تعتبر التغييرات الطبيعية في قوة العضلات جزءا من عملية الشيخوخة، لكن بالنسبة للكثير من كبار السن، فإن هذا التراجع في القوة العضلية لا يقتصر فقط على الشعور بالضعف الخفيف، إن "الساركوبينيا" - وهي حالة تؤثر على ما يقرب من نصف البالغين الذين تجاوزوا سن الثمانين - تشمل انخفاضا حادا في حجم العضلات وقوتها، مما يزيد من خطر السقوط والكسور، ويؤثر بشكل كبير على الصحة العامة ومتوسط العمر المتوقع وجودة الحياة، ولكن الباحثين في جامعة ميزوري قد اكتشفوا حلاً مبتكرا يمكن أن يحدث ثورة في هذا المجال.
العلاج العصبي الجديد للساركوبينيا
في دراسة حديثة نشرت في مجلة "جيروساينس" (GeroScience)، أظهر فريق الباحثين أن دواءً صغير الجزيئات يستهدف مستقبلًا معينًا للسيروتونين قد يصبح أول علاج عصبي مخصص لعلاج الساركوبينيا. هذا العلاج يهدف إلى تحسين قدرة الخلايا العصبية الحركية على الإشعال بشكل أكثر فعالية، مما يعزز وظيفة العضلات، ويمنح الأمل للبالغين المسنين الذين يواجهون تحديات في الحفاظ على قوتهم العضلية.
دور مستقبل السيروتونين في العلاج
يستهدف العلاج العصبي المقترح مستقبل 5-HT2c للسيروتونين، وهو ما يساعد في تعزيز الإثارة العصبية في الخلايا العصبية الحركية، من خلال تحسين القدرة على إشعال الخلايا العصبية بشكل متسق، يُمكن لهذا العلاج أن يساعد في مكافحة ضعف العضلات المرتبط بالعمر، هذا الاكتشاف يمثل نقطة تحول في فهم كيفية علاج التراجع العضلي لدى كبار السن.
التحديات والفرص المستقبلية
وفقا للدكتور و. ديفيد أرنولد، المدير التنفيذي لمبادرة "نيكست جين بريسيجن هيلث" بجامعة ميزوري، فإن قوة القبضة هي في الواقع مؤشر أفضل للنتائج الصحية ومتوسط العمر المتوقع من بعض العوامل الأخرى مثل ضغط الدم، هذا يشير إلى أهمية استهداف الخلايا العصبية الحركية لتحسين وظائف العضلات لدى كبار السن، وأضاف أرنولد أن هذا الاكتشاف يقدم أملا كبيرا في مساعدة الأشخاص الذين يعانون من الساركوبينيا على تحسين قوتهم العضلية وتحقيق استقلالهم وحركتهم مع تقدمهم في السن.
التطبيقات السريرية والتقدم في الأبحاث
قد يتم استخدام الدواء الصغير الجزيئات في التجارب السريرية البشرية قريبًا. ويعزز ذلك أن جامعة ميزوري تمتلك مبنى "روى بلانت نيكست جين بريسيجن هيلث" الذي يجمع بين مساحات البحث والعيادات السريرية، ما يساعد على تسريع تطبيق هذا العلاج الجديد على المرضى.
هذا الاكتشاف يمثل خطوة كبيرة نحو تحسين جودة الحياة لكبار السن من خلال علاج ضعف العضلات، وهو تقدم مهم في مجال العلاج العصبي يمكن أن يساعد في الحفاظ على قدرة كبار السن على الحركة والتوازن، مما يعزز استقلالهم وحياتهم اليومية.



