هل نحن نعيش التغريبة والمذبحة السورية..؟
مقالات
هل نحن نعيش التغريبة والمذبحة السورية..؟
علي وطفي
10 آذار 2025 , 11:39 ص


اولاً لماذا النفير العام ٱطلق في الجوامع و المساجد يطلق ضد الاعداء القادمون كمحتلين فهل من اعتداء خارجي على البلد غير الاسرائيلي او التركي و الامريكي.؟بل تبين من اجل قتل سورية و جزء وازن بالملايين من أبناءها و بالتالي إما القتل او التهجير مصيرهم ،ولكن الى اي مكان ،فعلا ليس هناك مكان يلتجؤون اليه وتصح عليهم مقولة "البحر من ورائهم والعدو من امامهم".الاهم: لم و لن نسمع بهذا "النفير"و فتاوى الجهاد ضد من احتل جنوب سورية بالكامل ، لكن ابناء الساحل أول من تداعى لحمل السلاح و القتال ضد الاحتلال و لا حتى على من اقتطع اغنى مناطق في سورية (سلة سورية الزراعية) و منابع النفط في الشمال الشرقي حتى محاولتهم الدخول إلى محافظة السويداء و عادوا كالفئران... 

إذاً أرادا ان يفرغوا خيبته في من لا ظهر لهم يستندون عليه من أبناء الساحل المدنيين والكل اليوم صامت يتفرج على هذه المقتلة وخاصة من كان يتبجح انه خرج على النظام السابق طالباً الحرية والعدالة الإنسانية وضد الديكتاتورية من النخب التي صدعت رؤوسنا بوحشية النظام السابق و تبرأت اليوم من دم يوسف ، و مازالوا يصرون ان سورية حرة و مختلفة بلعوا السنتهم امام هذا المناظر الدامية و يبررون ذلك اذا لماذا خرجوا على نظام قمعي تم تغير فيه الحاكم فقط بالاسم و لكن اشد وحشية و تطرف إيديولوجي وقمعاً للحريات الشخصيه ، و هذه بداية فإن تمكن بعد حين سنرى مصير هؤلاء عشاق الحرية التي سعوا إليها ما هم فاعلون ،عمليا الاختبار ظهر اليوم في تجمع في دمشق خرجوا للتنديد بالمجازر الجارية و كيف تم التعامل معه ؟

لاشك ان هذا الذي يجري في قد يجعل القارب الاسرائيلي قارب نجاة الساحل السوري كما حدث في جبل العرب ، فلم يسعى أشقاء الا للغدر و الشماتة حتى الإدانة استكتروها على مايجري وأثبت التجارب ذلك فلا أصدقاء للضعيف كما تبين يمكن الإحتماء بهم او الاعتماد عليهم و نجدتهم وقت الشدة.بينما وزير خارجية اسرائيل "كاتس" بعد يوم من بدء الارهابيين في(كرنفال)التصفية المذهبية في الساحل أعلن ان قواته ستبقى في الثلاث محافظات السورية درعا ،القنيطرة، والسويداء كإجراء أمني لأن سلطة الامر الواقع قاعدية -داعشية لا يؤتمن جانبها وتابع أن الجولاني ظهر على حقيقته الداعشية خداع وماكر في ما تقوم عصاباته غرب سورية ...

هذا ما صح بالدليل القاطع، هل إنه بدقة ينفذ الأجندة الاسرائيلية- التركية يقينا ناقص عقل من يظن ان الشرع استقلالي التصرف انه مشروع اسرائيلي تركي و لمن ورائهم مهمته تقطيع سورية الى اشلاء ربما هذا يتوقف على قوى العطالة المتنافسة من جهة ٱخرى و قد تتعارض احيانا مع ما يريده اردوغان لصالح تل ابيب ايضا قد يكون متفق على بعضها مابين انقرة و تل أبيب و هو المرجح .اردوغان يسعى الى تنفيذ أطماعه من خلال إيصال سكان الساحل الى اللامخرج سوى في طلب حمايته - على فكرة القتلة يدعون  اهل الساحل لوقف الإجرام بحقهم- و بالتالي تبدأ مرحلة التغيير الديمغرافي تدريجيا و يصبح حقيقة واقعة للوصول الى الاحكام على ثروات الساحل الغازية و النفطية، و هنا الصدام الحتمي مع الروس لانهم لن يسمحوا له بذلك و صمتهم منذ بداية المذبحة ليست عن عبث ربما انتظروا ونصبوا له فخاً فوقع في شر اعمال ميليشياته المتوحشة و أيضاً فهم يعلمون ان النظام التركي لا يحتمل القطيعة معهم للكثير من الاسباب و المصالح..

