المؤتمر الوطني الفلسطيني للسيطرة ام للتغيير؟
مقدمة : عقدت القمة العربية الاولى في القاهرة بتاريخ( ١٣ ‐- ١٧ )كانون الثاني / يناير ١٩٦٤م بناء على طلب من الرئيس جمال عبد الناصر.تبنت القمة العربية القرارات التالية:١- قيام اسرائيل خطر اساسي يجب دفعه سياسيا واقتصاديا واعلاميا.٢- انشاء قيادة عربية موحدة لجيوش الدول العربية يبدا تشكيلها في كنف الجامعة العربية.٣- ردا على ما قامت به اسرائيل من تحويل خطير لمجرى نهر الاردن تقرر انشاء (( هيئة استغلال مياه نهر الاردن )) لها شخصية اعتبارية في اطار جامعة الدول العربية مهمتها تخطيط وتنسيق وملاحظة المشاريع الخاصة باستغلال مياه نهر الاردن.٤- اقامة قواعد سليمة لتنظيم الشعب الفلسطيني لتمكينه من تحرير وطنه وتقرير مصيره.وتوكيل احمد الشقيري امر تنظيم الشعب الفلسطيني. -
يجتمع الملوك والرؤساء العرب مرة في السنة على الاقل على ان يكون الاجتماع المقبل في الاسكندرية في اب/ اغسطس.وقد تبرعت ليبيا في المؤتمر بمبلغ 55 مليون دولار لصالح المجهود الحربي العربي، بينما تبرعت السعودية بمبلغ 40 مليون والكويت بمبلغ 15 مليون.عقد المؤتمر الفلسطيني الاول في القدس يوم ٢٨ ايار/ مايو ١٩٦٤م نتيجة لقرار مؤتمر القمة العربي في القاهرة عام ١٩٦٤م.
اتسمت نظرة قيادة " فتح" الى تاسيس منظمة التحرير الفلسطينية بالكثير من الشك والريبة وعدم الحماسة والتخوف من ان تنافسها فلسطينيا وعربيا ودوليا، الامر الذي سرَّعَ في اتخاذها قرار البدء بالعمل العسكري.
اجتمع في الخفجي ابو يوسف النجار، محمد على الاعرج، عبد الفتاح عيسى حمود، سليمان ابو كرش ومحمد سعيد المسحال اي ممثلو التنظيم في السعودية وقطر حيث جرى مناقشة الخشية من سحب منظمة التحرير الفلسطينية البساط من حركتهم الوليدة وقرروا بدء العمل المسلح في مطلع ١٩٦٥م وقد تم ابلاغ اقليم الكويت الذي وافق على ذلك على اعتبار ان اقاليم السعودية وقطر والكويت كانت اقاليم " فتح" الثلاثة الاساسية.وجرى تكليف ياسر عرفات بتدبير امور الانطلاقة عسكريا.فيما بعد قررت بعض قيادات الحركة من الاستفادة العملية من منظمة التحرير الفلسطينية وعلى الرغم من خشية حركة " فتح" من الدور الخفي للمنظمة الٍّا انها اعتبرتها الاطار الرسمي الذي يحوز على الشرعية العربية.
قال خليل الوزير في (( البدايات )) : (( لا بد لنا من الاحتفاظ به مع الحرص على اقتحامه والسيطرة عليه ))شاركت حركة " فتح" في المؤتمر الفلسطيني الاول الذي عُقِدَ في القدس في ٢٨ ايار/ مايو ١٩٦٤م وحضره ٤٨٨ عضوا فلسطينيا من بينهم ٣٤٢ قدموا من الاردن و ١٤٦ تم اختيارهم من سورية وغزة والكويت وقطر ولبنان ومصر والعراق.ومن بين ال ١٥ عضوا من قيادات " فتح" الذين شاركوا في المؤتمر بصفتهم الشخصية : خالد الحسن ، كمال عدوان، محمد يوسف النجار، هاني القدومي، زهير العلمي، خليل الوزير، رفيق شاكر النتشة، ياسر عرفات وكمال الدين السَّراج.اقر المؤتمر الميثاق القومي الفلسطيني ، والنظام الاساسي الذي ينص على قيام جيش التحرير الفلسطيني المرتبط بالقيادة العربية الموحدة وانتخب احمد الشقيري رئيسا لمنظمة التحرير الفلسطينية وثلاثة نواب له هم حكمت المصري من نابلس وحيدر عبد الشافي من غزَّة ونيقولا الداير من فلسطينيي لبنان.وخوّل احمد الشقيري تعيين ١٥ عضوا للَّجنة التنفيذية.مع مشاركة " فتح" في المؤتمر الفلسطيني الاول الذي جاء تنفيذا لرؤية قيادتها بضرورة امتلاك فرادة التمثيل الفلسطيني وضعت قيادة " فتح" برنامجا بعنوان (( الحركة والكيان المقترح ))لاحكام سيطرتها على الكيان النّاشيء بعد ان ادركت انه اصبح واقعا لا بد من التسليم به.جاء البرنامج في نشرة سرّية ضمن التسلسل التنظيمي للنّقاش الداخلي خلال اسبوع من تبليغه للاعضاء.وتضمن نقاطا عديدة اهمها النقاط السبع التالية:١- السعي بكل طريق للسيطرة على المجلس الوطني الفلسطيني باغلبية عددية، كمدخل لاحكام السيطرة على الكيان( منظمة التحرير الفلسطينية)،من جميع النواحي.٢- مفاوضة احمد الشقيري لضمان اغلبية لحركة" فتح" في العمل الثوري للكيان.٣- العمل على السيطرة على جميع دوائر ولجان الكيان في مناطق الخليج العربي.٤- اذا لم نتمكن من ضمان توجيه المجلس الوطني واللّجنة التنفيذية والدوائر والمكاتب المنبثقة منها فلا بد من العمل على خلق بديل يقف دون تسلط المجلس الوطني وانفراد اللّجنة التنفيذية بالعمل الفلسطيني والبديل لهذا هو الاسراع بخلق الاتحادات والنقابات المهنية حتى تكون مؤسسات وتنظيمات شعبية جماهيرية لها وزنها في المعركة، وعقد اتفاقات ثنائية مع الجبهات والتجمعات الفلسطينية الثورية الاخرى.٥- تكثيف انشطة حركة " فتح" في المناطق المجاورة للارض المحتلة ، متسترة بالكيان.٦- تعديل الميثاق القومي والنظام الاساسي لمنظمة التحرير الفلسطينية، بما يتلاءم مع مبادئ حركة " فتح"، لضمان استقلالية منظمة التحرير الفلسطينية عن الانظمة العربية. استمرار المحاولات لكسب احدى الدول العربية المجاورة للارض المحتلة لدعم حركة " فتح" ومساندتها.
