من أوّل الخلقِ، حتّى اليومِ،"قابيلُ"
يلجُّ في القتلِ والمقتولُ "هابيلُ"
ونسلُهُ في فنونِ القتلِ أنشأهُ
إذا انتهى منهُ جيلٌ يبتدي جيلُ
وكلّ جيلٍ أتانا بَزَّ سابقَهُ
سيماه: ذبحٌ وإرهابٌ وتنكيلُ
حتّامَ يبقى طليقاً؟ لاقيودَ ولا
عقابَ يردعُ بل عَوْنٌ وتسهيلُ ؟!!
***
"هابيلُ" هُبَّ، انتفضْ،وانهضْ على عجَلٍ
ماعاد ينفعُ تسويفٌ وتأجيلُ
ماعاد ينفع مع قابيلَ مرحمةٌ
إنّ الرّحيمَ بنهجِ الصَّفحِ مقتولُ
إخلعْ ترابَكَ قبلَ البعثِ منتقماً
فإنَّ دمَّكَ حتّى الآن مطلولُ
كفاكَ موتاً، كفانا ماأحاقَ بنا
من البلايا، وفيكَ الخيرُ مأمولُ
قد حان يومُك ياهابيلُ قُمْ عَجِلاً
ففي قيامِكَ تغييرٌ وتبديلُ
قد حان يومُك ياهابيلُ مُدَّ يداً
لهُ كما مدَّ ولْيقبضْهُ "عِزريلُ"
قاصصْ أخاكَ ولا تمنعْكَ مانعةٌ
لايردعنَّكَ تخويفٌ وتهويلُ
"ففي القِصاصِ حياةُ"العالَمينَ وقدْ
قضى بهذا ،من الرّحمنِ، تنزيلُ