 نحن اليوم بانتظار اتفاق ترامب- بوتين لوضع حرب اوكراينا أوزارها و حتما يتبع ذلك التفرغ لوضع خريطة سورية على مذبح "موسكو و واشنطن" و بالتالي البقية الإقليمية انتظار بعض الفتات منهما.أصلا بالمنطق هل من عاقل يعتقد أن الاختيار وقع على زعيم جبهة النصرة ليجلس في قصر الشعب من غير كل معارضي (الثوار) النظام الذي فيهم الكثير من المعتدلين ..!من هنا استنتاج او احتمال أن مهمته اتكمن في إيصال الفئات السورية لمرحلة الكفر بالعيش الواحد من سكان الجنوب و الشمال الشرقي و اليوم في الساحل السوري التي هي الحلقة الاضعف كي يثأرون من النظام البعثي و يفرغون حقدهم الذي في كان في مراكز قراراته متنفذين رسميين و تجار من مختلف الشرائح السورية منذ أكثر من ستين عاما، ثم هل نسي الشرع - الجولاني أنه عين وزير دفاع وضم الفصائل المسلحة تحت إمرته و منح زعمائها رتب عسكرية و من ثم يدعي انها خارجة عن السيطرة و هي من يقوم بهذا التطهير الممنهج. ام أن اتفق اللاعبين الكبار بتكليفه لمدة أربع سنوات على أن يقوم بتقطيع الجسد السوري و بعدها يأتي البديل الجاهز لمرحلة ثانية أم أن قد يكون في نهاية المطاف التقسيم قد تم التصديق عليه كمشروع الحل النهائي للجغرافية السورية، المبرر يكون جاهز و الانسان السوري وصل إلى حائط مسدود ومن التفرد في السلطة ويريد النجاة مهما كان الحل أمام هذه الوحشية، الثأرية الحاقدة إن ما جرى و يجري في الساحل السوري و كأن هولاكو قام من جديد. مع العلم ان هذا الشعب الطيب استضاف و احتضن اكثر من ثلاثة ملايين من إخوته السوريين الذين نزحوا من مناطق القتال و على مدة اربعة عشر عاماً و لم يرمهم أحداً بوردة حتى منهم عوائل المقاتلين ، عاشوا بكرامة و لكن للاسف عندما تزرع النفوس حقداً لن تجني عرفان بالجميل ولا إلفة و بقية القصة تفاصيل.. 

لذلك و انا من جهتي لا يوجد عندي أغلى من حياة الانسان فكيف اذا كان هذا الانسان سوري أن يبقى بكرامته و يعيش بأمان و لو تقسمت سوريا إلى عشرة دويلات ..لاشك أن الأصعب قادم انها معركة فعلا "كسر عظام' و تقطيع أوصال الجغرافية بين الدول العالمية و الإقليمية لجسد الانسان السوري و أرضه .هل نسينا مشروع الغاز القطري ، طريق الحرير ، إنبوب النفط الايراني و مسار نيودلهي- حيفا و شراهة شركات النفط في البر و البحر و الموقع العقدة للمواصلات العالمية و منطقة عبور لموارد و خطوط الطاقة و الاهم المخزون الطاقوي من غاز ونفط على ساحل المتوسط ،كنت دائما أؤمن ان الحروب العسكرية و الاهلية ليست هواية بل إبحث عن المال و الاقتصاد و الثروات و المثال حاضر و طازة فها هو ترامب يجلب "زيلينسكي" و يجبره على اعطائه موارد اوكراينا من المعادن بعد أن ادخلوه بحرب لا جدوى منها واتفق مع بوتين تقاسم كل موارد الدولة الاوكراينية بانتظار إجبار رأس النظام و هو حاصل قريباً على توقيع اتفاق استسلام لموسكو مع خسارة الجزء الجغرافي الاغنى و تقدر مساحته حاليا 27% من مساحة اوكراينا و التحديث جاري و كلما تأخر الاتفاق ازدادت المساحة بيد موسكو.اليوم أصبحت سورية لابنائها جهنم على الأرض هائمون على وجوههم من قرية الى قرية في الغابات و الأحراش و لا من مغيث الاقذر و الانحس هو تحهيل هذه المجازر من قبل وسائل اعلام مستعربة فلا المنشدات و لا مقاطع الفيديو و لا الاستغاثات صوت و صورة يرونها إنهم فعلا بلا أخلاق و شرف و ليس فيهم لله شيء إنه ديدن الاخوان المسلمين و الغريب ان النظام السعودي و من يلف لفيفه و هو يحارب الوهابية في مملكته يدعم ما تقوم به سلطة أحرار الشام.

كنا نريد منهم ان يروا بعينين و يتعاملون بالحد الادنى كما تعاملوا مع النظام السابق و الذي لم يصل الى هذه الوقاحة والعلنية في الاستخفاف بالبشر و ذلهم.مع الفارق ان الحرب و القتال كان حينها قائمين اما اليوم يوجد منتصر و لا حرب بين نظام و خصوم يطلبون السلطة ،هذا الذي يجري هو انتقام من طرف رحب ببساطة بالامر الواقع و لم يرفع حتى شعارات مناهضته ...و هل يحمل قسم من السوريين بكامله وزر ما يسمى (فلول) و لوكان عددهم ألف مقاتل أين تبخروا، و لليوم لم نرى او نسمع انهم قتلوا أو القوا القبض على أحدهم .؟ اذا كل هذا الحشد العسكري  تبين انه خطة و والفلول مجرد سبب لحرق وتطهير مجموعة من السكان الامنين.عندما ترى السوريون مع الأوزبيك ، التركمان ، الشيشان ، الايغور و الطاجيك و.... و هم بالتاكيد يتبعون الاستخبارات التركية ،هم أول من توجهوا الى الساحل (للجهاد) و يتغولون بسعادة و لذة في القتل و التمثيل بالجثث حتى التسلية مع الضحية قبل تصفيته ، لا أعتقد ان فيهم شيء من الانسانية بل إنهم سلاجقة متوحشين (إنكشارية مستحدثة) و من سلالة تيمور لنك والسلطان سليم باشا الجزار ، لاشك مايحدث عار على جبين الانسانية ،الصمت و الفرجة على جثث الابرياء و الاجساد بلا رؤوس تملئ الحارات و الازقة ، هل من عاقل على وجه الارض يصدق ان الشيوخ و النساء ما فوق السبعين عاما او اطفال براعم لم تتجاوز اعمارهم العشر سنين فلول نظام...؟!!!


المصدر: موقع إضاءات الإخباري