالة...

فقط في لبنان، تتحدث المقاومة عن العملاء والخونة كشركاء في الوطن...

ثم يستغرب قادة من المقاومة مواقف القوى العميلة والأفراد العملاء!

تستغرب المقاومة وجود من يدعو إلى بقاء الاحتلال!
يستغرب الأخ غالب ابو زينب ربط ملف إعادة إعمار بيوت الناس بالخضوع لأوامر الاحتلال الإسرائيلي/ الأميركي المزدوج...

يا أخي انتم من وافق على لجنة إشراف على البلد يقودها جنرال أميركي من القيادة الوسطى التي اغتالت القادة ودمرت بيوت الناس وقراهم ومدنهم!..

انتم بأفعالكم وتصريحاتكم تسمحون للأوهام حول إنسانية أميركا أن تنتشر بين الناس...

انتم بتصريحاتكم التي تتحدث عن النظام الرسمي العربي برجاء وتمنيات؛ انتم مسؤولون عن زرع الأوهام، والأوهام لا تحرر أوطانا!!

المقاومة في لبنان تلقت ضربات قاسية...
الكل يعرف هذا...
لكن إعادة بناء القدرات لا تمر حتما بالسكوت على العملاء...

إعادة بناء القدرات لا تحتاج إلى مهادنة النظام اللبناني الذي يحبس المليارات عن إعادة الإعمار والذي لا يلجأ إلى وضع ولو ضريبة ١% على الأغنياء من أجل إعادة الإعمار...

لا يسمع المرء كلمة واحدة تقول بوجوب تسخير جزء من الخُمس والزكاة في العالم من اجل إعادة الإعمار...

نحن تحت الاحتلال الأميركي المباشر والدليل أن كل الإدارة وكل السلطات من رؤساء ووزراء ونواب وجيش وقضاة ينتظرون التعليمات الأميركية من السفارة...

حتى الحكومة التي تتواجدون في داخلها جميعا خاضعة لسلطة الاحتلال...

لم تضربوا على الطاولة مرة واحدة في سبيل شؤون الناس يوم كنتم اقوياء؛ هل سوف تفعلونها اليوم؟!!...

المهلة المعطاة لحكومة الانتداب تسري على الجميع...
هذه المهلة الحقت من الأضرار اكثر بكثير مما منعت...
هذه المهلة لا تزال تلحق الأضرار بسبب الأوهام التي تنتشر حول انسانية أميركا، ورقّة قلب الخليج الذي يأتمر بأمر الأميركيين في نهاية المطاف...

ألم يحن الوقت بعد لثورة الناس على كل الوضع القائم...؟

حتى متى زرع الأوهام؟؟!!
ارفعوا أيديكم عن الناس حتى يعلو الصراخ وتدب العافية في الشعب الجبار الذي لا يزال قادرا على قتال كل العالم من اجل نيل حقوقه في السكن والملبس والمعيشة...
ولتذهب إلى الجحيم كل الاناشيد الباطلة التي تريد أن تجعل من كميل شمعون شريكا رغم الطبيعة في المواطنة...

المصدر: موقع إضاءات الإخباري
الأكثر قراءة أنشودة يا إمامَ الرسلِ يا سندي, إنشاد صباح فخري
أنشودة يا إمامَ الرسلِ يا سندي, إنشاد صباح فخري
هل تريد الاشتراك في نشرتنا الاخباريّة؟
شكراً لاشتراكك في نشرة إضآءات
لقد تمت العملية بنجاح، شكراً