خليل الوزير ( ابو جهاد ) البدايات المؤتمر الوطني الفلسطيني الذي انعقد في الدوحة ( ١٧-١٩) شباط/ فبراير ٢٠٢٥. يعرِّف نفسه تحت عنوان. من نحن؟ مبادرة اطلقتها مجموعة من الشخصيات الفلسطينية البارزة والمؤثرة والنشطاء الفاعلين من الارض المحتلة ومناطق وجود الشعب الفلسطيني كافة في بلاد اللّجوء والشتات، تهدف الى التصدي للتحديات التي يواجهها الشعب الفلسطيني بعد حرب الابادة الجماعية على غزة من خلال اعادة بناء منظمة التحرير على اسس ديموقراطية جامعة والضغط لتشكيل قيادة فلسطينية موحدة.هدفنا. واَهٍ من هدفنا. ليس هدف مؤتمرنا الوطني طرح حلول معينة للقضية الفلسطينية، او مناقشة حل الدولتين؛ وانما خلق قيادة موحدة تجمع القوى السياسية والمدنية ، وتمثل الشعب الفلسطيني بفئاته كافة .يكمن الهدف الرئيسي لهذه المبادرة في اعادة بناء منظمة التحرير التي هُمِّشَت منذ اتفاقيات اوسلو اذ لا يجوز ان تفقد المنظمة مكانتها التاريخية ودورها الفاعل قبل انجاز التحرر الوطني الذي لم يتحقق بعد، ومن الضروري الحفاظ عليها ممثلا شرعيا وحيدا للشعب الفلسطيني كله في الداخل والخارج.
تشمل اعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على اسس ديموقراطية تمثيل القوى السياسية الرئيسية الفاعلة على الساحة الفلسطينية، ومن ضمنها المقاومة، وكذلك، بالدرجة نفسها من الاهمية ، القوى والاوساط الوطنية غير المنضوية ضمن الفصائل التي اسهمت منذ اتفاقيات اوسلو، في الحفاظ على حيوية قضية فلسطين وثوابتها حتى حينما غُيِّبت منظمة التحرير الفلسطينية وهُمِّشَت.بالاضافة الى مطالب واهداف اخرى يمكن للقاريء ان يعود اليها من مصادرهاما يعنيني هنا هو اوجه الشبه بين رؤية قيادة " فتح" بضرورة امتلاك فرادة التمثيل الفلسطيني حسب برنامجها(( الحركة والكيان المقترح )) لاحكام سيطرتها على الكيان الناشيء الذي اشرت اليه في هذا المقال.وببن ما يطرحه المؤتمر الاخير.واضح ان ما يجري على السطح من هذه المطالب هو اسلوب وتكتيك السيطرة على كيان منظمة التحرير لكن ما يعتمل في القاع ان هناك تنظيما وضع (( برنامج واستراتيجية للعمل )) للسيطرة على منظمة التحرير مستغلا حالة التعاطف الشعبي جراء ما يجري في غزة للوصول الى هدفه تماما مثلما استغلت حركة " فتح" الحالة الجماهيرية التي تصاعدت انذاك.ان الجهة الداعية للمؤتمر كانت من لون واحد وهي التي حددت الغالبية من المشاركين اضافة الى شخصيات من لون اخر متعاطفة مع هذا اللون.اخالني ارى من بقي من قادة " فتح" المؤسسين يضحك بملء فيه عندما يقرأ اهداف المؤتمر الاخير ويقول : (( على مين على مين على مين جاي تبيع المية في حارة السقايين))هناك من خطط وهناك من موّل والغاية عند من استقبل.فالسَّيْرُ يدل على المسير. والبعرة تدل على البعير. ونهاية الدرب تؤدي الى صاحب المال الوفير .ولا علاقة له بالديموقراطية والعدالة والتحريروانما الاستمرار في نهج التسوية والتمرير
مهندس/ زياد ابو الرَّجا



